الاستقطاب السياسى فى معالجة الصحف والتليفزيون لأحداث العنف السياسى بمصر ودوره فى تشكيل اتجاهات المراهقين نحوها

Abstract

تُؤدَى وسائل الإعلام أدورًا هامة فى أى مجتمع، فهى تؤثر فى حياة المجتمعات، باعتبارها أحد أهم المصادر التى يستقى منها الفرد معلوماته حِيال الأحداث والقضايا الجارية سواء على صعيد المجتمع الداخلى المحلى أو على الصعيد العالمى. وتضطلعوسائل الإعلام بمجموعة من المهام المتنوعةعلى المسرح السياسى: كإمداد الأفراد بالمعرفة حول القضايا السياسية سواء بالداخل أو الخارج، تنمية الوعى السياسى لديهم، وتحفيزهم على المشاركة السياسيةوالقضاء على اللامبالاة السياسية. فووسائلالإعلامهىانعكاسُاللبيئةالسياسية،أىمرآهللأحداثوالصراعاتالتى تقع بداخلها،وبدونهالايستطيعأحدخارجالحلقةالسياسيةالاطلاععلى تلكالأحداث،كما أن البيئة السياسية تُبنى من قِبَل وسائل الإعلام، حيث أصبحت التغطية والمعالجة الإعلامية للأحداث السياسية جزءًا من عملية صياغة السياسة العامة ولذلك نظرالبعض إلىوسائل الإعلام باعتبارها لاعبًا رئيسًا فى الواقع السياسى يشارك بفاعلية فى مجرياته. ولهذا اهتمت الأبحاث الحديثة فى التواصل السياسى بالنظر إلى وسائل الإعلام كمتغير مستقل وكأحدى العوامل الرئيسية التى يمكن من خلالها التنبؤ بالسلوكيات والاتجاهات السياسية للمواطنين لما لها من دورًا محوريًا فى التواصل السياسى وبناء المعنى السياسى وتشكيله فى أذهان المواطنين. ومن ثمفقدفطنتالحكوماتإلىالدورالمؤثروالفعِّاللوسائلالإعلامفىقدرتهاعلىتهيئةالرأىالعاموتحريكهواستقطابهللدفاععناتجاهأوفكرةبعينهابلوعلىالتدخلفىتحريكمجرياتالأموروتوجيةهذاالرأىالوجهةالمطلوبة. هذا وقد شهد العقد الأخير من القرن الواحد والعشرين تراكمات لا حصر لها أدت فى النهاية إلى انفجار العديد من الأزمات المجتمعية وتفاقمها الأمر الذى تزامن مع تنامى دور وسائل الإعلام أثناء تلك الفترات والثورة المعلوماتية وانتشار البث الفضائى للدرجة التى جعلت الساسة ومتخذى القرارات يعتمدون على وسائل الإعلام فى تقييم الأوضاع الراهنة وصياغة المواقف والاتجاهات لدى الرأى العام، وأصبحت وسائل الإعلام المصدر الرئيسى الذى يَستقى منه الجمهور المعلومات عن الأحداث الجارية، وبخاصة فى ظل ظروف عدم الاستقرار والصراع وأعمال العنف والكوارث الطارئةالتيتمسالمجتمعلإيجاد التفسيرات الملائمة لهذه الأحداث. فعندمايجدأفرادالمجتمعأنفسهممحاطينبالغموضبسببنقصالمعلوماتالتيتساعدهمعلىخَلقمعانيثابتةللأحداثوإيجادالتفسيرالمناسبلهايزداددرجةاعتمادهمعلىوسائلالإعلام،الأمر الذى يتطلب دورًا أكثر فاعلية لتلك الوسائل فى تقديم معالجة إعلامية متميزة من خلال حجم ومضمون المعلومات المقدمة للجمهور. ولكن وسائلالإعلامأثناءتأديتهالوظيفتهاالسياسيةخلال تلك الفترات لاتكونـــحسنةالنيةدائماـــ حيث تعالت موجات الانتقاد لوسائل الإعلام ووجه لها البعض الإتهام بأنها مسئولة جزئيًا عن الصراعات والتوترات التى تشهدها المجتمعات من خلال ترويجها للعنف والفوضى،حيثلمتعدوسائلالإعلاممراقبًامحايدًافىتغطيةالصراعاتوأحداثالعنفالسياسى،بلتُضفىالشرعيةعلىبعضالأطرافوتجردأطرافأخرىمنهاالأمرالذىيؤثرعلىالرأىالعامبصورةسلبية، حيث انتقلت وسائل الإعلاممن المعالجة الموضوعية للقضايا والأحداث إلى التركيز على الصراع بين الأطراف المتنافسة وترسيخ عدم الثقة والخوف من الآخر والتشكيك فى نواياه، فالبيئة السياسية أصبحت بيئة أكثر استقطابًا بفضل وسائل الإعلام التى تُفضّل ممارسة الاستقطاب على طرح وجهات النظر المعتدلة.