البنية النحوية و أثرها في توسيع المعنى

عبد الكريم محمد صالح السعيدي;

Abstract


موضوع الرسالة هو : ((البنية النحوية وأثرها في توسيع المعنى )) ، وإنما قلت : ( البنية النحوية ) دون النحو بوجه عام ؛ احترازا من دراسة أبوابه كل على انفراد ، وهي التي أطلق عليها الدكتور تمام حسان معاني الأبواب المفردة كالفاعلية و المفعولية ... إلخ ، وتقييدا في الوقت نفسه بما يحصل فيه من متغيرات ، فالنحو أصول وفروع ، فأما الأصول ، فهي الوضع الأول للألفاظ إسنادا وتعليقا ، وأما الفروع فهي الخروج عن ذلك الوضع بإحداث تغيير فيه ، وهذا هو ما أعنيه بـ ( بنية النحو ).
فالدراسة إذن مختصة فيما تعلق من الألفاظ بعضها ببعض ، وهذه فكرة مركزية ورئيسة في النحو العربي ، بناء على أنه لا يعطي اللفظة حكما ما لم تتميز طبيعة تعلقها بغيرها من الألفاظ ، ولكن هذه الدراسة ستقتصر – كما ذكرنا – على ما يحصل في ذلك التعليق من تغيير ، فإسناد الفعل إلى فاعله ، والصلة بين الفعل والمفعول لا تدخل في دراستنا إلا بحدوث تغيير بينهما ، كحذف أحدهما ، أو تبادل مواضعهما تقديما و تأخيرا .
وإنه لمن البدهي ، أن يؤدي هذا الخروج أو التغيير معنى ذا غرض مزيد على المعنى الوظيفي الأول والأساسي ؛ لأن المعنى يختلف باختلاف بنى النحو أو صيغ الكلام ، فوضع الألفاظ على أصلها إسنادا وتعليقا لا يستلزم التعليل أكثر من الفهم والإفهام ، بخلاف خروجه عن ذلك الأصل ، فإنه يستلزم التعليل والتأويل وبيان ما فيه من معنى مقصود وغرض مراد ، ومن هنا تبين ما نعنيه بـ ( وأثرها في توسيع المعنى ) فهو التناسب مع الموقف أو المقام أو السياق ، وبعبارة أخرى ، هو ( وضع الكلام موافقا لمقتضى الحال ) .
ومع أن هذا المعنى ينسب إلى البلاغة كثيرا ، بيد أن نسبته إلى النحو هي الأولى كما عبر عن ذلك تمام حسان في النص السابق ، فكما أن المعنى الوظيفي الناشئ عن إسناد الألفاظ أو تعلق بعضها ببعض منسوب إلى النحو بلا خلاف ، فكذلك هذا المعنى الموافق لمقتضى الحال ، فإنه معنى نحوي أيضا ؛ وذاك لقيامه على تغيير ذلك الإسناد أو التعليق .
فكلا المعنيين إذن قائم على أساس من النحو ، سوى أن الأول قائم على ثوابته ، والآخر قائم على متغيراته ، وما نسبة هذا الأخير إلى البلاغة - في تقديري - إلا لبلوغه الفائدة المقصودة التي لم يضطلع بتأديتها المعنى الوظيفي أو الأول أو الأساسي .
و قد اشتملت هذه الأطروحة على بابين ، وفي كل باب عدد من الفصول ، فأما الباب الأول ، فكان عنوانه ( أحوال البنية النحوية ) وقد انقسم على خمسة فصول :
- الفصل الأول : التقديم والتأخير . - الفصل الثاني : الحذف والتقدير .
- الفصل الثالث : التعريف والتنكير . - الفصل الرابع : الحصر والقصر .
- الفصل الخامس : الفصل والوصل .
ومن قراءة أولى لهذه العناوين ، قد يتراءى أنها درست كثيرا ، ولا سيما فيما تناوله البلاغيون ، ولكن من قراءة أخرى سوف يتبين المستوى الذي درست فيه ، فهدف الأطروحة الرئيس هو الوصل بين النحو و المعنى ، وهذا يعني أن اهتمامنا كان بالنحو ، وما يحصل فيه من متغيرات ، ولم نغفل في الوقت نفسه عن المعاني الناشئة عنها ، بخلاف البلاغيين ، فإن اهتمامهم كان بالنتائج أو المعاني من دون النظر في أصولها كثيرا ، ومن دون استقصاء لتلك المتغيرات جميعا .
وكذلك الأمر في دراستهم الظواهر كالتعريف و التنكير ، و الحصر و القصر ، و الفصل و الوصل فهي وإن غلبت عليها سمة البلاغة ، بيد أن الكشف عن جانب النحو فيها ذو أثر مهم في الكشف عن المعنى و تشكيل البنية و السياق .
وفضلا عن هذا وذاك ، فإن هناك ظاهرتين يقوم النحو العربي عليهما ، وهما ظاهرة التلازم بين الألفاظ ، وظاهرة الإعراب ، فقد جعلنا منهما عنصرين مهمين في تشكيل البنية وتوخي الدقة في المعنى على وفق استدعاء الأمر ذلك ، وهذا كله لم يفصل البلاغيون قولا فيه .
وأما الباب الثاني ، فكان عنوانه ( التناوب في البنى النحوية ) ، وقد قام على أربعة فصول :
الفصل الأول : نيابة الاسم عن الفعل . الفصل الثاني : التناوب بين الأسماء .
الفصل الثالث : التناوب بين حروف المعاني . الفصل الرابع : انعدام المطابقة بين المتلازم من الألفاظ .
و قد تناولنا النيابة من جهتين : الجهة الأولى ، هو ما تؤديه الأسماء من دلالة مخالفة لدلالة الأفعال ، والجهة الأخرى ، هي ما تؤديه الأسماء للبنية من شكل لا يكون بغيرها .


Other data

Title البنية النحوية و أثرها في توسيع المعنى
Other Titles Grammatical structure and its impact on the expansion of the meaning
Authors عبد الكريم محمد صالح السعيدي
Issue Date 2016

Attached Files

File SizeFormat
G11969.pdf467.01 kBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 12 in Shams Scholar
downloads 2 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.