تنمية المهارات والاتجاهات نحو التنمية المستدامة لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية من خلال منهج الدراسات الاجتماعية

أشرف عبد المنعم سيد محمد;

Abstract


تعتبر البيئة هي قضية اليوم والغد والاهتمام بها هو اهتمام ببقاء الإنسان وصحته لذلك تعالت الصيحات في الآونة الأخيرة للحفاظ على البيئة ومن هذه الصيحات القمة العالمية للتنمية المستدامة بجوهانسبرج بجنوب أفريقيا عام 2002 والتي أوضحت ضرورة تكامل التنمية الاجتماعية والاقتصادية مع حماية البيئة بطريقة تضمن استدامة كوكبنا ورخاء البشرية.
لقد أصبحت ظاهرة تلوث البيئة واضحة المعالم فقد اختل التوازن بين عناصر البيئة ولم تعد قادرة على استيعاب كل هذا الكم من النفايات الناتجة عن نشاطات الإنسان المختلفة، لقد وجدت المخلفات منذ وجود الإنسان ومعيشته على سطح الأرض لكنها كانت ضئيلة في كمياتها ونوعيتها فلم تسبب مشكلات تذكر ولكن مع تزايد أعداد البشر من السكان بشكل كبير ازدادت المخلفات وتراكمت بأعداد كثيرة وسببت مشكلات عديدة للإنسان والبيئة. (عبد المسيح سمعان، 1999: ص321).
ولقد اتضح أن معظم المشكلات البيئية ناتجة عن سلوك الأفراد في المجتمع وأن القوانين والتشريعات وقفت عاجزة وحدها عن صيانة البيئة حيث لابد لها أن تستند على وعي وقيم واتجاهات بيئية وضوابط أخلاقية لسلوك الفرد تجاه البيئة. (يسرى مصطفى، 2006: ص25).
ويقول عدلي كامل فرج تحتاج البشرية إلى أخلاق اجتماعية عصرية ترتبط باحترام البيئة ولا يمكن أن تصل إلى هذه الأخلاق إلا بعد توعية توضح للإنسان مدى ارتباطه بالبيئة وتعلمه أن حقوقه في البيئة يقابلها واجبات نحوها.(عدلي على فرج، 1986: ص 17)
ولكي تتحقق الأخلاق الاجتماعية العصرية التي ترتبط باحترام البيئة لابد من تنمية المهارات والاتجاهات نحو التنمية المستدامة.ولقد حظي موضوع الاتجاهات باهتمام كبير بين علماء النفس لما له من أهمية في حياة الفرد والمجتمع. ومن هنا تطلب الأمر ضرورة تنمية المهارات والاتجاهات نحو التنمية المستدامة.
ونظرًا لأهمية التنمية المستدامة أوصت الأمم المتحدة المنظمات الحكومية وغير الحكومية وجميع الهيئات المهتمة بالتنمية باستخدام مفهوم التنمية المستدامة في كافة برامجها التي تهدف إلي مكافحة الفقر وتحسين مستوي المعيشة في جميع الدول المتقدمة والنامية ثم رأت الأمم المتحدة أن يكون مؤتمر قمة الأرض (يونيو1992) بالبرازيل فرصة للاتفاق بين دول العالم على خطة مفصلة لتحقيق التنمية المستدامة بشكل فعال في المستقبل القريب.( اليونسكو،2005: ص 16)
ومن متطلبات التنمية المستدامة نظام تعليمي يدرب على تأصيل البعد البيئي في كافة أنشطة الحياة عامة والتنمية المستدامة خاصة، ويعتبر تلاميذ المدارس في المرحلة الإعدادية يمثلون موردًا بشريًا وقاعدة أساسية للعمل في المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية فيجب أن يكون لديهم وعي بيئي للحفاظ على بيئتهم وترشيد استخدام الموارد الطبيعية الاقتصادية وتحسين نوعية الحياة والمحافظة على عوامل الإنتاج وترشيد الاستهلاك وتنمية إحساس التلميذ بأهميته كفرد منتج. ويعد منهج الدراسات الاجتماعية للمرحلة الإعدادية من أهم المناهج التي من الممكن أن تستخدم لتنمية الوعي البيئي والوعي بقضية التنمية المستدامة لأن الحاجة أصبحت ماسة لكل فرد من أفراد المجتمع أن يمتلك قدرًا من المعرفة الاقتصادية والبيئية كمتطلبات أساسية من أجل عمليات التنمية المستدامة وحماية البيئة وتحسين نوعية الحياة.وتتضح أهمية تدريس مادة الدراسات الاجتماعية للمرحلة الإعدادية وتطويرها من خلال اهتمامها بدراسة الموارد الطبيعية.
