بناء الجملة في شعر أمل دنقل دراسة نصية

مي جابر أحمد;

Abstract


إن لغة النص The language of the text عند قدامى العرب حظيت بنصيب كبير ، فقد كانت مقسمة بين النقد والبلاغة والنحو، وكان تناولها على مستوى الجملة، باستثناء عبد القاهرة الجرجاني الذي قال صراحة: إنك لا تحكم لصاحب النص بالسبق إلا بعد أن تستوفي القطعة كاملة، ثم قدم تطبيقًا عمليًّا في تحليل سورة الفاتحة، وهي نص كامل( ).
وقد جاء علم النص الحديث فقدم منهجًا جديدًا في معالجة النص، وأهم الموضوعات التي يدرسها علم النص (التماسك النصي) الذي ينطلق في تحليل النص من الجملة، ولكن ليس لكونها جزءًا مستقلًا، وإنما هي جزء داخل كل منسجم متجانس، وبجانب مكمل من جوانب الواقع اللغوي، إذ تحمل دلالاتها وفق دلالات الجمل الأخرى في النص.
ولا يتوقف علم النص عند دراسة الكلمات وتحليلها في مستويات الدرس اللغوي الصوتي والنحوي والصرفي والدلالي، بل يهتم بأن ينفذ إلى ما وراء النص من جميع العوامل المعرفية والنفسية والاجتماعية، حيث يلتحم بجوانب غير لغوية، تفسر كثيرًا من الغموض في العمليات اللغوية، مع بقاء الجانب اللغوي عمود النص.
يعد علم لغة النص أحدث فروع اللغة ظهورًا حتى الآن، غير أنه يتميز عنها من جهة النشأة والتطور، فلم يرتبط في نشأته أو تطوره ببلد بعينه أو بمدرسة بعينها أو باتجاه محدد، بل على العكس فإن أقطابه قد حاولوا تلمس البدايات في أعمال لغوية محددة، ترجع إلى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
ففي الوقت الذي كان فيه العلماء يدرسون لغة النص ، ويحللون النص بمستوياته اللغوية كافة ، وبطريقة شمولية ، قام بعض العلماء بالدعوة الصريحة إلى إقامة علم يدعى : نحو النص ، تكون مهمته بل أهم مهمة له هي « صياغة قواعد تمكننا من حصر كل النصوص النحوية في لغة ما بوضوح ، ومن تزويدنا بوصف للأبنية »( ) ، ويراد منه « تحقيق هدف يتجاوز قواعد إنتاج الجملة إلى قواعد إنتاج النص »( ) .
ففي سنة 1972م نشر فان دايك كتابًا بعنوان ((Some aspects of text grammar)) اعترض فيه على النحو التقليدي، ودعا إلى اتباع طريقة جديدة في تحليل النص والتعامل معه على أنه بنية كبرى.
وفي سنة 1976م ظهر كتاب مشترك لهاليداي ورقية حسن، شكل أول دراسة نصية متكاملة بعنوان ((cohesion in English))، درسا فيه وسائل الربط مثل: الإحالة والاستبدال والحذف والوصل والربط المعجمي.
وفي سنة 1977م نشر فان دايك كتاب بعنوان ((text and context)) ركز فيه على الظواهر الدلالية والتداولية... إلى أن رسخت نظرية نحو النص على يد روبرت دي بوجراند، عندما أصدر كتابه (النص والخطاب والإجراء) عام 1980م.
وقد اهتم المغاربة بهذا النوع من الدراسة وأسسوا عليه دراسات نصية كما في (دينامية النص تنظير وإنجاز) لمحمد مفتاح سنة 1987م، ومن بعده محمد خطابي 1991م في كتابه ( لسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب).


Other data

Title بناء الجملة في شعر أمل دنقل دراسة نصية
Authors مي جابر أحمد
Issue Date 2017

Attached Files

File SizeFormat
J6225.pdf387.57 kBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 1 in Shams Scholar
downloads 1 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.