أزمة الهوية وعلاقتها بالصلابة النفسية لدى عينة من المراهقين والمراهقات ((دراسة سيكومترية- كلينيكية))

Abstract

المراهقة من المراحل الثرية التي أهتم الكثير بدراستها وقد يختلف البعض في تحديد خصائصها ومظاهرها وصراعاتها النفسية وما يرتبط بها من متغيرات نفسية وعضوية وعوامل اجتماعية وثقافية وحضارية . والمراهقة مرحلة من النمو تقع بين الطفولة والرشد وهى مرحلة نمائية ينتقل فيها الطفل من عالم الطفولة إلى عالم الكبار بكل ما تعنيه من مهام جديدة وأدوار أكثر تعقيدا ومسئوليات يتوقع منه الآخرون أن يتحمل أعباءها . فالمراهق لم يعد طفلا وفى نفس الوقت لم يصبح رجلا وهو يرفض الاعتماد على والديه ويريد أن ينفصل عنهما وفى نفس الوقت لا يستطيع الاستقلال الكامل والاعتماد على نفسه وفى هذه المرحلة يحدث لدى المراهق والمراهقة تغيرات سريعة في جميع جوانب النمو الإنساني (الجسمي – العقلي – الاجتماعي – الانفعالي – الجنسي – الخلقي) وإذا لم يستطع المراهقين التوافق والتكيف مع هذه التغيرات يحدث بما يسمى(( بأزمة الهوية identity crisis))(محمد إبراهيم عيد ,2010 ,252). ويمكن للصلابة النفسية (psychological hardiness) أن تكون مدعمة للمراهقين والمراهقات أثناء مرورهم بأزمة الهوية حيث أنها تعمل كوقاية للمراهقين بحيث تعينهم على التوافق مع التغيرات السريعة الحادثة التي تحدث لهم في جميع جوانب النمو وتدعمهم في مواجهتهم مع عالم الكبار. ومن جهة أخرى فإن المراهق الذي أستطاع أن يعبر أزمة الهوية بسلام وينجح في تحديد وتشكيل هويته فقد يدعم هذا الصلابة النفسية لديه تجاه الأحداث الضاغطة والمواقف التي سيقابلها في الحياة وفى المستقبل, كما يمكن أن تحمى المراهق من الوقوع في وطأة الاضطراب النفسي والجسدي عند الأزمات. مشكلة الدراسة: تكمن مشكلة الدراسة فيما يمر به المراهقين والمراهقات بما يسمى بأزمة الهوية وتوجد مؤشرات في التراث النظري وفى الخبرة المباشرة للباحثة تدل على أن المرور بأزمة الهوية بسلام يرتبط بالصلابة النفسية التي قد يتمتع بها المراهق والمراهقة حيث أن كثير من المراهقين والمراهقات يمرون بهذه الأزمة نتيجة التغيرات التى تحدث لهم في جميع جوانب الشخصية ونقص قدرتهم على التوافق مع هذه التغيرات, بالإضافة إلى الصراع الذى يواجهونه في محاولتهم الاستقلال والاعتماد على أنفسهم ولكن في نفس الوقت ليست لديهم القدرة على الاستقلال الكامل عن الوالدين. ويشير كروجر أن الهوية هي حالة نفسية داخلية تتضمن إحساس الفرد بالذاتية والاستمرار ممثلا في إحساس الفرد بارتباط ماضيه بحاضره ومستقبله والشعور بالدعم الاجتماعى(Kroger,1996,22). ويرى إريكسون أن الأزمة الرئيسية التى تميز المراهقة هى أزمة البحث عن الهوية ففي تلك المرحلة تختلط الأدوار التى يتطلع المراهق لاختيارها فهو يريد أن ينفصل عن أسرته وفى نفس الوقت لا يستطيع الاعتماد على نفسه (Erikson,1959,128). وتحاول الباحثة في هذه الدراسة بحث عامل قد يكون فاعلا أو داعما لقدرة المراهقين على تجاوز أزمة الهوية وهو مفهوم الصلابة النفسية . وقد يؤدى تميز المراهقين والمراهقات بالصلابة النفسية إلى عبور هذه الأزمة بسلام وعندما يستطيع المراهق والمراهقة أن يعبروا هذه الأزمة فيمكن أن يتسمون بالصلابة النفسية التى تساعدهم في الانتقال إلى المراحل النمائية الأخرى بسلام وأن يستطيعوا أن يواجهوا تحديات كل مرحلة على حده . كما سيتم تناول الجانب الكلينيكي في الدراسة لمعرفة كلا من الخصائص النفسية والجسمية والاجتماعية والعقلية والانفعالية للمراهقين والمراهقات في هذه المرحلة وكيف تؤثر على صلابتهم النفسية. ويمكن صياغة مشكلة الدراسة في عدة تساؤلات هى: 1- هل توجد علاقة بين أزمة الهوية والصلابة النفسية بمكوناتها لدى المراهقين والمراهقات؟