المرأة الفلسطينية وحركة الكفاح الوطني 1917-1949

Abstract

كانـت القضية الفلسطينية - وما تزال - من أهم القـضايا المطروحة على الساحة الدولية ، بيد أنه على الرغم من ذلك الكم الهائل والذي يصعب حصره من الكتابات التى أرخت للصراع العربى الإسرائيلى بصفة عامة والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص ، فإن الكتابات التى سلطت الضوء على دور المرأة الفلسطينية في مسيرة حركة الكفاح الوطني إبان فترة الدراسة على وجه الخصوص قليلة للغاية ، ولذا نستطيع أن نذكر أنها لم تنل الاهتمام من قبل غالبية المؤرخين والكُتاب بما يتلاءم مع القدر الكبير والعطاء الواضح الذى قامت به من أجل دعم قضيتها الوطنية المصيرية. لقد أثبتت المرأة الفلسطينية بحق أنها صانعة لمسيرة تاريخ وطنها كالرجل ، فهى الشهيدة وأم الشهيد وزوجته وأخته ، وهى صانعة أطفال الحجارة الذين أعطوا الانتفاضة ذلك الاسم المشرف. مــن هـذا المنطلق ، ومـن أجـل محاولة وضع المرأة الفلسطينية – قدر المستطاع – في مكانتها الفعلية التي تليق بها ، رأيت بناء على توجيهات أستاذي الفاضل أ.د.عادل حسن غنيم ؛ رائد الدراسات الفلسطينية في العالم العربي ضرورة إعداد دراسة خاصة بها ، تتناول دورها فى دعم حركة الكفاح الوطني الفلسطيني خلال الفترة الممتدة من عام 1917 – 1949 .

تم اختيار الفترة موضوع الدراسة على أساس أن عام 1917 هو العام الذى صدر فيه تصريح بلفور الذي عُرف بتصريح من لا يملُك لمن لا يستحق ، والذي يمثل بالفعل الضوء الأخضر لليهود للسير قدمًا نحو تأسيس وطنهم القومي المزعوم هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى بداية النشاط الوطني الفلسطينى والبداية الفعلية للحركة النسائية المناهضة لهذا التصريح من خلال إنشاء المزيد من الجمعيات التي عملت جاهدة من أجل بناء حركة نسوية قادرة على مواجهة الأخطار الجديدة التي أحدقت بفلسطين ، وكذلك تهيئة المرأة الفلسطينية لمشاركة أكثر قوة بجانب الرجل في التصدي للسياسات التي دعمت هذا التصريح . أما اختيار عام 1949 كنهاية لفترة الدراسة ،لأنه العام الذى يمكن من خلاله التعرف على بدايات آثار نكبة 1948 على المجتمع الفلسطيني بصفة عامة والمرأة الفلسطينية على وجه الخصوص وبداية ما يُعرف بمشكلة اللاجئين الفلسطينيين.