مَفهومُ الغُيوم عِند كُوسْكو
محمد سيد محمد أبوالعلا;
Abstract
للغيوم اسمٌ صوري في العلم ، فنقيض الغيوم هو القيمة الثنائية ، أو التكافؤ الثنائي ؛ حيث إن هناك طريقتين لإجابة كل سؤال ، صادقٌ أو كاذب ، صفر أو واحد ، فالغيوم يعني تعدد التكافؤ ، يَعني وجود ثلاث خيارات Options أو أكثر ، وربما كانت الخيارات لا نهائية بدلاً من نقيضين اثتين فقط ، وهو ما يعني التناظر Analog بدلاً من الثنائية ، أي وجود ظلالٍ لا متناهيةٍ من الرمادي بين الأسود والأبيض ، بمعنى أن هناك بعض القضايا يَتم استبعادها عندما نُريد الإجابة على الأسئلة بنعمٍ أو بلا فقط ، وهو ما أثاره المناطقة بين عامي 1920 و1930 من خلال المنطق متعدد القيم .
ويُعد بارت كوسكو Bart Kosko من أهم المناطقة الذين اهتموا بالغيوم ، ولد كوسكو في السابع من فبراير عام 1960 بمدينة كنساسKansas الأمريكية ، وحصل على العديد من الشهادات في مجالات : الفلسفة ، والاقتصاد من جامعة جنوب كاليفورنيا ، حصل على درجة الماجيستير في مجال الرياضيات التطبيقية من جامعة كاليفورنيا بسان دييجو ، ثم نال درجة الدكتوراه في مجال الهندسة الكهربية من جامعة كاليفورنيا بإيرفينIrvin ، وأصبح أستاذاً للهندسة الكهربية في مجال تكنولوجيا المعلومات والهندسة ، ثم مديراً للمؤتمر الدولي للشبكات العصبية Neural Networks ، ورئيساً مُشاركاً في مؤتمر الشبكات العصبية العالمي عام 1993 (1).
وإن كان كوسكو يَعمل مهندساً في مجال الهندسة الكهربية ، إلا أنه قدم إسهاماتٍ في مجال المنطق الغائم لا يُمكن إغفالها من جهة ، ومن جهةٍ ثانية أن الجامعات الغربية تقوم بتدريس المنطق لطلبة كليات الهندسة ، وهو مايؤكد حرصهم الشديد على تعليم طلابهم المنطق ، وبيان ارتباطه بشتى مجالات الحياة .
أمَّا عن نظرية المنطق الغائم فقد قُدِمَت للعالم لأول مرة من خلال لطفي زادة* في جامعة كاليفورنيا في بيركلي ، ومن خلاله لاحظ زاده أن منطق الحاسب الاصطلاحي مثقلاً بالتلاعب بالبيانات التي تمثل الموضوعية أو الأفكار الإنسانية الغامضة مثل " شخصٌ جذاب " ، أو " ساخنٌ جداً " . لقد كان منطق الحاسب الآلي يُصوَّر سابقاً من خلال المصطلحات البسيطة " إيقاف Off _عمل On " ، نعم أو لا ، أبيض أو أسود ، ولهذا صُمم المنطق الغائم من أجل السماح للحاسبات أن تُحدد الفوارق الصحيحة بين البيانات مع وجود ظلالٍ رمادية ، ووفقاً لذلك صُممت التكنولوجيا الغائمة لدمج النظريات الغائمة داخل المتحكمات الحديثة وعمليات البيانات لخلق أنظمةٍ ومنتجاتٍ أكثر سهولة .
ولقد رأى زاده أن العلماء قد قدموا لكثيرٍ من مشكلات الرياضيات ، وحاولوا التفكير ونقل عمل العلم مع الاستدلال" الأبيض ـ أسود " الذي يستخدمه الحاسب الآلي وبعض الآلات الأخرى . وهو ما أقره كوسكو وعمل على معالجته بصورةٍ أوضح .
