دراسة مقارنة لصيغ المدرسة الثانوية الافتراضية في الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وإمكانية الإفادة منها في جمهورية مصر العربية

غادة عبد المنعم محمد إبراهيم;

Abstract


مشكلة البحث :-
على الرغم من جهود وزارة التربية و التعليم في الإستفادة من التطورات التكنولوجية في التعليم ,إلا أن الخدمات المقدمة من إدارة التعليم الإلكتروني بوزارة التربية والتعليم ما هي إلا خدمات مكملة ومساعدة لما يقدم من خلال المدارس التقليدية تمنح الطلاب بعض المزايا التي تسهل عليهم عملية التعلم ٬ وبذلك نجد أنه لا يمكن أن تصبح هذه المواقع بديلاً عن المدارس فما زال الطلاب يعانون من تكدس أعداد كبيرة بالفصول ومن مدارس غير مجهزة نظرًا لضعف إمكاناتها البشرية والمادية حيث إنها لا تلبي حاجات الطلاب( )، كما أن هناك حالات يبعد فيها الطلاب عن المدرسة فهناك طلاب كثيرو الغياب مثل طلاب المدارس الثانوية العامة بمصر الذين يفضلون البقاء بالمنزل والاعتماد على الدروس الخصوصية لشعورهم أن المدرسة لا تفي باحتياجاتهم التعليمية بل يعتبرها البعض مضيعة للوقت ، كما أنه لا يوجد حل لمن تفوته بعض الدروس بسبب ظروف صحية مثل طلاب يعانون من أمراض لا تمكنهم من الذهاب إلى المدرسة أو تفشي بعض الأوبئة مثل الأنواع المختلفة من الإنفلوانزا التي كان منها علي سبيل المثالمرض إنفلونزا الخنازير H1 N1A الذى أدى إلى وجود حالة من الفوضى في الكثير من المدارس وأدى وجود بعض المصابين بها داخل المدارس إلى إغلاق تلك المدارس أو بعض فصولها مما أدى إلى توقف سير العملية التعليمة بها في العام الدراسي 2009-2010( ) بالإضافة إلى ذلك ما زال هناك طلاب تبعد أقرب مدرسة منهم مسافة كبيرة مثل الطلاب الذين يعيشون في قرى نائية بالصعيد أو بعض المدن الساحلية أو بعض المناطق القريبة من حدود البلاد مما يؤدي إلى صعوبة ذهابهم إلى المدرسة بسبب أنهم يعيشون في مجتمعات بها كثافة سكانية قليلة ومن ثم يعتبر إنشاء مؤسسة تعليمية فيها هدر للثروات ، وهناك طلاب يعانون من ظروف اجتماعية غير مستقرة تؤدي إلى عدم استقرارهم وانتظامهم في المدرسة ، وهناك طلاب بطيئوالتعلم يعانون من مشاكل تعليمية ونفسية كثيرة في المدارس التقليدية ، وبالعكس هناك طلاب ترتفع نسبة تحصليهم عن باقي زملائهم ويحتاجون إلى بيئة تعلم تلبي حاجاتهم ( ).
كل تلك العوامل وغيرها أدت إلىالحاجة للتوصل إلى صيغة تعليمية تستند إلى تكنولوجيا المعلومات ٬ والاتصالات وهي صيغة المدرسة الثانوية الافتراضية.
مما سبق نلاحظ أنه على الرغم من الظروف التي تمر بها البلاد من زيادة الحاجة إلى الإفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجالات عدة لعل من أهمها التعليم( ) وفي الوقت ذاته وجود مناطق محرومة من الخدمات التعليمية ٬ ومعاناة فئات ليست بالقليلة من الطلاب وخصوصًا طلاب المرحلة الثانوية من ظروف لا تمكنهم من تلقي العلم بالمؤسسات التعليمية بالرغم من حاجتهم إلى التعليم إلا أن صيغة المدرسة الثانوية الافتراضية لم يتم الأخذ بها كصيغة تعليمية يمكن الإفادة منها في جمهورية مصر العربية.
وفي ضوء ما سبق يمكن تحديد مشكلة البحث في السؤال الرئيس التالي:-
كيف يمكن التوصل إلى صيغة مقترحة للمدرسة الثانوية العامة الافتراضية في مصر في ضوء صيغ المدرسة الثانوية الافتراضية في كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة؟
ويتفرع من هذا السؤال الأسئلة التالية:-
1. ما الأسس النظرية المرتبطة بالمدرسة الثانوية الافتراضية في العالم المعاصر؟
2. ما صيغ المدرسة الثانوية الافتراضية في كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة؟
3. ما واقع الجهود المصرية الداعمة لتبني صيغ مناسبة للمدرسة الثانوية الافتراضية ؟
4. ما الإجراءات المقترحة المرتبطة بتبني صيغ مناسبة للمدرسة الثانوية الافتراضية في جمهورية مصر العربية في ضوء خبرة كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة؟
حدود البحث:-
اقتصر البحث في تناوله للمدرسة الثانوية الافتراضية على ما يلي:-
1 - سياسة القبول بالمدارس الثانوية الافتراضية.
2 - الشراكة بين المدارس الثانوية الافتراضية والجامعات والشركات.
3 - تمويل المدارس الثانوية الافتراضية وسوف يشتمل هذا المحور علي الإمكانات المادية والبشرية اللازم توافرها في المدارس الثانوية الافتراضية.
4 - إعداد معلم المدرسة الثانوية الافتراضية وتدريبه.
