الفراغ الوجودي وعلاقته بالانتماء لدى عينة من الشباب الجامعي
سيد محمد عبيد أحمد;
Abstract
يختلف سعي الإنسان في الحياة من إنسان لآخر، ومن زمن لآخر، ومن مكان لآخر، بل ومن فترة عمرية لأخرى، فمن الناس من يسعى وراء اللذة، وذلك لتحقيق الغرائز والشهوات، أو لتلبية نداءات وإلحاحات مطالب الجسد الحيوانية، وذلك لإعلاء الطبيعة المظلمة من الشخصية الإنسانية، وهناك من يطلب القوة والسلطة تعبيراً عن الرغبة والهيمنة والتفوق على الآخر، وهناك فريق ثالث يبحث عن شيء يجعل لحياته قيمة ومعنى لتستحق أن تعاش، وهو فريق يرتقي بنفسه من عالم الطبيعة الطينية الجسدية إلى عالم الطبيعة الروحانية النورانية، ففي تحقيق المعنى علواً وسمواً وارتقاء. أما إذا فقد الإنسان المعنى، وعاش حياته بلا معنى ولا مغزى، فعندئذ يكون قد هوى في بحر السقوط حيث الوجود الزائف بعيداً عن دائرة الوجود الأصيل، أو يكون قد سقط في شراك الإحساس بالفراغ الوجودي، حيث الملل والسأم، والشعور بأن الحياة تمضي بلا معنى ولا هدف والإنسان – منا – لا يمكنه أن يعيش بلا هدف، فالإنسان لم يخلق للعبث واللامعنى، وإنما خلق من أجل غاية وحكمة ومعنى، وفي ذلك يقول الله تعالى: { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } (البقرة، آية30).
ورغم أن الفراغ الوجودي يكشف عن نفسه في حالة من الشعور بالملل ونضوب الروح وتلاشي الطموح، ورغم أن الإنسان العادي ينظر إلى هذه الأمور على أنها أشياء بسيطة، إلا أنها يمكن أن تقود إلى الإدمان والانتحار، كما أكدت دراسات عديدة على ذلك.
إن الشكوى الأكثر تكراراً والأقوى إلحاحاً – في عصرنا الحالي – هي شكوى الإحساس بخلو الحياة من المعنى، ونظراً لأن أكثر الفئات شعوراً بانعدام المعنى في الحياة هم الشباب وبالأحرى الشباب الجامعي، الأمر الذي يؤدي بهم إلى ظهور العديد من المشكلات والاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب والإحباط والفراغ الوجودي. وقد أكد على ذلك "Frankl" (1978)، حيث لاحظ أ
ورغم أن الفراغ الوجودي يكشف عن نفسه في حالة من الشعور بالملل ونضوب الروح وتلاشي الطموح، ورغم أن الإنسان العادي ينظر إلى هذه الأمور على أنها أشياء بسيطة، إلا أنها يمكن أن تقود إلى الإدمان والانتحار، كما أكدت دراسات عديدة على ذلك.
إن الشكوى الأكثر تكراراً والأقوى إلحاحاً – في عصرنا الحالي – هي شكوى الإحساس بخلو الحياة من المعنى، ونظراً لأن أكثر الفئات شعوراً بانعدام المعنى في الحياة هم الشباب وبالأحرى الشباب الجامعي، الأمر الذي يؤدي بهم إلى ظهور العديد من المشكلات والاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب والإحباط والفراغ الوجودي. وقد أكد على ذلك "Frankl" (1978)، حيث لاحظ أ
Other data
| Title | الفراغ الوجودي وعلاقته بالانتماء لدى عينة من الشباب الجامعي | Authors | سيد محمد عبيد أحمد | Issue Date | 2017 |
Recommend this item
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.