أهمية البحث
يُمكن القول أن المنطق الغائم قد فرض نفسه بقوةٍ على ساحة التفكير المنطقي والفلسفي ، حيث أصبح لا يخلو منه منزلٌ أو مؤسسةٌ أو جهازٌ إلكتروني ، وهو ما يمثل الجانب التطبيقي لهذا المنطق ، ثانياً أن المنطق كان قدر خرج عن الثنائية المألوفة التي قدمها أرسطو ( الصدق – الكذب ) من خلال الثورة على قانون الثالث المرفوع ؛ فظهر من المناطقة من نادى بوجود ثالثٍ مرفوع ورابعٍ مرفوع ، و..... ، إلخ . فكان بديهيٌ أن يظهر المنطق الغائم بما يُقدمه من تدرجٍ للقيم ، وبذك يكون هدفه أن ينشأ المنطق مُعبِّراً عن الحياة اليومية التي نستخدم فيها التعبيرات بدقةٍ عندما نتكلم عن شيءٍ ما أو نصف سلوكاً ما بدرجةٍ معينةٍ ؛ أي أن الشيء ليس إما صادقاً أو كاذباً ، وإنما صادقٌ بدرجةٍ ما وكاذبٌ بدرجةٍ ما . وبهذا الشكل أخذت القضايا المنطقية شكلاً مختلفاً في المنطق الغائم ، فقد كانت الجمل الخبرية التقريرية تُستبعَد من المنطق التقليدي لاعتماده على القيمة الثنائية ، لكنها أصبحت تُستعمل في المنطق الغائم فتصف شخصاً ما بأنه طويلٌ إلى حدٍ ما ، أو قصيرٌ إلى حدٍ ما ، أصبحت تُستعمل في الوصف كوصف محرك السيارة بأنه سريعٌ إلى حدٍ ما أو بطيء إلى حدٍ ما ، أصبح يُطبق في أجهزة التكييف والحاسبات الآلية والإنسان الآلي ، وغيرها .
اختار زاده كلمة " غائم " لمواجهة العلم الحديث – على حد زعم كوسكو - ، ولقد دعا هذا المصطلح " غائم " إلى غضب العلماء الذين اعترفوا به ، فقد رأوا أنه يجبر ميدان البحث على النمو مع كل المشكلات ، فقوى الحكومة لا توافق على البحث الغائم ، فقد كانت الحركة الغائمة موضع إعجابٍ على نحو ٍ ضئيل لا يتعدَّى نطاق الأقسام الأكاديمية أو المجلات العلمية ، أخذت دورتها ثم توارت عن الأنظار ، لكنها نجحت ونضجت دون تأييدٍ معتاد يتمثل في تقديم العَون للعِلم التي صنعته الحركة الغائمة بقوة .
كذلك أخذ المنطق الغائم توجهاً جديداً في عدة أمور منها نظرته إلى نظرية الفئات التي خالف بها النظرة الكلاسيكية للفئة ، وكذلك المفارقات المنطقية والوصول إلى حلٍ لها ، كما قام بمعالجة الأنساق في شكل النُظم التي تسير بموجب قواعد الاستدلال الغائم ، كما ظهرت الأنساق التكيفية والأنساق الإضافية ، وامتد أثر المنطق الغائم ليشمل الجانب الهندسي ، ومقياس العشوائية بما قدمَّه كوسكو من تعريفٍ للإنتروبيا الغائمة .
لقد أصبح للمنطق الغائم سطوته وسيطرته ؛ إذ أصبحت تعتمد عليه كافة المبيعات التجارية حتى أنه سُمي بمنطق السوق التجاري ، وبدَت صورته واضحةً في الجانب السياسي والاجتماعي كما ظهر في خرائط المعرفة الغائمة وعلاقتها بالجانب السياسي ومشكلات البطالة والإحباط من جهةٍ أخرى .
للأسباب السابقة ترجع أهمية اختيار " مفهوم الغيوم عند كوسكو " ، كموضوعٍ للبحث ، أولاً : أنه لا توجد أي دراسة عربية حتى تاريخ كتابة هذا البحث في المكتبة العربية عن منطق كوسكو الغائم ، حتى وإن كان مهندساً إلا أن الجانب المنطقي الذي قدمه لا يمكن إغفاله ، ثانياً : للأهمية التي يتمتع بها موضوع الغيوم في المنطق في الوقت الحالي .
ويتناول هذا البحث في مجمله دور كوسكو في المنطق الغائم من خلال تتبع مفهوم الغيوم في عدة أمور منها : ( التمييز المُحدَد للغيوم ، أو تطور مفهوم الغيوم ، نظرية الفئات الغائمة ، الإنتروبيا والأنساق الغائمة ، المفارقات وتطبيقات المنطق الغائم ) بالدراسة والتحليل ، والوقوف على أهم التطورات التي وصل إليها المنطق الغائم على يد كوسكو.