وقد تناول البحث الصيغ المختلفة للمدارس الثانوية الافتراضية حسب الصيغ الموجودة في دولتي المقارنة وطريقة تطبيق واختيار هذه الصيغ بتلك الدول، ولن يتم التعرض لصيغة ما دون غيرها لعرض كافة الصيغ الموجودة في دول المقارنة والاستفادة من خبرات تلك الدول في تناول الصيغ المختلفة للمدرسة الثانوية الافتراضية.
كما اقتصر البحث الحالي في تناوله لدولتي المقارنة على كل من:-
1 - الولايات المتحدة الأمريكية ,لأن بداية نشأة المدرسة الثانوية الافتراضية كانت في قارة أمريكا الشمالية وقد حدث تطور كبير لها في الولايات المتحدة الأمريكية حتي أنه كانت وماتزال تجري العديد من الدراسات و الأبحاث علي كيفية تطور تلك المدارس بصيغها المختلفة كما أن لها خبرة طويلة في تطبيق صيغ المدرسة الافتراضية ووجود عدة صيغ مختلفة للمدرسة الافتراضية بها.
2 - المملكة المتحدة نظرًا لتبنيها وجهات نظر تربوية مختلفة حول تطبيق تلك الصيغ وقد ركز البحث علي اإنجلترا ,لأنها كانت لها الأسبقية في تطبيق و تطوير صيغ مختلفة للمدارس الثانوية الافتراضية وقد تم تطبيقها من خلال كبري المؤسسات التعليمية , وقد أخذت عنها باقي الدول المكونه للملكة المتحدة وهم ويلز و إسكتلندا و أيرلندا الشمالية تلك التجربة و طبقتها بعد أن اثبت نجاحها و فاعليتها في انجلترا .
أهداف البحث:-
1. التعرف على الأسس النظرية المرتبطة بالمدرسة الثانوية الافتراضية وصيغها في العالم المعاصر.
2. التعرف على صيغ المدرسة الثانوية الافتراضية في كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.
3. التعرف على واقع الجهود المصرية الداعمة لتبني صيغ مناسبة للمدرسة الثانوية الافتراضية.
4. التوصل إلى الإجراءات المقترحة لتبني صيغة تعليمية جديدة من صيغ المدرسة الثانوية الافتراضية مناسبة للتطبيق في جمهورية مصر العربية في ضوء صيغ تلك المدرسة في كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.
أهمية البحث:-
تنبع أهمية البحث من:-
1- أهمية وجود صيغة تعليمية جديدة تستطيع أن تحل بعض المشكلات المرتبطة بالتعليم الثانوي ٬والتي تؤدي إلى ضعف حصول بعض طلاب المرحلة الثانوية على خدمة تعليمية جيدة بل وتسرب عدد من الطلاب من التعليم بسبب وجود بعض المناطق المحرومة ٬والبعيدة عن مناطق الخدمات مما يؤدي إلى صعوبة حصول الطلاب القاطنين بها على الخدمة التعليمية أو وجود بعض المعوقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والطبيعية التي تؤدي إلى توقف العملية التعليمية في بعض المؤسسات التعليمية لفترات قد تمتد لشهور مما يؤدي إلى إعاقة سير العملية التعليمية.
2- ازدياد الحاجة إلى تطوير مرحلة التعليم الثانوي في جمهورية مصر العربية في ضوء المتغيرات المجتمعية والتعليمية ومن أجل مواكبة التقدم التكنولوجي الذى ينمو بسرعة شديدة في الوقت المعاصر ٬والوصول إلى تحقيق الأهداف المرجوة للتعليم الثانوي من إعداد الطلاب للحياة جنبًا إلى جنب مع إعدادهم للتعليم العالي ٬وتمكينهم من مواجهة سوق العمل.
3- القضاء على بعض السلبيات التي تتزايد حدتها في مرحلة التعليم الثانوي مثل ظاهرة الدروس الخصوصية ٬وارتفاع التكلفة التي تعتبر عبئًا على دخل الأسرة المصرية.
4- تشجيع الطلاب على البحث العلمي وتبادل الخبرات.
5- أنها وسيلة لتوفير كثير من النفقات التي تتطلبها إنشاء مدرسة ثانوية تقليدية ,فهي توفر بعض تكاليف الإنشاءات بالمدارس مثل المعامل أو حجرات الأنشطة التي لا تستطيع الدولة أن توفرها بكل مدرسة حيث يستفيد الطلاب من بيئة التعليم الافتراضية التي توفرها لهم المدرسة الافتراضية.
6- أنه يعرض صيغ لبعض المدارس الثانوية الافتراضية في كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة باعتبارها صيغ متطورة ورائدة يمكن الاستفادة منها في الوصول إلى إجراءات مقترحة لتبني صيغ مناسبة لمدرسة ثانوية افتراضية في جمهورية مصر العربية.


Other data

Title دراسة مقارنة لصيغ المدرسة الثانوية الافتراضية في الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وإمكانية الإفادة منها في جمهورية مصر العربية
Other Titles دراسة مقارنة لصيغ المدرسة الثانوية الافتراضية في الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وإمكانية الإفادة منها في جمهورية مصر العربية
Authors غادة عبد المنعم محمد إبراهيم
Issue Date 2016

Attached Files

File SizeFormat
G11647.pdf371.58 kBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 310 in Shams Scholar
downloads 957 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.