دور وزارة التضامن الاجتماعي في مواجهة الآثار الاقتصادية والاجتماعية للكوارث البيئية (بالتطبيق على كارثة السيول)

Abstract

يعاني الإنسان منذ العصور القديمة من الكوارث الطبيعية المختلفة، والتي كان لا يجد منها مفرًا سوى الاستجابة للقدر، وكانت تقتصر على فقدان الأرواح وتلف المزروعات، وأخذ يحرص في الابتعاد عن أماكن الخطورة، وبدأ في اتخاذ الاحتياطيات اللازمة لمواجهة تلك الكوارث بأقل الخسائر. ولكن في العصر الحديث وبالرغم من التقدم في شتى المجالات يقف الإنسان عاجزًا أمام قوة الطبيعة حتى ظهر مفهوم التخطيط لمواجهة الكوارث والاستعداد لها من خلال اتخاذ الإجراءات الاحِترازية للتقليل من الخسائر المتوقعة بأسلوب علمي، وليس بأسلوب رد الفعل، وذلك بقصد استمرار عجلة التنمية والحد من الآثار الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عنها. وفي هذه الدراسة حاول الباحث التعرف على مفهوم الكوارث البيئية من خلال التعريفات المختلفة لها وأضاف لها المفهوم الإسلامي للكوارث بقصد التوصل إلى عدم الارتكان إلى القدرية في المواجهة، وتفعيل دور البحث العلمي والأساليب العصرية الحديثة للحد من هذه الكوارث والتخفيف من آثارها, ونركز في دراستنا على دور وزارة التضامن الاجتماعي في مواجهة الآثار الاقتصادية والاجتماعية للكوارث. يبين الباحث أن ضمن الأساليب العصرية لمواجهة الكوارث والحماية منها اتباع نظام لإدارة الكوارث له مقوماته التي يعتمد عليها مثل التخطيط والتنبؤ والاستعداد للكارثة في مرحلة سابقة لحدوثها ثم كيفية المواجهة في ظل تعاون وتنسيق بين الأجهزة المعنية بإدارة الكارثة بهدف السيطرة على آثار الكارثة وسرعة العمل على تخفيف آثارها، وإعادة الوضع لطبيعته المستقرة, وهذا ما يتم في مرحلة ما بعد الكارثة. ولم يغفل الباحث دور التشريع المصري في مواجهة الكوارث وتحديد الجهات المنوط بها في إدارة الكارثة. تعمد الباحث استعراض عدد كبير من الكوارث على سبيل المثال وليس الحصر حيث صنّف تلك الكوارث وفقًا لطبيعة حدوثها فمنها التي تحدث بفعل الطبيعة ومنها الكوارث الجيولوجية من زلازل، براكين، انهيار صخري؛ ومنها مناخية مثل السيول، الأعاصير، الجفاف، التصحر. وأخرى بيولوجية وتشمل الأوبئة مثل أنفلونزا الخنازير والطيور وكذلك الآفات الزراعية وعلى رأسها الجراد والحشرة الجديدة (حفار نبات الطماطم) أو كوارث كونية من الأجرام السماوية والمجموعة الشمسية، ثم اتجه للكوارث التي من صنع الإنسان مثل الناتجة عن الاحتباس الحراري والسحابة السوداء والحرائق وآثار الحروب التدميرية، ... وأخيرًا ذكر بعض الكوارث المشتركة التي تكون بفعل الطبيعة ويزيد الإنسان في تفاقم الكارثة أو العكس, وقد ركز الباحث على الكوارث المناخية "السيول". وعند التعرض لآثار تلك الكوارث التدميرية تبيّن أنها تخلف آثارًا اقتصادية تنعكس علي الاقتصاد القومي فالميزانيات التي تنفق من أجل مواجهة الكوارث ومواجهتها والحد من آثارها وإعادة الوضع لأصله تؤثر بشكل سلبي في دفع عجلة التنمية كما أن هناك آثارًا اجتماعية بسبب فقدان عائل الأسرة وإصابته بعجز يحول دون تكسبه للرزق، بالإضافة إلى الآثار النفسية السيئة التي تنعكس على الناجين من تلك الكوارث ومن جهة أخرى؛ فإن هناك آثارًا صحية حيث تؤثر الكارثة على المجتمع، وتزيد من الإصابات والأمراض، خاصة الناتجة عن تلوث البيئة وانتشار الأوبئة. وأخيرًا فإن الكوارث تعكس مدى تقدم الدول وتخلفها، فالدول المتقدمة تكون خسائرها أقل من الدول النامية نتيجة التنبؤ والاستعداد لمواجهة الكوارث بأساليب علمية من أجل المواطنين بالدولة، واستغلال الأعداء ضعفها، وتأثير ذلك على الاستقرار الأمني بصفة خاصة والأمن القومي بصفة عامة. لذا، وجد الباحث أن الأساليب العصرية في مواجهة الكوارث تعتمد على وجود سيناريوهات مشابهة للكوارث البيئية يمكن من خلال التدريب عليها من قبل كافة الأجهزة المعنية وبصفة خاصة دور وزارة التضامن الاجتماعي بإدارة الكارثة في تنسيق تام بينهم لمواجهة الكارثة بكفاءة تحد من آثارها التدميرية. وقد تعرض الباحث للآثار الاقتصادية والاجتماعية للكوارث البيئية, كما استعرض الباحث السيناريو ومواجهة بعض أنواع الكوارث مع التركيز على كارثة "السيول" وكيفية الاستفادة من تلك الكارثة.