نظرية الحجـاج في المنطق غير الصوري "تولِمن نموذجًا"

Abstract

تهدف الدراسة الحالية إلى إلقاء الضوء على العوامل التي لعبت دورًا بارزًا في التطور المعاصر لنظرية الحجاج، وعلى منطق تولمن العملي، ونموذجه في الحجاج، وكذلك الوقوف على التطبيقيات العملية لهذا النموذج في عدد من المجالات. وترجع أهمية الدراسة الحالية إلى توجيه الاهتمام إلى المنطق غير الصوري، وهو منطق يتوافق مع مسار الحياة اليومية بشكل كبير ويتم استخدامه في مجالات عديدة، لأنه منطق عملي يخاطب الإنسان العادي ويعبر عن الواقع، ومن أهم مميزاته أنه يتبنى نظرية في الحجاج وفي التفكير الناقد؛ ولذلك يُستخدم هذا المنطق في العديد من مجالات ومناحي الحياة، حيث يهدف إلى تطوير مهارات الجدال المعرفي والتفكير الناقد وتطبيقها في وسائط الحياة الحقيقية، سواء المكتوبة أو المنطوقة، وحديثًا قام فيلسوف العلم والمنطقي "ستيفن تولمن" بوضع نموذج مطور في الحجاج، يتناول قضايا الحياة المختلفة، ومنهج تولمن في معناه الواسع يهدف إلى وضع منطق عملي يختص باللغة الطبيعية، أراد به تفادي الصعوبات التطبيقية للنماذج المنطقية الرياضية، والمنطق الصوري بصورته التقليدية. وقد أثبتت الدراسة أن المنطق غير الصوري هو منطق عملي يعتمد على اللغة الطبيعية، ويهدف إلى خدمة أغراض الواقع، ويتبنى نظرية في الحجاج ومنهجية في كشف مغالطاته. فضلًا عن ذلك فقد أثبتت الدراسة الفاعلية العملية والتطبيقية لمنطق تولمن العملي المتمثل في نموذجه في الحجاج، من خلال تطبيقه عمليًا في عدد من المجالات، وبذلك يبرز الهدف الذي وُضع من أجله المنطق غير الصوري.