جريمـة النصـب عبـر الانتـرنت

Abstract

يشهد العالم في عصرنا ثورة معلوماتية تعد الأقوى بعد اندماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ونظراً لحجم البيانات المتدفقة والمعلومات الهائلة بشتى أنواعها جعلت من حمايتها موضع اهتمام العاملين في هذا المجال خصوصاً بعد التداخلات الغير مشروعة بتعدد أساليبها، ونتيجة لبروز التطور التقني المتمثل في ظهور الكمبيوتر وشبكة الانترنت فقد وجدت أشكال جديدة للجريمة لم تكن معروفة سابقاً، إزاء ذلك تصدت العديد من التشريعات الجنائية في قسم من دول العالم إلى هذا النوع من الجرائم سواء أكان ذلك في نطاق قانون العقوبات أو في تشريعات خاصة. - أن الجريمة عموماً ظاهرة اجتماعية ناشئة عن عوامل مختلفة؛ منها عوامل داخلية متعلقة في سمات وطباع وظروف المجرم، ومنها عوامل خارجية بفعل عوامل البيئة التي يعيش فيها الإنسان، وقد كانت جريمة النصب (الاحتيال) تعد في التشريعات القديمة من بين جرائم السرقة كما في التشريع المصري القديم والإغريقي والروماني ولم نجد بينها وبين جرائم الأموال الأخرى فروقاً ذات دلالة حتى جاءت الشريعة الإسلامية التي اعتبرت جريمة السرقة من بين جرائم الحدود وأما جريمة النصب فمن بين الجرائم التعزيرية التي تركت لولي الأمر لتقدير العقوبة الملائمة لها. لقد شهد القرن العشرون تطوراً مذهلاً في مجال الاتصال، وشكلت الشبكة العنكبوتية الدولية (الانترنت) أعجوبة القرن التي امتدت عبر كل أنحاء المعمورة وربطت بين شعوبها فأصبحت وسيلة التعامل اليومي بين أفراد مختلف الطبقات والمجتمعات. وأمام اختلاف العقول والمستويات العلمية لمستعملي شبكة الانترنت ظهرت ممارسات غير مشروعة، فأصبحت هذه الشبكة أداة ارتكابها أو محلاً لها حسب الحالة، مما أدى إلى ظهور طائفة جديدة من الجرائم العابرة للحدود، مختلفة عن باقي الجرائم التقليدية، وقد سميت بالجرائم المعلوماتية أو الالكترونية أو جرائم الانترنت.