الموقف التركي إزاء الحروب العربية 1948-1980م

مثنى رمضان علوان محسن الجنابي;

Abstract


كان لقيام الجمهورية التركية 1923م أثر كبير في توجهات السياسة التركية وتحديد علاقاتها الخارجية فقد سعى قادة الجمهورية التركية إلى تكوين دولة علمانية قومية تأخذ بمنهج الغرب في كافة المجالات والثورة على كل ما هو قديم، وقد ترتب على ذلك تغير سياسة تركيا تجاه الوطن العربي، فأخذت في الابتعاد عنه وإهماله مقابل التوجه نحو الغرب وتدعيم الصلات به، ونظرًا لتلك الظروف فقد توترت العلاقات العربية والتركية وظهرت آثار هذا التوتر في مواقف تركية من النزاعات والقضايا العربية المتعددة.
وخلال الفترة من 1923م وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية 1945م، أصبح لتركيا مواقفًا مختلفة عن الدولة العثمانية تجاه العالمين العربي والإسلامي، حيث اندفعت تركيا إلى دول الغرب لرعاية المصالح التركية، وقد حرصت تركيا دائمًا على إرضاء الغرب على حساب القضايا العربية، فاتخذت في أغلب الأحيان السياسية تقوم على الحياد وعدم التدخل إلا فيما يمس مصالحها الإقليمية والدولية، وقد ظهرت تلك السياسة بوضوح من خلال موقف تركيا من الحروب العربية.
وفي حرب فلسطين 1948 اتخذت تركيا موقف الحياد حفاظًا على علاقاتها الجديدة مع الغرب وإرضاءً للولايات المتحدة الأمريكية ورغم رفضها لقرار تقسيم فلسطين إلا أنها سارعت بالاعتراف بقيام دولة إسرائيل عند إعلانها عام 1948م مما أحدث فجوة كبيرة في العلاقات العربية التركية ثمزاد من الطين بلة إقدامها على تدعيم علاقاتها السياسية والاقتصادية بالكيان الصهيوني لفترات طويلة.
وخلال العدوان الثلاثي على مصر 1956م كانت تركيا تساند حليفتها بريطانيا من الباطن لكنها أعلنت دبلوماسيًا عن رفض العدوان لإرضاء حلفائها بالعرب في حلف بغداد وخلال الأحداث أدانت إسرائيل لكنها لم تشر بتاتًا إلى بريطانيا فأمسكت العصا من منتصفها حفاظًا على مصالحها مع الغرب وحتى لا تعادي البلاد العربية، ومن هذا فقد كان الموقف الدبلوماسي المعلن يختلف تمامًا عن الموقف غير المعلن.
وخلال حرب 1967م بادرت تركيا لإعلان موقفها الرافض للحرب فأدانت العدوان الإسرائيلي رسميًا وسعت لوقف إطلاق النار تأكيدًا على إظهار الدور التركي في الحفاظ على السلام في المنطقة، رغم ذلك فقد سعت تركيا من ناحية أخرى لعدم خسارة إسرائيل والمعونات الأمريكية فحافظت على الخيط الرفيع في علاقتها مع البلاد العربية دون أن تفقد جسور التواصل مع حلفائها في الغرب إلا أن تغير الأحوال الداخلية في تركيا قد دفعتها إلى تأييد القرارات الدولية بانسحاب إسرائيل إلى ما قبل حرب 1967م مما أحدث تقارب مع الدول العربية وشرخًا في العلاقات التركية الإسرائيلية التي أخذت في التدهور منذ أواخر الستينات حتى أواخر السبعينات نظرًا لإصرار تركيا على مساندة العرب والمطالبة بانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة وقد توجت ذلك بتأييد العرب في حرب أكتوبر 1973م وقد كان محددات هذه المتغيرات في المواقف التركية رغبتها في القيام بالدور الريادي في الشرق الأوسط وتحقيق النفوذ الإقليمي خاصة بعد بروز دور الخليج العربي وثرواته الاقتصادية مما أثر بدوره فيما بعد على موقف تركيا من حرب العراق وإيران عام 1980م وإعلانها حيادًا إيجابيًا يقوم على مصالحة الطرفين وإنهاء النزاع واستغلال ذلك في إقرار السلام وتحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة تصب في الصالح التركي.


Abstract


Other data

Title الموقف التركي إزاء الحروب العربية 1948-1980م
Other Titles The Turkish Position on the Arab Wars 1948-1980
Authors مثنى رمضان علوان محسن الجنابي
Issue Date 2017

Attached Files

File SizeFormat
J7276.PDF1.03 MBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 2 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.