أبو مزيريق ومنهجه في تفسيره إرشاد الحيران إلى توجيهات القرآن

وفاء علي محمد العماري;

Abstract


الحمد لله الذي أنزل القرآن هدى للناس, وبينات من الهدى والفرقان, وتكفل بحفظه من التبديل والتغيير ويسره على خلقه, فجاء سهلاً عذبًا على كل لسان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، معلم الحكمة،وهادي الأمة،وكاشف الغمة، من قرَّبه ربه وأدناه، وهيأه لحمل أعباء الرسالة وناجاه: (1)، وأرسله للناس كافةً بهذا الكتاب الذي أعجز الفصحاء، وأخرس ألسنة البلغاء، وأسكت الشعراء والخطباء، وعلى آله وصحبه والتابعين.
وبعد ...
فإن من نعم اللهعلي، وجميع نعمه ـــ سبحانه وتعالىـــ علي جزيلة عظيمة، أن وجهني لدراسة خير ما اشتغل به المشتغلون، وأعظم ما صرفت إليه همم أولي الألباب ألا وهو كتاب الله ـــ عز وجل ـــ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
فقد شاء الله بعد إنهائي للسنة التمهيدية للماجستير التي اطلعت فيها على شيء من علوم القرآن العزيز، وتفسيره، أن أتوجه صوب ذلك البحر الخضم ألا وهو مجال الدراسات القرآنية، فعزمت أمري ووجهت وجهتي نحو دراسة المنهج الذي انتهجه الشيخ أبومزيريق في تفسيره (إرشاد الحيران إلى توجيهات القرآن)، وحثني على القيام بذلك أمور عدة:
أولها: الأهمية القصوى لمثل تلك الدراسات التي تُعنى بمناهج المفسرين وتُبرز تلك المناهج والطرائق التي سلكها المفسرون – رحمهم الله – في فهم كتاب الله ،وأنهم إنما يفسرون القرآن العظيم بأصول محكمة ومناهج منضبطة؛ ليتسنى للأمة الاقتداء بهم في ذلك،فتطلب تفسير الكتاب الحكيم من خلال تلك الأصول والمناهج؛ وبذلك يُوصد الباب في وجه كل عابث يحاول فهم كلام الله ، وفق هواه وأغراضه، أو دون تقيد بتلك الأصول والضوابط.
ثانيها: أن الشيخ أبا مزيريق - رحمه الله – صاحب هذا التفسير لم يحظَ – حسب علمي - باهتمام يتناسب مع مكانته العلمية مفسرًا, فقيهًا, أصوليًا, محدثًا, فأحببت أن يكون لي قصب السبق في ذلك، عسى أن تتلو هذه الخطوة خطوات أخرى من الاهتمام بتراث هذا الشيخ، ومؤلفاته،التي تناولت مختلف فروع الشريعة الإسلامية.
ثالثها: ما تميز به تفسير الشيخ أبي مزيريق من موافقة للعقيدة الصحيحة، ومجانبة للبدع التي كدرت صفو بعض التفاسير، ونأيه عن الخرافات والخزعبلات والآراء الضعيفة, والروايات السخيفة, والإسرائيليات المدسوسة، والأقاويل التي لا تقوم على ساق الدليل, فصادف هذا التفسير رغبة في نفسي كانت أحد أسباب اتجاهي لدراسته.
رابعها: أن هذا التفسير من أوائل المصنفات التي ظهرت في علم التفسير لعَلم من أعلام ليبيا المعاصرين، فهو تفسير عصري حديث، يهتم بمعالجة مشاكل الأمة الإسلامية في ضوء ما أرشد إليه القرآن الكريم، واستفاد مؤلفه كثيرًا مما كشفه العلم الحديث من نظريات وحقائق، وهو ما يضفي على هذا التفسير قيمة عظيمة، ويثير في فكر الدارس تساؤلات عما عسى أن يضيفه صاحب هذا التفسير من جديد.


Other data

Title أبو مزيريق ومنهجه في تفسيره إرشاد الحيران إلى توجيهات القرآن
Authors وفاء علي محمد العماري
Issue Date 2015

Attached Files

File SizeFormat
G10490.pdf967.7 kBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 373 in Shams Scholar
downloads 146 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.