الأبعاد الدلالية في التعليلات النحوية والصرفية في كتاب سيبويه

Abstract

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أفصح خلقه لسانًا، وأبلغهم كلامًا، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: حظي الكتاب لأبي بِشْر عمرو بن عثمان بن قَنْبَر( ت : 180هـ) باهتمام العلماء والباحثين منذ ظهوره حتى الآن، ولا يزالُ هذا الكتاب مجالًا خصبًا للدراسات اللغوية، فقد ظهرت فيه جهود سيبويه التي أغنى بها اللغة العربية في جوانبها المختلفة : الصوتية والصرفية والتركيبية والدلالية، كما جمع فيه جهود من سبقه من النحاة ؛ مثل: عيسى بن عمر الثقفي(ت:149هـ)، وأبي عمرو بن العلاء(ت:154هـ)، والخليل بن أحمد (ت:170هـ)، ويونس بن حبيب(ت:182هـ)، وأبي زيد الأنصاري(ت:215هـ) ، وغيرهم من النحاة ، الذين أخذ عنهم العلم، أو روى عنهم، فقد بلغ الكتاب مبلغًا عظيمًا في نفوس الباحثين، فها هو أبو سعيد السيرافي(ت:368هـ) يقول عنه :" وعمل كتابه الذي لم يسبقه إلى مثله أحد، ولم يلحق به من بعده" . وقد استعظم أمر الكتاب في نفسي حين درست في مقرر مادة ( فقه اللغة) في الفرقة الثانية في كلية الآداب – جامعة عين شمس، بحثًا بعنوان:" ظاهرة تداخل المصطلحات النحوية في كتاب سيبويه وامتدادها في التأليف النحوي بعده دراسة وصفية تحليلة " للأستاذ الدكتور أحمد إبراهيم هندي، فرأيت صعوبة في فهم مصطلحات سيبويه في بعض نصوصه، فكنت أبحث عن مقصده ومراده، ومن هنا بدأت صلتي بكتاب سيبويه، وازدادت هذه الصلة حين شاركتُ في تدريس هذه المادة، وقد لفت نظري كثرة التعليلات اللغوية في الكتاب، ولعل أكثرها لفتًا للنظر في هذا السياق تلك التي تعتمد على الدلالة؛ لتبرر القاعدة النحوية والصرفية، وما ارتبط بها من ظواهر لغوية؛ مثل: الاستغناء عن الأصل بالفرع أو العكس، أو الا