محمد بن عبدوس الجهشياري مؤرخا (م: سنة 331هـ / 942م)

عبد الله سالم محمد بازينة;

Abstract


وقد قسم الباحث هذه الدراسة إلى مقدمة وأربعة فصول وخاتمة ثم ثبت المصادر والمراجع،
تناول في الفصل الأول منها العوامل المؤثرة في مفهوم التاريخ عند الجهشياري، منوهاً إلى اسمه ولقبه ونشأته وملامح عصره وأثر الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية على تكوين فكره التاريخي وتأثره بها، واختتم الباحث هذا الفصل بأهم الوظائف التي شغلها الجهشياري وانتماؤه المذهبي والمصادرات والنكبات التي تعرض لها في نهاية حياته.
وخصص الباحث الفصل الثاني للحديث عن مؤلفات الجهشياري من حيث حصرها، ثم التطرق إلى المحتوى التاريخي لمصنفه "الوزراء والكتّاب" وهو المصنف الوحيد الذي بقي من إرثه الفكري موضحاً من خلال محتواه الجوانب السياسية والإدارية، والجوانب الاقتصادية والمالية، ثم الجوانب الاجتماعية ومظاهر العمران، والجوانب الثقافية والدينية، وأخيراً الجوانب العسكرية.
وتناول الباحث في الفصل الثالث المرجعية التاريخية لمحمد بن عبدوس الجهشياري، منوهاً من خلاله بالمصادر التي اعتمد عليها الجهشياري في استقاء مادته العلمية، والتي تنوعت بين المشافهات والسماع، إضافة إلى كم الوثائق الغنية التي وجدت بين ثنايا مؤلفه، ناهيك عن اطلاعه على جمع من مؤلفات السابقين والمعاصرين له.
أما الفصل الرابع فتطرق فيه الباحث إلى منهج الكتابة التاريخية عند الجهشياري، مبيناً من خلاله تطور الفكر التاريخي في القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي، الذي عاش في ثلثه الأول الجهشياري، ثم مناهج الكتابة التاريخية في عصره، وتقنيات البحث العلمي والتي ضمت منهجه في تدوين مادته من المنهج التاريخي الذي اعتمد عليه لبناء مؤلفه، وتقنيات البحث العلمي المتمثلة في اللغة والأسلوب داخله، ثم منهجه في التعامل مع موارده.
وقد تباين حجم فصول الدراسة من حيث طول الفصل الثاني والثالث، بالنسبة للفصلين الأول والرابع، وذلك عائد إلى دراسة المحتوى التاريخي لمصنفه، وإحصاء مصادر الجهشياري الشفوية والمكتوبة، مما استلزم هذا التباين.
وكان اعتماد الدراسة على آخر تحقيق لكتاب الوزراء والكتّاب، وهو تحقيق إبراهيم صالح الذي نشرته هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، المجمع الثقافي سنة 2009م.
هذا وقد استلزم إعداد هذه الدراسة الرجوع إلى العديد من المصادر التي أشارت إلى الجهشياري، وهي في مجملها ترجمات مقتضبة، في سطور معدودات، لم تصل قط إلى حيز الصفحات، وزاد الطين بلة أنها جاءت متشابهة في عباراتها إلى حد كبير، بيد أن تلك الشذرات لا تخلو من أهمية، وقد تباينت أهمية تلك النصوص من مصدر لآخر، ويأتي على رأسها من حيث الكمية والأهمية: مؤلف الجهشياري "الوزراء والكتّاب"( )، الذي أفاد الباحث كثيراً في كافة فصول الدراسة خاصة فيما يتعلق بمنهجه في الكتابة التاريخية ومرجعيته، ودراسة المحتوى التاريخي لكتابه.
فمن كتب التاريخ العام:
يعد كتاب "تاريخ الرسل والملوك"( ) للطبري (ت310هـ/923م) من أهم المصادر التي أفادت الباحث في الوقوف على أوجه التشابه والاختلاف في الروايات بينه وبين الجهشياري، نظراً لأنهما قريبي العهد من بعضهما، حيث أفاد الباحث منه كثيراً في المقارنة بين الروايات والوقائع الواردة بينهما، ولكون الطبري معاصراً له، مما يجعلهما يتفقان في نقل أكثر أخبارهما من مصادر واحدة ووجود تقارب شديد بين روايات الجهشياري والطبري.
ومن المؤرخين العالميين للأحداث التاريخية والحضارية لعصره والتي أفادت الباحث كثيراً المسعودي( ) (346هـ/957م) في كتابه مروج الذهب ومعادن الجوهر، والذي يبدأه بذكر أحوال العرب قبل الإسلام وحضارتهم والأمم القديمة المعروفة لعصره وحضارتها ونظمها، ثم يتبعه بالتاريخ الإسلامي ويبدأ بتاريخ الرسول  ورتبه حسب السنين وتاريخ السيرة كتبه بشكل مختصر، ثم يتبع ذلك بالكلام عن الخلفاء خليفة خليفة، وتحدث عن الأحداث التي جرت في عصر كل خليفة سياسية وغير سياسية، فتحدث عن الشعر والأدب وبعض المعلومات الكلامية والفلسفية وأمراء الحج، ثم ختم كلامه بتلخيص حكم الخلفاء وسنيهم.
فلم يقتصر حديثه عن التاريخ السياسي بل أضاف بعض المعلومات الحضارية الطريفة.
ويحتل كتاب "تجارب الأمم وتعاقب الهمم"( ) لأحمد بن محمد المعروف بمسكويه (ت421هـ/1030م) مكانة مرموقة بين سائر المصادر التي اعتمد عليها الباحث، وهو يعتبر من أكثر المصادر حياداً وموضوعية بالرغم من أن مسكويه كان شيعياً، فإنه كان قليل الميول المذهبية، وتطرق مسكويه في تاريخه إلى أحوال الخلافة العباسية فتحدث عن تعيين الخلفاء وعزلهم وصراعاتهم، وتطرق كذلك للوزارة والوزراء والجيش وعن القضاء والقضاة، فاهتمام مسكويه واضح بفئة الحكام والوزراء أكثر من الفئات الأخرى، ونجده يركز أيضاً على النواحي الاقتصادية وكذلك على الحياة الثقافية والفكرية عند حديثه عن مجالس الوزراء والمتنفذين في الدولة العباسية، كما أعرض عن ذكر الأخبار التاريخية التي تخلو من الفوائد والعبر نظراً لعدم ملاءمة هذه الأحداث لأغراض كتابه، فكان يكتفي مثلاً بقوله: ولم يجر على ما بلغنا فيها ما يستفاد منه تجربة، فيتجنب الخوض في تاريخ الأنبياء، ولا يتعرض للتاريخ الديني لدولة الرسول  في المدينة، وإنما يكتفي بعرض موجز سريع للجانب السياسي.


Other data

Title محمد بن عبدوس الجهشياري مؤرخا (م: سنة 331هـ / 942م)
Other Titles Mohammad Ibn Abdouss Al Jahchayari, the historian (331 A.H. / 942 A.D.)
Authors عبد الله سالم محمد بازينة
Issue Date 2015

Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 2 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.