المسئولية المدنية عن الأدخنة السوداء (دراسة ميدانية علي صناعة الطوب)

Abstract

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وكرمه وسخر له كل ما حوله لخدمته، فكل إنسان من حقه أن يحيا سليماً معافى. والبيئة المحيطة بالإنسان، بكل مافيها، تتأثر بما ينتج من مصادر التلوث من ملوثات تؤثر بالتالى فى صحة الإنسان نتيجة تأثيرها فى البيئة. وكل من قام بنشاط ما من شأنه أن ينتج عنه تلويث لهذه البيئة فهو مسئول عن الضرر الذى لحق بالبيئة وبالتالى عن الضرر الذى لحق بجميع الكائنات الحية الموجودة فى هذه البيئة وفى مقدمتها الإنسان وهو أرقى الكائنات الحية الموجودة على وجه الكرة الأرضية. ومنذ بدأ عصر الثورة الصناعية وظهور وسائل التكنولوجيا الحديثة بدأ اختلال توازن الهواء الذى ظل قائماً منذ بدء الخليقة. فأغلب العوامل المسببة لتلوث الهواء هى عوامل مستحدثة من صنع الإنسان. فمع التقدم الصناعى وكثرة استخدام آلات الاحتراق فى المصانع والسيارات وغيرها، اختلت نسب مكونات الهواء وتلوث بكميات زائدة من الغازات الضارة. مشكلة الدراسة: تتعدد أشكال المواد المسببة لتلوث الهواء، وهى قد تدخل جسم الإنسان عن طريق الجهاز التنفسى فتصل إلى الدم مباشرة أو قد تدخل إلى الجسم عن طريق مسام الجلد أو عن طريق الجهاز الهضمى مع الأغذية والمشروبات الملوثة أو عن طريق العين. ومن أهم الملوثات للبيئة (وخصوصاً البيئة الهوائية) الأدخنة السوداء، فهى تسبب أضراراً بالغة للإنسان ولباقى الكائنات الحية. ومن هنا كان يجب أن يقف المجتمع فى مواجهة هذا الأثر الخطير للأنشطة المختلفة التى يقوم بها الإنسان، ألا وهو التلوث، وتحميل المتسبب فيه المسئولية عما لحق بالبيئة من ضرر وبالتالى عن الضرر الذى أصاب ما بداخل هذه البيئة من كائنات حية وعلى رأسها الإنسان. وتسعى هذه الدراسة إلى عرض مشكلة تلوث الهواء والآثار الضارة الناجمة عنها وعرض موقف القانون من هذه المشكلة وذلك باستعراض ما قام به المشرع المصرى لحماية البيئة الهوائية فى مصر وهل الوضع الحالى يكفل الحماية القانونية الكافية للبيئة الهوائية أم أنه يحتاج لتدخل تشريعى جديد. أهمية الدراسة: تنبع أهمية هذه الدراسة من أن الهواء هو أهم أسباب الحياة لجميع الكائنات الحية من إنسان ونبات وحيوان، فهذه الكائنات قد تستطيع الاستغناء عن الغذاء أو الماء لعدة ساعات أو لمدة يوم أو أكثر ولكن لا يمكنها الاستغناء عن الهواء لمدة دقائق معدودة.