الحياة السياسية في قطاع غزة (١٩٦٧-١٩٤٨)

Abstract

كان من أهم نتائج حرب عام ١٩٤٨ ، إنه لم يعد للفلسطينيين أي كيان سياسي قانوني مستقل، حيث أدت النكبة إلى تشرد الفلسطينيين في أماكن ودول متفرقة، فأصبحوا يتواجدون في تجمعات متباعدة لم تكن سبل الاتصال بينها متيسرة وميسرة، فقد اعتبر من تبقى منهم داخل حدود فلسطين التاريخية التي قامت عليها الدولة الصهيونية الجديدة "عرب إسرائيليين" ؛ وأما من بقوا واستقروا في الضفة الغربية فأصبحوا يحملون الجنسية الأردنية، أما الذين شردوا إلى خارج حدود فلسطين واستقروا في الدول العربية المجاورة( سوريا، لبنان، مصر،العراق) فتحولوا إلى لاجئين، أما قطاع غزة فقد ظل الجزء الوحيد المتبقي من فلسطين الذي أعطيت إدارته للحكومة المصرية بدون أن يجرى ضمه إلى مصر على غرار ضم الضفة الغربية إلى الأردن، وبذلك احتفظ القطاع بوضع خاص، فهو وعلى الرغم من خضوعه للإدارة المصرية ظل يعكس ملامح الشخصية الوطنية الفلسطينية، خلافَا لما أصبح عليه وضع الضفة الغربية التي ضمت إلى الأردن. كان من نتائج حرب عام ١٩٤٨ ، أيضًا أن المنطقة المعروفة اليوم بقطاع غزة أصبحت جزءًا منفص ً لا تماما (سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا) عن بقية أجزاء فلسطين الواقع منها تحت السيطرة الصهيونية أو السيطرة الأردنية على حد سواء، لها سماتها وصفاتها السياسية المختلفة والمغايرة. ،(١٩٦٧- وبنا  ء على ذلك فإن دراسة الحياة السياسية في قطاع غزة تحت الحكم المصري( ١٩٤٨ تمثل محاولة لكتابة التاريخ السياسي للقطاع خلال هذه الفترة الزمنية المهمة التي أعقبت النكبة عام ١٩٤٨ ، وسبقت الاحتلال الصهيوني لأجزاء عديدة من الأرض الفلسطينية والعربية عام ١٩٦٧ ، بأمل أن تشكل هذه الدراسة إلى جانب مجمل الدراسات والأبحاث التاريخية السابقة التي تناولت تاريخ فلسطين بشكل عام ومنها تاريخ قطاع غزة الحديث والمعاصر بشكل خاص، إضافة نوعية تسلط الضوء علي مختلف جوانب الحياة السياسية في القطاع بشكل واضح وبصورة عميقة.