مشكلة البحث
قام الباحث بإجراء دراسة استطلاعية خلال العام الدراسي 2010 لمجموعة من معلمي وموجهي الدراسات الاجتماعية ببعض الإدارات التعليمية بالقاهرة بلغ عددهم ( 20) فردًا للإجابة على التساؤلات الآتية:- هل منهج الدراسات الاجتماعية للصف الثاني الإعدادي يراعي تنمية مهارات واتجاهات التلاميذ نحو التنمية المستدامة ؟. وهل هناك دراية كافية لدى معلمي مادة الدراسات الاجتماعية بتنمية المهارات والاتجاهات نحو التنمية المستدامة وكيفية مراعاة أبعاد التنمية المستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية من خلال محتوى المنهج. وقد أشار حوالي 85% من المعلمين والموجهين إلى عدم مراعاة المنهج لتنمية مهارات واتجاهات التلاميذ نحو التنمية المستدامة، وأشار 15% إلى وجود بعض القضايا المتضمنة داخل المنهج مثل الموارد وحسن استغلالها – وحماية البيئة، كما قام الباحث بتحليل محتوى منهج الدراسات الاجتماعية للصف الثاني الإعدادي وكانت أهم نتائج تحليل المحتوى مايلي:
1- إن منهج الدراسات الاجتماعية للصف الثاني الإعدادي بصورته الحالية تناول الحياة النباتية والثروة الحيوانية والثروة المعدنية والزراعة والصناعة والسياحة ولم يتضمن بعض المفاهيم البيئية التي تدعو الطالب للحفاظ على الموارد الطبيعية.
2- إن المنهج اهتم بتدريس الموارد وتجاهل دور الإنسان في الحفاظ على هذه الموارد وتنميتها ولم يتعرض للتنمية المستدامة للموارد الطبيعية.
- كما تبين من خلال استطلاع أراء موجهي الدراسات الاجتماعية أنه لم يكن هناك دراية كافية لدى معلمي مادة الدراسات الاجتماعية في تنمية المهارات والاتجاهات نحو التنمية المستدامة وكيفية مراعاة أبعاد التنمية المستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية من خلال محتوى المنهج والتركيز فقط على شرح المادة العلمية والمفاهيم الجغرافية. هذا فضلا عن العديد من الدراسات السابقة أشارت إلى أهمية تنمية المفاهيم والمهارات والاتجاهات من خلال المناهج الدراسية المختلفة، ومن أجل ذلك قام الباحث بدراسة لتنمية المهارات والاتجاهات نحو التنمية المستدامة لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية من خلال منهج الدراسات الاجتماعية خاصة أنه لم تجرى دراسة تناولت هذا الموضوع على حد علم الباحث.


Other data

Title تنمية المهارات والاتجاهات نحو التنمية المستدامة لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية من خلال منهج الدراسات الاجتماعية
Other Titles DEVELOPING SKILLS AND ATTITUDES TO WARDS SUSTAINABLE DEVELOMENT FOR PREPARATORY STAGE PUPILS THROUGH SOCIAL STUDIES CURRICULUM
Authors أشرف عبد المنعم سيد محمد
Issue Date 2015

Attached Files

File SizeFormat
g8967 (1).pdf381.29 kBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 6 in Shams Scholar
downloads 4 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.