اثر التفاعل بين كثافه الروابط الفائقه فى صفحات الويب والسعه العقليه على الحمل المعرفى والتحصيل الدراسى فى ماده الاحباء لدى طلاب المرحله الثانويه بالمملكه العربيه السعوديه

Abstract

مقدمة دائما ما يبحث التربويون باستمرار عن أفضل الطرق والوسائل لتوفير بيئة تعليمية تفاعلية لجذب اهتمام الطلاب, وحثهم على تبادل الآراء والخبرات, ويعد الكمبيوتر والانترنت وما يلحق بهما من وسائط متعددة من أفضل الوسائل لتوفير هذه البيئة التعليمية الثرية, وتكمن قوة تزاوج الكمبيوتر والانترنت في إمكانية الربط بين الأشخاص عبر مسافات بعيدة جداً ومصادر المعلومات المختلفة, أدى ذلك إلى ظهور التعلم عن بعد عبر الانترنت, والجامعات الافتراضية, والمدارس الافتراضية, والفصول الافتراضية. وتعد صفحات الويب من أهم المكونات الأساسية في هذه البيئات لأنه من خلالها سوف يتم تحديد تفاعل المتعلمين معها حيث تعتمد معظم البيئات الالكترونية على واجهة تفاعل يتفاعل معها المتعلم وتمكنه من الاستفادة الكاملة للتفاعل مع محتوي المقرر, وتعد الوسائل الفائقة واحدة من أحدث الأدوات المستخدمة في التعليم فهي تقدم بيئة معلومات وسائط متعددة, تدعم الوصول غير الخطي للمعلومات وتسهل الاتصال التفاعلي وتكامل جميع أشكال المعلومات, وتتكون بنية الوسائل الفائقة من قاعدة البيانات التي تشتمل على عناصر المعلومات (العقد) والروابط الفائقة التي تربط بين هذه العقد ووسائل الابحار للتنقل بين العقد, وبما أن هذه الصفحات تعتمد على الروابط الفائقة بداخلها لذا قامت الدراسة الحالية لمحاولة إمداد مصممي صفحات الويب التعليمية ببض معايير الروابط الفائقة من خلال قياس أثر التفاعل بين كثافة الروابط الفائقة في صفحات الويب التعليمية (مرتفعة مقابل منخفضة) والسعة العقلية (مرتفعة مقابل منخفضة)على الحمل المعرفي والتحصيل الدراسي في مادة الاحياء لدى طلاب الثاني الثانوي بالمملكة العربية السعودية. مشكلة البحث لما كانت العناصر البنائية والمتغيرات التصميمية لواجهات التفاعل للبيئات التعليمية عبر الويب تلقى اهتماما كبيرا من قبل المختصين في مجال تكنولوجيا التعليم , فقد وجد الباحث أن الروابط الفائقة من المتغيرات المهمة التي تدعم البناء المعرفي لدى المتعلمين من خلال تقديم أشكال التفاعل مع المحتوى الخارجي من خلال الروابط كوسيلة لتعزيز اكتساب المعرفة, والسعة العقلية من المحددات التي تحد من قدرة الفرد على حل المشكلة فهي تمثل أقصى عدد من الوحدات المعرفية, أو المخططات العقلية التي يستطيع الفرد التعامل معها أو تناولها في وقت واحد أثناء حل المشكلة, ومن هنا أي زيادة في كمية المعلومات المتطلبة لحل المشكلة سوف تؤدي الى تحميل السعة العقلية فوق طاقتها مما ينتج عنه انخفاض في الاداء أو الاخفاق في حل المشكلة. من خلال عمل الباحث معلم لمادة الأحياء في المرحلة الثانوية بالمملكة العربية السعودية لاحظ عند استخدامه لعدد من المواقع التعليمية عبر الويب المنتجة لهذه المادة, أن صفحات الويب فيها تعتمد بشكل أساسي على الروابط الفائقة, وتختلف هذه الروابط من حيث العدد داخل واجهة التفاعل للشاشة الواحدة, فبعضها كثير وبعضها قليل مما يؤدي الى ظهور بعض المشكلات مثل تشتت انتباه الطلاب وعدم تركيزهم والشعور بالحمل المعرفي الزائد في المعرفة والادراك والفهم, ويزيد من احتمالات الخطأ لديهم والتقليل من تحصيلهم الدراسي. وتظهر عناصر المشكلة من استطلاع الرأي الذي قام به الباحث للطلاب: • شكوى الطلاب من التأثير المشتت للروابط الكثيرة خلال تفاعلهم مع المحتوى الالكتروني. • ضعف مستوى التحصيل من نتائج الطلاب. • ضعف دافعية الطلاب للتعلم من المواقع الالكترونية. من خلال الاطلاع على الدراسات والبحوث السابقة ذات الصلة بالموضوع وجد أن عديدا من الدراسات السابقة تناولت متغيرات الروابط الفائقة كأنواع الروابط وبنية الروابط وموقعها في تصميم واجهات التفاعل عبر الويب, ووجد تباينا في الآراء حول اختيار أفضل كثافة للروابط لواجهات التفاعل عبر الويب, فالبعض يؤيد زيادة عددها والبعض الاخر يقلل من عددها في الصفحة الواحدة بشكل عام ولم تراعي طول الصفحة أو قصرها كما أشار الباحث في السابق. بما أن الاتجاهات الحديثة ترتكز الى ضرورة التعلم عبر البيئات التعليمية عبر الويب, وحيث أن الروابط الفائقة من المتغيرات المهمة التي تدعم البناء المعرفي لدى المتعلمين من خلال تقديم أشكال التفاعل مع المحتوى الخارجي من خلال الروابط كوسيلة لتعزيز اكتساب المعرفة, رأى الباحث ضرورة دراسة أنسب كثافة للروابط الفائقة التي تستخدم في تصميم صفحات الويب للصفحة الواحدة مع مراعاة طولها من حيث عدد الاسطر والسعة العقلية للطلاب والتي تساعد على تنمية الحمل المعرفي والتحصيل الدراسي لدى الطلاب في مادة الأحياء, حيث أن هذه المادة يلاقي الطلاب فيها صعوبة في التحصيل حيث تحتوي على مستويات متعددة من المعلومات اللفظية وغير اللفظية التي تتسم بكثرة التفاصيل والمفاهيم الفنية التي تتراوح بين التعقيد والبساطة, كما أنه لبيان أثر الكثافة كان لابد أن يتم وفق محتوى تعليمي ثري بالمعلومات والرسومات التوضيحية حتى يتمكن الباحث من اختيار كثافة الروابط الفائقة بداخله, لذلك فإن البحث الحالي يسعى إلى التعرف على أثر اختلاف كثافة الروابط الفائقة في صفحات الويب على الحمل المعرفي والتحصيل في مادة الأحياء لدى طلاب المرحلة الثانوية بالمملكة العربية السعودية.