وإذا كان المنطق الغائم هو منطقٌ للحياة استطاع أن يُحدِث ثورةً في مجال الحاسبات الآلية ، وفي الدوائر العلمية ، ظهر دوره واضحاً في الذكاء الاصطناعي ، إلا أن الباحث يحاول من خلال هذا البحث توضيح دور كوسكو في تطور المنطق الغائم من خلال التساؤلات التالية : إلى أي مدى تطور المنطق الغائم على يد كوسكو ؟ وكيف قام بمعالجة نظرية حساب الفئات ؟ وماهو الشكل الرياضي الذي قدمه لمعالجة هذه النظرية ؟ ، وماهي أشكال دالة العضوية ؟ ، وما هو المعيار الذي استطاع من خلاله أن يقيس درجة غيوم الفئة ؟ وماهي الإنتروبيا الغائمة ؟ وكيف كان للأنساق الغائمة دورٌ في الجانب التطبيقي للمنطق الغائم ؟ كيف نشأت المفارقات المنطقية وكيف عالجها كوسكو ؟ ، ماهي خرائط المعرفة الغائمة ؟ وماعلاقة المنطق الغائم بحياتنا اليومية ؟ وإلى أي مدى وصل تطور الذكاء الاصطناعي في ظل اعتماده على المنطق الغائم؟
المنهج المستخدم
للإجابة عن التساؤلات السابقة يعرض الباحث لموضوع بحثه مستخدماً " المنهج التحليلي المقارن " ، نظراً لأن الباحث يتناول آراء كوسكو المنطقية بالتحليل لتوضيح مدى أهميتها ، كما يقوم الباحث بمقارنة هذه الآراء كلما أمكن .
مُحتوى البحث
أما عن المحتوى فقد قام الباحث بتقديم البحث في صورة أربعة فصول تسبقها مقدمةً وتعقبها خاتمة ، أما بالنسبة للمقدمة فقد بين فيها الباحث أهمية البحث ، والمنهج المستخدم في الإجابة عن تساؤلات هذا البحث .
أما بالنسبة للفصل الأول " تطور مفهوم الغيوم عند كوسكو " ، فيتناول فيه الباحث مَيزات وعيوب المنطق التقليدي ، والإرهاصات الأولى للغيوم ، ومفهوم الغيوم في العصور الوسطى وفي العصر الحديث ، وفي المنطق المعاصر ، والحاجة إلى منطق غائم ، والغموض كدرجةٍ من درجات الغيوم ، وطرق معالجة الغموض ومفهوم الاحتمال عند كوسكو ، ، والمدى الذي حققه في تعريف مصطلحات المنطق الغائم تعريفاً دقيقاً .
أما الفصل الثاني " نظرية الفئات الغائمة عند كوسكو " فقد تناول فيه الباحث بالتحليل والدراسة تعريف نظرية الفئات ، والفرق بين الفئات التقليدية والفئات الغائمة ، وخصائص نظرية الفئات الغائمة ، والجانب الرياضي لنظرية الفئات الغائمة ، وحدود الفئات الغائمة ، وعلاقة الأعداد الغائمة بالفئات ، والجانب الهندسي للفئات الغائمة ، وكيفية تناول كوسكو لهذه الموضوعات .
أما الفصل الثالث " الإنتروبيا والأنساق الغائمة " ففيه عَرض الباحث لتعريف الإنتروبيا الغائمة ، وعلاقتها بالفئات ، وخصائصها ، والجانب الهندسي لها ، والأنساق الغائمة أنواعها وخصائصها ، والمتحكمات الغائمة ، وذاكرة الترابطات الغائمة ، وعيوب النسق الغائم .
أما الفصل الرابع " المفارقات وتطبيقات المنطق الغائم " فقد عرض فيه الباحث بالدراسة للمفارقات المنطقية وصورها وأشكالها ، والفكرة التي تقوم عليها ، وموقف المنطق الغائم منها ، وخرائط المعرفة الغائمة ، وتعريفها ، وعلاقتها بالتفكير الغائم ، والجانب التطبيقي لها من خلال الجانب السياسي ، والأنساق الخبيرة ، والذكاء الاصطناعي وعلاقتها بقواعد البيانات ، واستخداماتها الحالية في الحياة اليومية .
