موقـف المستشــرق دانيـــل بايبيــــس من الأصوليــــة الإسلاميــــة (دراســـة نقديـــة)
عمـــاد سميــر محمــد طــه;
Abstract
كان يمثل دانييل بايبيس فى رؤيته الاستشراقية ظاهرة متعددة الجوانب، فقد أنهى دراسة التاريخ بجامعة هارفارد عام 1971، وحصل على الدكتوراه فى التاريخ الإسلامي فى العصور الوسطي عام 1978 من نفس الجامعة. تحول بايبيس بعد ذلك اهتمامه الأكاديمي من العصور الوسطى إلى الإسلام الحديث والقضايا المعاصرة فى أواخر السبعينات، تأثر فى خلال هذه الرحلة بمدارس الاستشراق الأمريكي.
كان بايبيس يحظى بمكانة علمية وسياسية فى الأوساط الغربية والأمريكية، كما كان قريب الصلة بدوائر صنع القرار السياسي. ويعد بايبيس من أبرز المتحمسين للعقيدة الصهيونية والمدافعين عنها فى شتى المناسبات، وكذلك اليمين الأمريكي المتطرف أو ما يسمى بالمحافظين الجدد. وهو الأمر الذى شكل الخطوط العامة لموقف بايبيس من الفكر الإسلامى بصفة عامة بالتحديث والعالم الخارجى.
رأى بايبيس أن البداية الحقيقية لدراسة الإسلام والدور الذى يلعبه فى الأحداث فى الولايات المتحدة الأمريكية بدأ فى عام 1992م أثناء إدارة بوش، وتسارع بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر.
موقف بايبيس من الأصولية الإسلامية لم يتسم بالموضوعية العلمية، فلم تكن دراسة علمية متخصصة كما كان يدعى ذلك بايبيس، فاعتمد على دراسات المستشرقين السابقين من أمثال (توماس أرنولد ، وجولد تسيهر ، وبرنارد لويس ، وجوزيف شاخت ، وهاملتون جب)، مردداً فى الوقت ذاته آرائهم وشبهاتهم حول الفكر الإسلامى، دون الرجوع للنصوص والمصادر الإسلامية – إلا ما يتفق مع أيديولوجيته – التى تقتضيها الموضوعية العلمية.
أن الكثير من آراء بايبيس للفكر الإسلامى تخلو من الجدة والأصالة، وأن الشهرة التى يتمتع بها بايبيس لا ترجع فى المقام الأول إلى كفاءته العلمية أو الأكاديمية، بقدر ما ترجع إلى أسلوبه الصحافى وغزارة مقالاته، وحرصه على الظهور فى وسائل الإعلام المتعددة، ومحاولة ظهوره فى صورة الخبير بالفكر الإسلامى والعالم بدقائق الأمور وأحوال وخبايا النفس الإسلامية.
أراد بايبيس من ادعائه بعدم وجود صلة للإسلام بالسياسة أن يصف كل الحركات ودعوات الإحياء الإسلامى، خاصة التى ظهرت فى العصر الحديث، والتى تنادى بالرجوع لمبادىء الإسلام وتطبيق الشريعة الإسلامية بأنها حركات يوتوبية مثالية راديكالية، مسقطاً بذلك النظرة الغربية لمفهوم الأصولية كما نشأ هناك.
يرفض بايبيس أى دافع ذاتى للإسلام من وجهة نظره فى كونه باعثاً على تفسير ظاهرة الإحياء الإسلامى وانتشارها، والتى يطلق عليها ( الأصولية الإسلامية) ويحيلها إلى أسباب خارجية. وإن لم يتوافق مع القائلين بالأسباب المادية مثل الفقر والجهل والضغط الإقتصادى..الخ بل العكس يرى بايبيس أن الثروة والمال وخاصة المتدفقة من البترول عامل رئيسي فى زيادة وانتشار (الأصولية الإسلامية ) وزيادة تأثيرها ونفوذها على المستوى العالمى والمحلى ، ولكنه عاد فى نهاية المطاف وجعل الأسباب النفسية والسياسية كعوامل مساعدة، متجاهلاً فى ذلك أن التجديد والإحياء الإسلامى هو سنة وضرورة إسلامية نابعة من طبيعة وجوهر الإسلام.
