إثراء الصور الذهنية لتنمية اللغة لدى الأطفال الذاتويين باستخدام خرائط العقل دراسة حالة""

Abstract

تعتبر الذاتوية اضطراباً نمائياً عصبياً معقداً يرجع الفضل لمعرفته وتميزه عن الإعاقة العقلية إلى العالم كانر Kanner (1943) عندما قام بفحص مجموعة من الأطفال المتخلفين عقلياً بجامعة هارفارد فى الولايات المتحدة الأمريكية، ولفت اهتمامه وجود أنماط سلوكية غير عاديـة لــــ(11) طفلاً، حيث لاحظ انغلاقهم الكامل على ذواتهم، والابتعاد عن الواقع، والانطواء والعزلة، وعدم التجاوب مع المثيرات التى تحيط بهم، وهذا يصل بهم إلى المعاناة من القصور الواضح فى مهارات اللغة الاستقبالية والتعبيرية مما يؤدى إلى قصور فى مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعى، إضافة إلى التزايد المستمر لأعداد الأطفال الذاتويين وعدم ارتباط ذلك بالعوامل العرقية والثقافية ونسبة انتشاره بين الذكور والإناث كل ذلك يجعل من الضرورى الاهتمام بهم كفئة خاصة ومساعدتهم وتقديم العون لهم بشتى صور التدخل المنظم وفى سن مبكر ولدعم إحساس الطفل بالنجاح الذى يعد مطلباً أساسياً عند تعليم الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة بشكل عام والأطفال الذاتويين بشكل خاص، ولتحقيق ذلك يجب الاستعانة بالعديد من الفنيات السلوكية، مثل: التعزيز، والحث، والنمذجة، بالإضافة إلى تحليل المهارات المعقدة إلى مهارات أبسط حتى يسهل للأطفال تعلمها والتحليل الدقيق لنواحى القوة والاحتياج التى يتم اختيار الأهداف وفقاً لها. ويوضح بوزان (2007، 59) أهمية استخدام خرائط العقل مع الأطفال الذاتويين حيث أشار إلى الحالات التي سجلها كتاب "سبرينجر و دويتش" العقل الأيمن و العقل الأيسر (1985) ومنها حالات تعاني من اضطراب الذاتوية وقد اشار الكتاب إلى تجلي القدرات الفنية رفيعة المستوى عند الذاتويين الذين يعانون من عجز حاد في اللغة ويرون أن هذه القدرات التي يتمتع بها الذاتويين تدل على إسهام الشق الأيمن من المخ، وإن هؤلاء الأطفال من الأنسب أن يتلقوا تعليمهم عن طريق خريطة العقل.