أما الخاتمة : فقد عرض فيها الباحث إلى أهم ما توصل إليه من نتائج ، مذيلاً البحث بقائمة المصادر والمراجع التي أفاد منها الباحث طوال بحثه ، بالإضافة إلى ثبتٍ لأهم المصطلحات التي وردت في البحث .
ويُعد بارت كوسكو Bart Kosko من أهم المناطقة الذين اهتموا بالغيوم ، ولد كوسكو في السابع من فبراير عام 1960 بمدينة كنساسKansas الأمريكية ، وحصل على العديد من الشهادات في مجالات : الفلسفة ، والاقتصاد من جامعة جنوب كاليفورنيا ، حصل على درجة الماجيستير في مجال الرياضيات التطبيقية من جامعة كاليفورنيا بسان دييجو ، ثم نال درجة الدكتوراه في مجال الهندسة الكهربية من جامعة كاليفورنيا بإيرفينIrvin ، وأصبح أستاذاً للهندسة الكهربية في مجال تكنولوجيا المعلومات والهندسة ، ثم مديراً للمؤتمر الدولي للشبكات العصبية Neural Networks ، ورئيساً مُشاركاً في مؤتمر الشبكات العصبية العالمي عام 1993 (1).
وإن كان كوسكو يَعمل مهندساً في مجال الهندسة الكهربية ، إلا أنه قدم إسهاماتٍ في مجال المنطق الغائم لا يُمكن إغفالها من جهة ، ومن جهةٍ ثانية أن الجامعات الغربية تقوم بتدريس المنطق لطلبة كليات الهندسة ، وهو مايؤكد حرصهم الشديد على تعليم طلابهم المنطق ، وبيان ارتباطه بشتى مجالات الحياة .
أمَّا عن نظرية المنطق الغائم فقد قُدِمَت للعالم لأول مرة من خلال لطفي زادة* في جامعة كاليفورنيا في بيركلي ، ومن خلاله لاحظ زاده أن منطق الحاسب الاصطلاحي مثقلاً بالتلاعب بالبيانات التي تمثل الموضوعية أو الأفكار الإنسانية الغامضة مثل " شخصٌ جذاب " ، أو " ساخنٌ جداً " . لقد كان منطق الحاسب الآلي يُصوَّر سابقاً من خلال المصطلحات البسيطة " إيقاف Off _عمل On " ، نعم أو لا ، أبيض أو أسود ، ولهذا صُمم المنطق الغائم من أجل السماح للحاسبات أن تُحدد الفوارق الصحيحة بين البيانات مع وجود ظلالٍ رمادية ، ووفقاً لذلك صُممت التكنولوجيا الغائمة لدمج النظريات الغائمة داخل المتحكمات الحديثة وعمليات البيانات لخلق أنظمةٍ ومنتجاتٍ أكثر سهولة .
ولقد رأى زاده أن العلماء قد قدموا لكثيرٍ من مشكلات الرياضيات ، وحاولوا التفكير ونقل عمل العلم مع الاستدلال" الأبيض ـ أسود " الذي يستخدمه الحاسب الآلي وبعض الآلات الأخرى . وهو ما أقره كوسكو وعمل على معالجته بصورةٍ أوضح .
أهمية البحث
يُمكن القول أن المنطق الغائم قد فرض نفسه بقوةٍ على ساحة التفكير المنطقي والفلسفي ، حيث أصبح لا يخلو منه منزلٌ أو مؤسسةٌ أو جهازٌ إلكتروني ، وهو ما يمثل الجانب التطبيقي لهذا المنطق ، ثانياً أن المنطق كان قدر خرج عن الثنائية المألوفة التي قدمها أرسطو ( الصدق – الكذب ) من خلال الثورة على قانون الثالث المرفوع ؛ فظهر من المناطقة من نادى بوجود ثالثٍ مرفوع ورابعٍ مرفوع ، و..... ، إلخ . فكان بديهيٌ أن يظهر المنطق الغائم بما يُقدمه من تدرجٍ للقيم ، وبذك يكون هدفه أن ينشأ المنطق مُعبِّراً عن الحياة اليومية التي نستخدم فيها التعبيرات بدقةٍ عندما نتكلم عن شيءٍ ما أو نصف سلوكاً ما بدرجةٍ معينةٍ ؛ أي أن الشيء ليس إما صادقاً أو كاذباً ، وإنما صادقٌ بدرجةٍ ما وكاذبٌ بدرجةٍ ما . وبهذا الشكل أخذت القضايا المنطقية شكلاً مختلفاً في المنطق الغائم ، فقد كانت الجمل الخبرية التقريرية تُستبعَد من المنطق التقليدي لاعتماده على القيمة الثنائية ، لكنها أصبحت تُستعمل في المنطق الغائم فتصف شخصاً ما بأنه طويلٌ إلى حدٍ ما ، أو قصيرٌ إلى حدٍ ما ، أصبحت تُستعمل في الوصف كوصف محرك السيارة بأنه سريعٌ إلى حدٍ ما أو بطيء إلى حدٍ ما ، أصبح يُطبق في أجهزة التكييف والحاسبات الآلية والإنسان الآلي ، وغيرها .