كان بايبيس يحظى بمكانة علمية وسياسية فى الأوساط الغربية والأمريكية، كما كان قريب الصلة بدوائر صنع القرار السياسي. ويعد بايبيس من أبرز المتحمسين للعقيدة الصهيونية والمدافعين عنها فى شتى المناسبات، وكذلك اليمين الأمريكي المتطرف أو ما يسمى بالمحافظين الجدد. وهو الأمر الذى شكل الخطوط العامة لموقف بايبيس من الفكر الإسلامى بصفة عامة بالتحديث والعالم الخارجى.
رأى بايبيس أن البداية الحقيقية لدراسة الإسلام والدور الذى يلعبه فى الأحداث فى الولايات المتحدة الأمريكية بدأ فى عام 1992م أثناء إدارة بوش، وتسارع بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر.
موقف بايبيس من الأصولية الإسلامية لم يتسم بالموضوعية العلمية، فلم تكن دراسة علمية متخصصة كما كان يدعى ذلك بايبيس، فاعتمد على دراسات المستشرقين السابقين من أمثال (توماس أرنولد ، وجولد تسيهر ، وبرنارد لويس ، وجوزيف شاخت ، وهاملتون جب)، مردداً فى الوقت ذاته آرائهم وشبهاتهم حول الفكر الإسلامى، دون الرجوع للنصوص والمصادر الإسلامية – إلا ما يتفق مع أيديولوجيته – التى تقتضيها الموضوعية العلمية.
أن الكثير من آراء بايبيس للفكر الإسلامى تخلو من الجدة والأصالة، وأن الشهرة التى يتمتع بها بايبيس لا ترجع فى المقام الأول إلى كفاءته العلمية أو الأكاديمية، بقدر ما ترجع إلى أسلوبه الصحافى وغزارة مقالاته، وحرصه على الظهور فى وسائل الإعلام المتعددة، ومحاولة ظهوره فى صورة الخبير بالفكر الإسلامى والعالم بدقائق الأمور وأحوال وخبايا النفس الإسلامية.
أراد بايبيس من ادعائه بعدم وجود صلة للإسلام بالسياسة أن يصف كل الحركات ودعوات الإحياء الإسلامى، خاصة التى ظهرت فى العصر الحديث، والتى تنادى بالرجوع لمبادىء الإسلام وتطبيق الشريعة الإسلامية بأنها حركات يوتوبية مثالية راديكالية، مسقطاً بذلك النظرة الغربية لمفهوم الأصولية كما نشأ هناك.
يرفض بايبيس أى دافع ذاتى للإسلام من وجهة نظره فى كونه باعثاً على تفسير ظاهرة الإحياء الإسلامى وانتشارها، والتى يطلق عليها ( الأصولية الإسلامية) ويحيلها إلى أسباب خارجية. وإن لم يتوافق مع القائلين بالأسباب المادية مثل الفقر والجهل والضغط الإقتصادى..الخ بل العكس يرى بايبيس أن الثروة والمال وخاصة المتدفقة من البترول عامل رئيسي فى زيادة وانتشار (الأصولية الإسلامية ) وزيادة تأثيرها ونفوذها على المستوى العالمى والمحلى ، ولكنه عاد فى نهاية المطاف وجعل الأسباب النفسية والسياسية كعوامل مساعدة، متجاهلاً فى ذلك أن التجديد والإحياء الإسلامى هو سنة وضرورة إسلامية نابعة من طبيعة وجوهر الإسلام.
Other data
| Title | موقـف المستشــرق دانيـــل بايبيــــس من الأصوليــــة الإسلاميــــة (دراســـة نقديـــة) | Other Titles | Position orientalist Daniel Pipes of Islamic Fundamentalism (Critical Study) | Authors | عمـــاد سميــر محمــد طــه | Issue Date | 2015 |
Attached Files
| File | Size | Format | |
|---|---|---|---|
| G11049.pdf | 834.66 kB | Adobe PDF | View/Open |
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.