تطوير السلوك القيادي لمديري إدارات التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية في ضوء مدخل إدارة الجودة الشاملة

عبدالله بن صالح مريس الحارثي;

Abstract


المقدمة :
يشهد العالم في عصرنا الحالي تحولات وتطورات سريعة في مختلف الجوانب، السياسية والاقتصادية والاجتماعيةوالإدارية، إذ خلقت تحدياًأمامالمؤسساتمنأجلمواجهتهاومواكبتها وحتميةالتعاملمعها،وفرضتعليهاالسير مع تلك التحولات والتطوراتالسريعةفيوقتأصبحفيه التغيرالمتسارعوالتعقيدالمتزايد سمةمن سمات العصر، ولعلأبرز تلكالتغيراتالتيتواجههاالمؤسساتوالتيطرحتهاالتحولاتالمختلفةهوالاهتمامبالقيادة، فقد أصبحتمقياسًاللتقدموالتميز؛ ذلك لأنالقياداتالإدارية تعتبرالمحركالأساسيوالمحورالمهمالذيترتكزعليه مختلفالنشاطاتفيالمؤسسات،وبالتاليوجبعلىتلكالقياداتأنتكونعلى مستوىالتحدياتالتيوضعتأمامها.حيث تمثل القيادة بمفهومها العام مكانة بارزة في حياة المجتمعات والشعوب فمظاهر الزعامة والسيطرة على الآخرين من الغرائز التي تنمو مع شخصية الإنسان.
فالقيادة إذاً تعتبر إحدى وسائل التوجيه والاتصال والدافعية فهي ضرورية في كل المؤسسات في كافة مجالاتها أياً كان نشاطها ، ولكنها أكثر ضرورة وارتباطاً بجوانب الحفز والرقابة والإشراف والممارسات السلوكية وبعض أشكال من الإجراءات التصحيحية.
ولما كانت القيادة لا تعبر عن مجرد علاقة رسمية وإنما هي علاقة تفاعل شخصي بين القائد مرؤوسيه ؛حيث يحاول القائد من خلال تفاعله الشخصي إحداث نوع من التأثير على العاملين ودفعهم للعمل في تعاون وانسجام لتحقيق أهداف المؤسسة ، لأن الممارسة القيادية تتطلب من القائد القيام بدورين أساسيين هما الأول: إنساني ويتمثل في مسؤولياته تجاه العاملين والثاني : عملي ويتمثل في مسؤوليته تجاه تحقيق أهداف المؤسسة.إذاً نجد أن القائد بمقدوره أن يستغل دوره الإنساني في إنجاح دوره الخاص بالعمل.
ويتضح مما سبق أن موضــوع القيادة من الموضوعات التي نالت قدراً كبيراً من اهتمام وتركيز الباحثين خلال مراحل تطور الفكر الإداري المعاصر للإفادة في : اختيار الأفراد الأكثر فاعلية لتولي المناصب القيادية بالمؤسسات ، ووضع الأفراد في المناصب التنظيمية لتنمية قدراتهم القيادية وتدريب الأفراد على السلوك القيادي الفعال ، ودراسة المتغيرات المحيطة بالمنصب لتسهل السلوك القيادي الفعال.