اختار زاده كلمة " غائم " لمواجهة العلم الحديث – على حد زعم كوسكو - ، ولقد دعا هذا المصطلح " غائم " إلى غضب العلماء الذين اعترفوا به ، فقد رأوا أنه يجبر ميدان البحث على النمو مع كل المشكلات ، فقوى الحكومة لا توافق على البحث الغائم ، فقد كانت الحركة الغائمة موضع إعجابٍ على نحو ٍ ضئيل لا يتعدَّى نطاق الأقسام الأكاديمية أو المجلات العلمية ، أخذت دورتها ثم توارت عن الأنظار ، لكنها نجحت ونضجت دون تأييدٍ معتاد يتمثل في تقديم العَون للعِلم التي صنعته الحركة الغائمة بقوة .
كذلك أخذ المنطق الغائم توجهاً جديداً في عدة أمور منها نظرته إلى نظرية الفئات التي خالف بها النظرة الكلاسيكية للفئة ، وكذلك المفارقات المنطقية والوصول إلى حلٍ لها ، كما قام بمعالجة الأنساق في شكل النُظم التي تسير بموجب قواعد الاستدلال الغائم ، كما ظهرت الأنساق التكيفية والأنساق الإضافية ، وامتد أثر المنطق الغائم ليشمل الجانب الهندسي ، ومقياس العشوائية بما قدمَّه كوسكو من تعريفٍ للإنتروبيا الغائمة .
لقد أصبح للمنطق الغائم سطوته وسيطرته ؛ إذ أصبحت تعتمد عليه كافة المبيعات التجارية حتى أنه سُمي بمنطق السوق التجاري ، وبدَت صورته واضحةً في الجانب السياسي والاجتماعي كما ظهر في خرائط المعرفة الغائمة وعلاقتها بالجانب السياسي ومشكلات البطالة والإحباط من جهةٍ أخرى .
للأسباب السابقة ترجع أهمية اختيار " مفهوم الغيوم عند كوسكو " ، كموضوعٍ للبحث ، أولاً : أنه لا توجد أي دراسة عربية حتى تاريخ كتابة هذا البحث في المكتبة العربية عن منطق كوسكو الغائم ، حتى وإن كان مهندساً إلا أن الجانب المنطقي الذي قدمه لا يمكن إغفاله ، ثانياً : للأهمية التي يتمتع بها موضوع الغيوم في المنطق في الوقت الحالي .
ويتناول هذا البحث في مجمله دور كوسكو في المنطق الغائم من خلال تتبع مفهوم الغيوم في عدة أمور منها : ( التمييز المُحدَد للغيوم ، أو تطور مفهوم الغيوم ، نظرية الفئات الغائمة ، الإنتروبيا والأنساق الغائمة ، المفارقات وتطبيقات المنطق الغائم ) بالدراسة والتحليل ، والوقوف على أهم التطورات التي وصل إليها المنطق الغائم على يد كوسكو.
