التفكيرُ الإيجابيُّ وعِلاقَتَهُ بالكمالية والرِّضَا عن الحَيَاةِ لدى عينة من الشَّبابِ الجَامِعي

Abstract

شباب الجامعة هم ثروة المجتمع وقادة المستقبل، وهم الذين يحملون مسئولية تقدم الوطن فهؤلاء الشباب يفكرون بشكل كبير في مستقبلهم حيث يحلمُون بمستقبل مزدهر مملوء بالسعادة، ومكانة اجتماعية مرموقة، وحالة اقتصادية جيدة، وقد يصل التفكير والطموح لهؤلاء الشباب إلى مرحلة قد تصل إلى الكمالية في شتَّى جوانب حياتهم؛ فالكمالية تعني "الوصول إلى أعلى قمم الأشياء التي يرنو إليها الإنسان، ويسعى بها لبلوغ أسمى الأهداف". ويعد Hamachek من أوائل علماء النفس الذين أشاروا إلى وجود نمطين مختلفين من الكمالية، حيث صُنِّف الأفراد بأن منهم مَنْ ينشد للكمالية السوية، ومنهم من ينشد للكمالية العصابية؛ فالكمالية السوية يسعى أصحابها إلى تحقيق الكمال دون تقليل احترامهم لذاتهم وتبني أهداف ومعايير واقعية يستمدون من خلال تحقيقها الشعور بالسعادة والرضا بينما على النقيض، فالكمالية العصابية حيث يسعى أصحابها إلى بلوغ أهداف ومعايير غير واقعية ومن ثم عدم تحقيقها والشعور الدائم بعدم الرضا والتقليل من قيمة ذاتهم (Ashby et al., 2013, 320: 321). ويجدر ذكره أن مفهوم الرضا يرتبط بمفهوم الكمالية من حيث تحقيق الرغبات وإشباعها، وقد حَظي باهتمامٍ كبيرٍ من قِبَل الباحثين في مجال الصحة النفسية، وذلك باعتباره مؤشرًا أساسيًّا للتوافق، وللصحة النفسية السليمة، وقد ربط علماء النفس بينه وبين الكمالية حيث تأثرهما بتوجهات وأهداف الأفراد وتقييمهم لحياتهم الأسرية والتعليمية وللحياة بشكل عام (Davar & Reza, 2014,2144:2146). فإذا كان أسلوب التفكير إيجابيًّا فمن المتوقع أن يثمر أشخاص لديهم قدرة على تبنِّي أهداف واقعية تتفق مع واقعهم وإمكاناتهم، مما يجعلهم أقرب إلى تبنِّي النموذج الأمثل للكمالية، كما يتميز أصحاب التفكير الإيجابي أنهم ذو مستوى جيد من الرضا، وهذا ما أكَّده عبد الستار إبراهيم عندما قام بحصر محاور عدة يتميز بها الأشخاص ذو التفكير الإيجابي، والذي كان الرضا العام في مقدمة تلك المحاور (عبد الستار إبراهيم ،2008 ،201:196).