مشكلة البحث:
على الرغم من الجهود التي تبذلها وزارةالتربيةوالتعليم بالمملكة العربية السعوديةفي إطار تطوير القيادات التربوية من خلال البرامج والمشروعات التربوية حرصامنهاعلىالارتقاءالمستمر بجودةالأداءالتربويوالتعليمي إلاّ أن هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر علىإمكانية الاستفادة من هذه البرامج والمشروعات وتوظيفها في الميدان، من هنا برزتالحاجة إلى وضع إطار علمي مؤسسي يعمل على توظيف مخرجات تلك البرامج والمشروعات فيتطوير العملية التعليمية وتحقيق أهدافها. فمن خلال استقراء للواقع – وخصوصا فيإدارات التربية والتعليم- فقد كان هناك بون شاسع في هذه الإدارات حول مفهومهاللجودة في التعليم، من هنا برزت الحاجة إلى وضع خطة لنشر ثقافة الجودة في قطاعالوزارة وفي إدارات التربية والتعليم تكون منطلقا كي تصبح الجودة ثقافة مؤسسية تتمممارستها تلقائياً دون إشراف إداري مباشر ولذلك جاءت دواعي تبنينظام إدارة الجودة الشاملة في الوزارة وإدارات التربية والتعليم على النحو التالي: الحاجة إلى مزيد من التحسين والتطوير في جودةالتعليم وخفض التكلفة.
تعرض المؤسسات التربوية للعديد من التحديات والمتغيراتالمستمرةوالمتسارعة في عصر المعلوماتبالإضافة إلى نجاح تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة في الارتقاء بمستوىالأداء في الكثير من المؤسسات التربوية سواء في القطاع الحكومي أو الخاص في معظمدول العالم. إنكثيراًمنالمؤسساتالتيفشلتفيتبنيإدارةالجودةالشاملة أو واجهتصعوباتفيتطبيقهاكاننتيجةلعدمقدرةالقياداتالإداريةعلىتغيير الثقافةالتنظيميةالسائدة،وتحقيقالتحولللجودةالشاملةممادفعالقائمينعلىهذه المؤسساتوغيرهامنالمتطلعينللتغييرإلىإعادةالنظرفيالأساليبالقيادية المتبعة،والبحثعنمهاراتقياديةواعيةتدركأهميةهذاالمنهج،وتعرفكيفتخططله،ومنثمفإنتبنيمنهجيةإدارةالجودةالشاملةكأسلوبحديثللتغييريحتاج إلىقيادةقادرةعلىتحقيقالتفاعلوالتعاونبينها،وبينالمرؤوسينوتكوينفرق عملمتعاونةلديهاالولاءوالانتماء،وتضعالمصلحةالعامةقبلالخاصة،وقيادةقادرةعلى تبنيالمبادراتوالتغلبعلىأسبابمقاومةالتغيير.
" إن الجهات المشرفة على التعليم لم تهتم بتربية وتدريب قياداتها التربوية ، كما أن نظام التعليم في المملكة العربية السعودية يعاني من قصور في تأهيل القيادات التربوية، وهذا يعود إلى عدم وجود الحوافز المادية والمعنوية لدى الأجهزة التعليمية ".
وقد ورد في توصيات اللقاء السادس والذي عُقد بمنطقة نجران ، أنه يجب إعادة النظر في اختيار القيادات التربوية من خلال مرجعية ومعايير تضعها الوزارة؛ لأنها تنهج إلى مركزية اتخاذالقرار،وتجهل تطبيق ما جاء في الخطة العشرية لوزارة التربية والتعليم.
كما أشارت الخطة على العمليات الإشرافية في المملكة العربية السعودية إلى أنّ تطور التربية والتعليم يستدعي أن تقوم إدارات التربية والتعليم بتطوير نظامها التربوي والتعليمي تطبيقاً وممارسةً في برامجها ومناهجها ومعلميها ومدارسها وقياداتها ، ولا يمكن أن يظهر الأثر في تحسين مخرجات التربية والتعليم بشكل عام إذا لم تطبق أعلى معايير الجودة الشاملة.
ومن خلال عمل الباحث كمشرف تربوي في إحدى إدارات التربية والتعليم فإنه قد لاحظ أن القيادات التربوية في إدارات التربية والتعليم يمارسون عملهم ومهامهم الوظيفية بشكل تقليدي وروتيني وفقا للمهام الوظيفية والاختصاصات المكلفين بها دون تغيير في شكل النسق الإداري القائم الذي لا يتفق مع التطورات والمستجدات العالمية التي فرضت نفسها على جميع دول العالم.
ومما سبق فإن مشكلة الدراسة تكمن في السؤال الرئيس التالي:
كيف يمكن تطوير السلوك القيادي لمديري إدارات التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية في ضوء مدخل إدارة الجودة الشاملة ؟
ويتفرع من السؤال الرئيس السابق الأسئلة التالية :
1- ما الأسس النظرية للسلوك القيادي في ضوء إدارة الجودة الشاملة ؟
2- ما مهام ومتطلبات التطوير للإدارة العامة للتربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية؟
3- ما واقع السلوك القيادي لمديري إدارات التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية؟
4- ما تصورات وتوجهات الخبراء للسلوك القيادي لمديري إدارات التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية في ضوء مدخل إدارة الجودة الشاملة ؟
5- ما التصور المقترح لتطوير السلوك القيادي لمديري إدارات التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية في ضوء مدخل إدارة الجودة الشاملة ؟
حدود الدراسة : تتمثل حدود الدراسة فيما يلي :
1- الحدود الموضوعية: مدخل إدارة الجودة الشاملة: بهدف الارتقاء بالعمل والتحسين المستمر من خلال :(المبادئ – المعايير – المتطلبات).
السلوك القيادي : وذلك من خلال مجموعة الأفعال والأنشطة والممارسات المرتبطة بـ
(اتخاذ القرار. – التحفيز. –تنظيمات فرق العمل – التفويض–الاتصال).
2- الحدود المكانية: تكون حدود الدراسة بعض إدارات التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية وفقاً للتوزيع الجغرافي والبالغ إجمالي عددها (42 ) إدارة عامة وإدارة تربية وتعليم.
أهداف الدراسة :يهدف الدراسة إلى ما يلي :
1. التعرف على الأسس النظرية للسلوك القيادي في ضوء إدارة الجودة الشاملة .
2. التعرف على مهام ومتطلبات التطوير للإدارة العامة للتربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية.
3. رصد واقع السلوك القيادي لمديري إدارات التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية.
4. الكشف عن تصورات وتوجهات الخبراء للسلوك القيادي لمديري إدارات التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية في ضوء مدخل إدارة الجودة الشاملة .
5. تقديم تصور مقترح لتطوير السلوك القيادي لمديري إدارات التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية في ضوء مدخل إدارة الجودة الشاملة
أهميه الدراسة :
تكمن أهمية الدراسة في الآتي :
• قد يفيد هذه الدراسة مديري إدارات التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية في التعرف على السلوك القيادي المناسب لأدائهم في أعمالهم المنوطة بهم.
• قد يفيد هذه الدراسة المسؤولين ومتخذي القرار في التعليم بالمملكة العربية السعودية في معرفة فوائد الجودة الشاملة المطبقة في مجال التعليم.
• يؤمل أن تستفيد الإدارة التربوية في وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية من بعض الأساليب الإدارية الحديثة من خلال الربط بين السلوك القيادي وإدارة الجودة الشاملة، باعتبارها إحدى الفلسفات الإدارية الحديثة التي تهتم بالتركيز على الجودة والإتقان.