وإذا كان المنطق الغائم هو منطقٌ للحياة استطاع أن يُحدِث ثورةً في مجال الحاسبات الآلية ، وفي الدوائر العلمية ، ظهر دوره واضحاً في الذكاء الاصطناعي ، إلا أن الباحث يحاول من خلال هذا البحث توضيح دور كوسكو في تطور المنطق الغائم من خلال التساؤلات التالية : إلى أي مدى تطور المنطق الغائم على يد كوسكو ؟ وكيف قام بمعالجة نظرية حساب الفئات ؟ وماهو الشكل الرياضي الذي قدمه لمعالجة هذه النظرية ؟ ، وماهي أشكال دالة العضوية ؟ ، وما هو المعيار الذي استطاع من خلاله أن يقيس درجة غيوم الفئة ؟ وماهي الإنتروبيا الغائمة ؟ وكيف كان للأنساق الغائمة دورٌ في الجانب التطبيقي للمنطق الغائم ؟ كيف نشأت المفارقات المنطقية وكيف عالجها كوسكو ؟ ، ماهي خرائط المعرفة الغائمة ؟ وماعلاقة المنطق الغائم بحياتنا اليومية ؟ وإلى أي مدى وصل تطور الذكاء الاصطناعي في ظل اعتماده على المنطق الغائم؟
المنهج المستخدم
للإجابة عن التساؤلات السابقة يعرض الباحث لموضوع بحثه مستخدماً " المنهج التحليلي المقارن " ، نظراً لأن الباحث يتناول آراء كوسكو المنطقية بالتحليل لتوضيح مدى أهميتها ، كما يقوم الباحث بمقارنة هذه الآراء كلما أمكن .
مُحتوى البحث
أما عن المحتوى فقد قام الباحث بتقديم البحث في صورة أربعة فصول تسبقها مقدمةً وتعقبها خاتمة ، أما بالنسبة للمقدمة فقد بين فيها الباحث أهمية البحث ، والمنهج المستخدم في الإجابة عن تساؤلات هذا البحث .
أما بالنسبة للفصل الأول " تطور مفهوم الغيوم عند كوسكو " ، فيتناول فيه الباحث مَيزات وعيوب المنطق التقليدي ، والإرهاصات الأولى للغيوم ، ومفهوم الغيوم في العصور الوسطى وفي العصر الحديث ، وفي المنطق المعاصر ، والحاجة إلى منطق غائم ، والغموض كدرجةٍ من درجات الغيوم ، وطرق معالجة الغموض ومفهوم الاحتمال عند كوسكو ، ، والمدى الذي حققه في تعريف مصطلحات المنطق الغائم تعريفاً دقيقاً .
أما الفصل الثاني " نظرية الفئات الغائمة عند كوسكو " فقد تناول فيه الباحث بالتحليل والدراسة تعريف نظرية الفئات ، والفرق بين الفئات التقليدية والفئات الغائمة ، وخصائص نظرية الفئات الغائمة ، والجانب الرياضي لنظرية الفئات الغائمة ، وحدود الفئات الغائمة ، وعلاقة الأعداد الغائمة بالفئات ، والجانب الهندسي للفئات الغائمة ، وكيفية تناول كوسكو لهذه الموضوعات .
أما الفصل الثالث " الإنتروبيا والأنساق الغائمة " ففيه عَرض الباحث لتعريف الإنتروبيا الغائمة ، وعلاقتها بالفئات ، وخصائصها ، والجانب الهندسي لها ، والأنساق الغائمة أنواعها وخصائصها ، والمتحكمات الغائمة ، وذاكرة الترابطات الغائمة ، وعيوب النسق الغائم .
أما الفصل الرابع " المفارقات وتطبيقات المنطق الغائم " فقد عرض فيه الباحث بالدراسة للمفارقات المنطقية وصورها وأشكالها ، والفكرة التي تقوم عليها ، وموقف المنطق الغائم منها ، وخرائط المعرفة الغائمة ، وتعريفها ، وعلاقتها بالتفكير الغائم ، والجانب التطبيقي لها من خلال الجانب السياسي ، والأنساق الخبيرة ، والذكاء الاصطناعي وعلاقتها بقواعد البيانات ، واستخداماتها الحالية في الحياة اليومية .
أما الخاتمة : فقد عرض فيها الباحث إلى أهم ما توصل إليه من نتائج ، مذيلاً البحث بقائمة المصادر والمراجع التي أفاد منها الباحث طوال بحثه ، بالإضافة إلى ثبتٍ لأهم المصطلحات التي وردت في البحث .
Other data
| Title | مَفهومُ الغُيوم عِند كُوسْكو | Other Titles | Kosko's Fuzziness Notion | Authors | محمد سيد محمد أبوالعلا | Issue Date | 2014 |
Recommend this item
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.