المتغيرات الاجتماعية والثقافية المرتبطة بالعمل في قطاعى الزراعة والسياحة " دراسة مقارنة فى ايكولوجيا المهن لبدو سيناء "

Abstract

يتميز كل شخص بمجموعة من السمات والخصائص الاجتماعية والثقافية التي تمثل في النهاية إستعداده لممارسة مهنة معينة، وإستناداً إلى نموذج التكوين الاجتماعي الذي يؤكد أن المهنة تطبع صاحبها بعدة صفات معينة تختلف هذه الصفات بإختلاف المهنة وخاصة عندما يتحقق الإندماج الفعلي للشخص في العمل بهذه المهنة. ولما كانت شبه جزيرة سيناء من أهم المناطق التي توليها الدولة إهتماماً بالغاً لتنميتها على مر العصور نظراً لما تتمتع به من موارد وثروات طبيعية تؤهلها لإحداث التنمية المنشودة هذا بالإضافة إلى تنوع الأنشطة الاقتصادية بها من زراعة ورعي وصيد الأسماك وسياحة وتجارة وتعدين وبترول، ومن خلال الزيارات الميدانية للباحثة لمنطقة سيناء بحكم عملها بمركز بحوث الصحراء تبين أن أغلبية البدو بمحافظة شمال سيناء يمتهنون مهنة الزراعة، كما أن أغلبية البدو بمحافظة جنوب سيناء يمتهنون مهنة السياحة. مما أثار تساؤل هل إختلاف مهنة البدو في سيناء شمالاً وجنوباً له أثر على إحداث تغيرات إجتماعية وثقافية عما تأصل لديهم وورثوه عن أبائهم وأجدادهم جيلاً بعد جيل؟ لذا تحاول الدراسة الراهنة التعرف على المتغيرات التى تؤثر على عمليتي التغير الاجتماعي والثقافى بمحتفظتي سيناء وخاصة بمنطقتي الدراسة. فبالنسبة للنشاط الزراعي وأثره على مستوى التغيرات الاجتماعية والثقافية للمجتمعات الحدودية فقد تناولت بعض الدراسات جوانب مختلفة من مشكلة الدراسة الحالية فنجد أن دراسة يوسف سلامة (٢٠١٠) تناولت التغير البيئي والثقافي وأثره على البنية الاجتماعية فى مجتمع شمال سيناء، وتناولت دراسة هند دياب ( ٢٠٠٩) التغيرات السريعة نتيجة التقدم الحادث فى مخلتف جوانب الحياه التكنولوجيا وخاصة جانب الإتصال والذى يؤثر بدوره على التغيرات الثقافية المادية واللامادية وعلى العلاقات الاجتماعية وغيرها من الأنماط المعيشية بالمجتمع الريفى الذى يعتمد بشكل أساسى على مهنة الزراعة ويتماثل مع مجتمع الدراسة فى درجة التمسك بالعادات والتقاليد، كما تناولت دراسة محمود حسن ضيف (٢٠٠٥) التغيرات الاجتماعية فى الأسر السيناوية الناتجة عن التنمية بشمال سيناء. أما بالنسبة للنشاط السياحي فقد تناولت دراسة ثناء إسرائيل (٢٠١٢) المتغيرات الديموجرافية والاجتماعية المرتبطة بإستخدام الموارد البيئية فى جنوب سيناء، وركزت الدراسة على العلاقة ما بين البشر ونشاطهم الإقتصادى، كما ركزت دراسة أحمد عبد الموجود الشناوي (٢٠٠٨) على أثر التفاعلات التى تنشأ بين السائحين وأبناء المجتمع من خلال النشاط السياحي، وتناولت دراسة حمدى سليمان (٢٠٠٦) أثر العمل فى مهنة السياحة على تغيير النسق الثقافى لبدو جنوب سيناء، وتناولت دراسة عبير عبد الرحمن (٢٠٠٤) أثر التنمية السياحية على الحياة الاجتماعية للمجتمعات البدوية نظراً لما تحدثه التنمية السياحية من طفرة إجتماعية قد تؤدى إلى نتائج إجتماعية سلبية على السكان الأصليين كنتيجة حتمية لما طرأ عليهم من تغيرات فى بيئتهم الاجتماعية. وتعد شبه جزيرة سيناء من المناطق التي تشهد تغيرات إجتماعية وثقافية لقاطنيها نتيجة ممارستهم العمل بالعديد من المهن ومنها الزراعة والسياحة، لذا فقد تطلب الأمر إجراء دراسة مقارنة للتعرف على أثر ايكولوجيا مهنتي الزراعة والسياحة على درجة التغيرات الاجتماعية والثقافية لبدو سيناء والتعرف على تلك العوامل والمتغيرات التى تؤثر على عملية التغير الاجتماعي والثقافي بمنطقة الدراسة، وذلك من خلال الإجابة على التساؤلات التالية. - ما هي الخصائص الاجتماعية والثقافية للمبحوثين العاملين بمهنتي الزراعة والسياحة بمنطقة الدراسة؟ - ماهي طبيعة الفروق بين بعض المتغيرات الاجتماعية والثقافية للمبحوثين العاملين بمهنتي الزراعة والسياحة؟ - ماهي درجة التغيرات الاجتماعية والثقافية للمبحوثين العاملين بمهنتي الزراعة والسياحة؟ - ما هي طبيعة الفروق بين متوسطي درجتي التغير الاجتماعي والثقافي للمبحوثين العاملين بمهنتي الزراعة والسياحة؟ - ما هي طبيعة العلاقة بين بعض المتغيرات الاجتماعية والثقافية وبين درجتي التغير الاجتماعي والثقافي؟ - ما هي المشكلات التي يتعرض لها المبحوثين العاملين بمهنتي الزراعة والسياحة، ومقترحاتهم لمواجهتها والتغلب عليها؟ أهداف الدراسة: من خلال ماتم عرضه للمشك