مشاكل الطفولة فى مختارات من أعمال " كمال الدين طوغجو " "دراسة نقدية أسلوبية"

Abstract

تعتبر دراسة الطفولة والإهتمام بها من أهم المعايير التى يُقاس بها تقدم المجتمع وتطوره، إذ أن الإهتمام بالطفولة هو فى الواقع اهتمام بمستقبل الأمة كلها. كما أن إعداد الأطفال وتربيتهم، هو إعداد لمواجهة التحديات الحضارية التى تفرضها حتمية التطور. فالإهتمام بالطفل ضرب من ضروب التحضر والرقى، فضلاً عن كونه مطلباً إنسانياً محتوماً. فإذا كانت سعادة الإنسان أمراً مهماً وحيوياً بصفة عامة، فإن سعادة الطفل تعد ذات أهمية خاصة؛ ذلك لأن ما يلقاه الطفل من خبرات سارة أو مريرة، يترك بصماته وآثاره فى حياة الطفل خلال مراحل حياته التالية. فحياة الإنسان سلسلة متصلة الحلقات، يتأثر فيها الحاضر بالسابق، ويؤثر الحاضر فى المستقبل. فالطفولة السعيدة تقود إلى مراهقة سعيدة، والمراهقة السعيدة تؤدى إلى مرحلة شباب سعيدة وهكذا. ويعتبر الكاتب كمال الدين طوغجو واحداً من رواد أدب الطفل فى تركيا الذين تخصصوا فى مجال كتابة روايات الأطفال، وأصبح الطفل يحتل المرتبة الأولى فى مؤلفاته التى تجاوزت ثلاثمائة رواية. ولم يكن الكاتب كمال الدين طوغجو يعالج المشكلات فى هذه الروايات معالجة سطحية، بل كان يصر على أن يكون مخلصاً فى عمله وصولاً إلى أهدافه المرجوَّة، إيماناً منه بأن ما يقدمه للأطفال من أعمال، ليس هدفاً فى حد ذاته وإنما وسيلة لتحقيق سعادتهم فى الحياة وثقل خبراتهم بما يحقق لهم سهولة الإندماج والتفاعل داخل مجتمعهم. ولهذا كان الكاتب حريصاً كل الحرص على أن يقدِّم لقرائه أفكاراً وحلولاً تساعدهم على حل مشاكلهم، وكأنه بذلك يحمل مسئولية الأب تجاه أبنائه، الذين يجب عليه رعايتهم وتقديم النصح لهم. ثانياً: مادة الدراسة وقع اختيار الباحث على دراسة ست روايات للكاتب كمال الدين طوغجو وهم: "الطفل المعاق Sakat Çocuk "، و"الأطفال المتألمونKüskün Çocuklar"، و"يتامى الأبBabasızlar"، و"المتشرد الصغيرKüçük Serseri"، و"أمىBenim Annem" و"الطفل القادم من الشارعSokaktan gelen Çocuk". وكان اختيار الباحث لهذه الروايات خاضعاً لبعض المعايير، أهمها: النضج الفنى للرواية، وبروز شخصية الطفل فيها بكل ما تثيره من أسئلة وقضايا موضوع الدراسة. ثالثاً: منهج الدراسة تعتمد هذه الدراسة على المنهجين الإجتماعى والنفسى المستندَين إلى النقد والتحليل. رابعاً: محاور الدراسة يتألف البحث من تمهيد وثلاثة فصول رئيسة وخاتمة، وقد عرض الباحث فى التمهيد نبذة عن رواية الطفل فى تركيا من حيث نشأتها وتطورها وأهميتها بالنسبة للطفل، وأهم روادها. ثم تحدث بعد ذلك عن حياة الكاتب كمال الدين طوغجو، وأثرها فى تكوين شخصيته الأدبية، وكذلك اتجاهه الفكرى وأسلوبه فى الكتابة للأطفال. ثم يأتى بعد ذلك الفصل الأول، وهو بعنوان: القضايا الأساسية التى عالجها الكاتب كمال الدين طوغجو من خلال رواياته. وقد قسمه الباحث إلى