الموقف الإيرانى من القضية الفلسطينية حتى عام 1978
حنان حنفى إبراهيم عبد الحليم;
Abstract
الموقف الإيرانى من القضية الفلسطينية حتى عام 1978م
تشكل قضية فلسطين منذ بروزها أهمية كبيرة ومكاناً بارزاً فى تاريخ العلاقات الإيرانية
العربية بحكم ما مثله الاحتلال الصهيونى لفلسطين من طعنة قوية فى قلب الوطن العربى
والإسلامى خاصة وإن الشعب الإيراني يعتبر القضية الفلسطينية قضية إسلامية بالدرجة الأولى
على أساس وجود المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين، واعتبروا إعلان دولة إسرائيل
في مايو 1948 اغتصابا لأرض إسلامية ، وجاء أول رد فعل إيرانى منذ ذلك التاريخ من
الفقهاء دون غيرهم . لذلك فإن علاقة إيران بالقضية الفلسطينية لها جذورها العميقة
فى الذاكرة التاريخية ، كما أن هذا الارتباط لم يتأثر بكل التحولات التى أحاطت بشعوب
الأمتين العربية والإيرانية .
ولكن نستطيع أن نقول إن هناك تناقضاً كبيراً بين رد فعل الشارع الإيرانى واتجاهاته
نحو القضية الفلسطينية وبين حسابات شاه إيران الخاصة والتى لم تأبه كثيراً بكون القضية إسلامية
أو عربية حيث تشير الوثائق التاريخية بوجود علاقات إستراتيجية واسعة وعميقة فى المجالات
المالية والاقتصادية والسياسية والأمنية بين شاه إيران وإسرائيل منذ 1948م برعاية أمريكية لم يعلن عنها بشكل رسمى إلا في عام 1960م عندما اعترف الشاه بإسرائيل وتبادل معها العلاقات الدبلوماسية متحدياً بذلك كل الشعوب الإسلامية ومشاعر شعبه الثائرة ضد إسرائيل والمتعاطفة كل التعاطف مع الفلسطينيين وقضيتهم كقضية إسلامية .
الموقف الشعبى الإيرانى تجاه القضية الفلسطينية :
على الجانب الآخر فى إيران كان هناك موقف مختلف من القضية الفلسطينية
ومن اسرائيل ، وهو موقف الأئمة والفقهاء . فقد ظهر موقف الفقهاء من القضية الفلسطينية
منذ زمن طويل خاصة وأن فلسطين ليست قضية إسلامية فحسب بل لها مكانة خاصة فى
نفوس الشيعة .
لذلك كان هناك رد فعل قوى فى إيران عند إعلان قيام دولة إسرائيل سنة 1948 م
عبرت عنه جماعة الفقهاء وعلى رأسهم آية الله كاشانى الذى قام كذلك بتنظيم حملة
لجمع التبرعات لتقديمها للمتطوعين ... أما الإمام الخمينى فقد كان من أوائل الفقهاء الذين
هاجموا قيام دولة اليهود على أرض فلسطين وفجر فى العديد من الخطب الدينية علناً
مسألة العلاقة الوثيقة القائمة بين الشاه وإسرائيل رغم المضايقات العديدة التى سببها له
موقفه ذلك من قبل أجهزة الأمن .
ونادى الخمينى بوجوب قطع كل علاقة أو تعامل مع اليهود ، كذلك دعم الخمينى
العمل الفدائى الفلسطينى حيث كان يرى فى طلائع العمل الفدائى فى مرحلة الستينات
والسبعينات بشائر خير للتحرر من الاحتلال اليهودى استناداً إلى ما كان يطرح فى تلك
الفترة من أن الأرض لا يمكن أن تستعاد إلا بالنضال الطويل وقوة السلاح ، ذلك كله جعل
علاقة المقاومة الفلسطينية بالحركة الوطنية الإيرانية ليست علاقة عابرة فقد برز فى
النصف الثانى من الستينات تيار من أبناء الشعب الإيرانى يطالب بدعم الثورة الفلسطينية .