مصطلحات البحث : تركزالدراسة الحالية على المصطلحات التالية :
1- السلوك القيادي ( Leadershp Behavior) :هو ذلك السلوك الذي يقوم به الفرد ليوجه نشاط الجماعة نحو هدف مشترك.
فبينما يشير التعريف السابق إلى أن السلوك القيادي هو سلوك الفرد لتوجيه الجماعة نحو أهداف مشتركة فإن التعريف التالي يشير إلى أن السلوك القيادي عبارة عن مجموعة السلوكيات التي يمارسها القائد في الجماعة ، والتي تعُد محصلة للتفاعل بين خصال شخصية القائد والأتباع، وخصائص النسق التنظيمي والسياق الثقافي.
وبينما يشير التعريف السابق إلى أن السلوك القيادي مجموعة سلوكيات يمارسها القائد مع الجماعة والتفاعل بين صفات القائد والأتباع فإن التعريف التالي يشير إلى أن السلوك القيادي مجموعة من الأفعال والتصرفات والتعبيرات والأنشطة التي يمارسها القائد بهدف تحقيق رغباته وحاجاته.
وعليه فإن التعريف الإجرائي للسلوك القيادي : هو عبارة عن مجموعة من الأنشطة والممارسات السلوكية والتصرفات المحسوسة والمعنوية المختلفة التي يمارسها مديرو إدارات التربية والتعليم لتوجيه العاملين في الميدان والتأثير فيهم لتحقيق الأهداف المنشودة.
2- إدارة الجودة الشاملة: هي عبارة عن منهج إداري للمؤسسة ويركز على الجودة، وتعتمد على مساهمة جميع الأعضاء وتهدف إلى نجاح طويل المدى من خلال إرضاء العميل واستفادة جميع أعضاء المؤسسة والمجتمع أيضاً.
فبينما يشير التعريف السابق إلى أن إدارة الجودة الشاملة منهج إداري يركز على الجودة بمساهمة الأعضاء لتحسين العمل على المدى الطويل فإن التعريف التالي يشير إلى أن إدارة الجودة الشاملة عبارة عن شكل تعاوني لأداء الأعمال يعتمد على القدرات المشتركة لكل من الإدارة والعاملين بهدف تحسين الجودة وزيادة الإنتاجية بصفة مستمرة من خلال فرق العمل.
فبينما يشير التعريف السابق إلى أن إدارة الجودة الشاملة عمل تعاوني مشترك يهدف إلى التحسين المستمر فإن التعريف التالي يشير إلى أن إدارة الجودة الشاملة أسلوب تطوير شامل ومستمر في الأداء يشمل كافة العمل التعليمي كما أنها عملية إدارية تحقق أهداف المؤسسة التعليمية.
فبينما يشير التعريف السابق إلى أن إدارة الجودة الشاملة أسلوب تطويري مستمر لتحقيق أهداف المؤسسة فإن التعريف التالي يشير إلى أن إدارة الجودة الشاملة فلسفة إدارية عصرية ترتكز على عدد من المفاهيم الإدارية الحديثة، التي يستند إليها المزج بين الوسائل الإدارية والجهود الابتكارية وبين المهارات الفنية المتخصصة من أجلالارتقاء بمستوى الأداء والتحسين


Other data

Title تطوير السلوك القيادي لمديري إدارات التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية في ضوء مدخل إدارة الجودة الشاملة
Other Titles Developing the Leadership Behavior of the Principals of Education in Saudi Arabiain the light of the Total Quality Management
Authors عبدالله بن صالح مريس الحارثي
Issue Date 2014

Attached Files

File SizeFormat
g5648.pdf1.8 MBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 7 in Shams Scholar
downloads 9 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.