المتغيرات الاجتماعية والنفسية المرتبطة بالتعصب الرياضي لدى الشباب (فاعلية برنامج مقترح لتخفيف حدة التعصب الرياضي)

Abstract

المقدمة تعتبر الرياضة نشاطاً اجتماعياً بالغ الأهمية في حياة الإنسان لما لها من فوائد من الناحية البدنية والصحية والعقلية و النفسية وأيضاً من الناحية الاجتماعية, إلا انه يوجد بعض السلبيات التي تؤثر عليها ومن أهم هذه السلبيات وجود مظاهر واضحة للتعصب الرياضي والشغب في الملاعب المصرية والعربية والعالمية، مما أدى إلى تأثر مستوى الأداء الرياضي وانحدار مستوى الرياضة، وغياب روح الانتماء وسط ضجيج الملاعب، وأصبحت هذه الظاهرة بارزة وواضحة بشكل لا يمكن تجاهله, وبناء على ذلك يجب مواجهة التعصب كأحد مخاطر الرياضة والتي يعيقها في كثير من الأحيان عن تحقيق أهدافها التربوية, حيث ترتب على ذلك وجود بعض مظاهر للسلوك العدائي الذي تقوم به بعض الجماهير فتصبح المنافسات الرياضية مناسبات للمعارك الجماعية. ولقد انتشرت ظاهرة التعصب الرياضي في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ في معظم دول العالم وخاصة بلداننا العربية ولا شك أن التعصب الرياضي هو من أقوى العيوب والأمراض التي تشوه الرياضة، فالتعصب الرياضي هو اتجاه نفسي مشحون انفعالياً نحو أو ضد لاعب أو فريق أو هيئة رياضية معينة، وغالباً ما يتحكم فيه الشعور والميول لا العقل , وإذا ما تم تحليل خبراتنا النفسية فسوف يتبين لنا أن تلك الخبرات متأثرة بآراء الآخرين وخبراتهم، فالتعصب ينشأ في أحضان الأم والوالدين والأسرة وبين الأقارب والأصدقاء والمؤسسات التربوية والإعلامية، وحيث أن الإنسان يولد وينمو ويترعرع في ظل هذه المؤسسات التي تغرس فيه الحب والكراهية وإن اختلف تأثير كل من الوالدين والمدرسين والأصدقاء على التوجه الهدفي والدافعية الداخلية للرياضة ,ولم يعد التعصب الرياضي وبالتحديد الكروي تعصباً لفريق يشجعه الفرد، بل أصبح التعصب الكروي لدى البعض هو سب وشتم واستفزاز المنافس الآخر.

مشكلة الدراسة نظراً لطبيعة عمل الباحثة كأخصائية اجتماعية بمديرية الشباب والرياضة بمحافظة بورسعيد وحيث أنها تتعامل مع قطاع لا يمكن تجاهله أو تهميشه في المجتمع ألا وهو قطاع الشباب فقد لاحظت الباحثة أنه بالرغم من وفرة الأبحاث والدراسات التي تناولت قطاع الشباب ورغم وجود العديد من الدراسات التي ربطت بين مجالي الشباب و الرياضة إلا أن معظم هذه الدراسات لم تتناول بالقدر الكافي ظاهرة التعصب الرياضي والتي تعتبر ظاهرة في غاية الخطورة حيث تمثل تهديداً كبيراً لأمن وسلامة الشباب بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة. لذلك فقد وجدت الباحثة في نفسها دافع لدراسة هذه الظاهرة وتحليلها ومحاولة الوصول إلى برنامج للتخفيف من حدة هذه الظاهرة. أهمية الدراسة من الناحية العلمية : إن هذه الدراسة سوف تسلط الضوء على قضية اجتماعية تعد من أهم القضايا الخاصة بالشباب في الفترة الأخيرة، حيث أن هذه الدراسة بما تقدمه من نتائج علمية ونظرية تحاول من خلالها تقديم تفسيرات علمية حول عوامل التعصب الرياضي ومدى انتشاره بين الشباب ومعرفة حجمه ورصد أبعاده وآثاره مما يؤثر على استقرار المجتمع, وبالتالي فإنها ستفتح المجال للباحثين للتركيز على هذا الموضوع المهم ودراسته من جوانب أخرى بهدف التعرف على الأسباب المؤدية الى حدوثه ومحاولة التصدي لها والقضاء عليها . من الناحية العملية: سوف تسعى هذه الدراسة لبحث قضية التعصب الرياضي والاستفادة من نتائجها وفتح الباب للمؤسسات ذات الاختصاص سواء في المجلس الأعلى للشباب ووزارة التربية والتعليم والجامعات المصرية ووزارة الثقافة والإعلام لتوجيه الشباب والجماهير الرياضية وتوعيتهم وبالتالي الحد من التعصب الرياضي أو التخفيف منه لكي يتجنب المجتمع المصري آثاره السيئة وذلك بتكثيف التوعية والتوجيه.

أهداف الدراسة هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على : 1- التعرف على أسباب ظاهرة التعصب الرياضي. 2- التعرف على آثار ظاهرة التعصب الرياضي. 3ـ الفرق بين مستويات التعصب الرياضي لدى الشباب وفقاً للمتغيرات الاجتماعية التالية (النوع, السن، الحالة الاجتماعية, المستوى التعليمي، المستوى الاجتماعي والاقتصادي). 4ـ مدى وجود علاقة بين التعصب الرياضي لدى الشباب وبين المتغيرات التالية ( التقدم التكنولوجي ،العولمة، النظام الإعلامي) ؟ 5ـ العلاقة بين التعصب الرياضي لدى الشباب وبين المتغيرات النفسية التالية الاضطرابات النفسية و تتمثل في ( القلق و التوتر و الاكتئاب ), الأفكار التسلطية اللامنطقية, الغضب و العدوانية . 6ـ إمكانية التخفيف من حدة التعصب الرياضي لدى الشباب من خلال تصميم برنامج مُعد لهذا الغرض .