الـــرؤية التنمويــــة لدي النخبة في المجتمع الليبي دراسـة ميدانية وتحليل سوسيولوجي بمنطقة الجــبل الأخضــر

Abstract

تستهدف هذه الدراسة التعرف على الرؤية التنموية لدى النخبة في المجتمع الليبي وتحديدا بمنطقة الجبل الأخضر ولإيضاح مشروعية هذه الدراسة، يمكن القول إن التنمية تمثل إشكالية كبرى في بلدان العالم الثالث، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، فقد شهدت البيئة العالمية تغيرات وصراعات كثيرة، أفرزت طريقتين لا ثالث لهما في الفكر التنموي، هما الطريق الاشتراكي والطريق الرأسمالي، واستمر الصراع بين الاشتراكية والرأسمالية لفترة من الزمن، أصبح على إثرها الفكر التنموي يدور ويجري على أرضية الاختيار أو التناقض بين النموذج الرأسمالي المطبق في العديد من الدول والبلدان الصناعية المتقدمة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، أو النموذج الاشتراكي المطبق في العديد من الدول والبلدان الاشتراكية، وفي مقدمتها روسيا والصين، وقد بدا الأمر لمفكري ونخب وقادة مجتمعات العالم الثالث، أن التقدم له طريقان: إما المرجعية الاشتراكية أو المرجعية الرأسمالية كأسلوب للتنمية. وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي وانهيار منظومته الاشتراكية، وانتهاء الحرب الباردة بانتصار الولايات المتحدة الأمريكية، أصبح المجال مفتوحا لانتشار واتساع الفكر الرأسمالي، وقد ساهمت العولمة والثورة العلمية، ووسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة في نشر الأفكار وفتح الأسواق، وتدفق السلع ورؤوس الأموال، مما زاد في درجة الارتباط بين المجتمعات، وإبراز دور الدول الصناعية في مساعدة دول العالم الثالث للأخذ بالنموذج الرأسمالي. وظهر فكر العولمة الذي أصبح في حد ذاته يقدم فكرا تنمويا، جزء منه يقوم على تقديم مجموعة من النصائح لدول العالم الثالث، منها ضرورة التخلص من القديم والأخذ بمبدأ السوق والديمقراطية والمجتمع المدني كأسلوب للتنمية" ".