كذلك اعتبر الإمام الخمينى انتفاضة الشعب الفلسطينى فى الأراضي المحتلة فى
عامى 1948 ، 1967 الأسلوب الأمثل لمقاومة الاحتلال لذلك أعلن أن كل الإمكانات يجب
أن تسخر لهؤلاء المناضلين ، وإلى جانب الدعم المادى أعطى الانتفاضة دعماً معنوياً هائلاً ،
إذ أحس الشعب الفلسطينى بهذا الموقف وأنه ليس منفرداً فى ساحة المواجهة بل هناك أخوة له
يساندونه وأن هناك قوة حقيقية لها ثقلها تؤازره كى يصمد وينجز أهدافه .
وفى الوقت ذاته كانت المعارضة الإيرانية حريصة أن تقيم علاقات بالفلسطينيين ، أيضاً
فإن الثورة الفلسطينية كانت مهتمة بالمعارضة الإيرانية بمختلف توجهاتها السياسية للضغط
على الشاه الذى كان واضح الدعم لإسرائيل .
وكما كان هناك جانب الفقهاء ودورهم فى دعم الفلسطينيين وقضيتهم كقضية إسلامية فقد كان على الجانب الآخر الجالية اليهودية التى لعبت دوراً بارزاً فى توطيد العلاقات الإيرانية الصهيونية ، إذ كانت تتواصل وتنسق مع الحكومة الصهيونية ولم تنقطع يوماً عن تزويد الكيان الصهيونى بالمساعدات والمعلومات اللازمة .
تشكل قضية فلسطين منذ بروزها أهمية كبيرة ومكاناً بارزاً فى تاريخ العلاقات الإيرانية
العربية بحكم ما مثله الاحتلال الصهيونى لفلسطين من طعنة قوية فى قلب الوطن العربى
والإسلامى خاصة وإن الشعب الإيراني يعتبر القضية الفلسطينية قضية إسلامية بالدرجة الأولى
على أساس وجود المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين، واعتبروا إعلان دولة إسرائيل
في مايو 1948 اغتصابا لأرض إسلامية ، وجاء أول رد فعل إيرانى منذ ذلك التاريخ من
الفقهاء دون غيرهم . لذلك فإن علاقة إيران بالقضية الفلسطينية لها جذورها العميقة
فى الذاكرة التاريخية ، كما أن هذا الارتباط لم يتأثر بكل التحولات التى أحاطت بشعوب
الأمتين العربية والإيرانية .
ولكن نستطيع أن نقول إن هناك تناقضاً كبيراً بين رد فعل الشارع الإيرانى واتجاهاته
نحو القضية الفلسطينية وبين حسابات شاه إيران الخاصة والتى لم تأبه كثيراً بكون القضية إسلامية
أو عربية حيث تشير الوثائق التاريخية بوجود علاقات إستراتيجية واسعة وعميقة فى المجالات
المالية والاقتصادية والسياسية والأمنية بين شاه إيران وإسرائيل منذ 1948م برعاية أمريكية لم يعلن عنها بشكل رسمى إلا في عام 1960م عندما اعترف الشاه بإسرائيل وتبادل معها العلاقات الدبلوماسية متحدياً بذلك كل الشعوب الإسلامية ومشاعر شعبه الثائرة ضد إسرائيل والمتعاطفة كل التعاطف مع الفلسطينيين وقضيتهم كقضية إسلامية .
الموقف الشعبى الإيرانى تجاه القضية الفلسطينية :
على الجانب الآخر فى إيران كان هناك موقف مختلف من القضية الفلسطينية
ومن اسرائيل ، وهو موقف الأئمة والفقهاء . فقد ظهر موقف الفقهاء من القضية الفلسطينية
منذ زمن طويل خاصة وأن فلسطين ليست قضية إسلامية فحسب بل لها مكانة خاصة فى
نفوس الشيعة .
لذلك كان هناك رد فعل قوى فى إيران عند إعلان قيام دولة إسرائيل سنة 1948 م
عبرت عنه جماعة الفقهاء وعلى رأسهم آية الله كاشانى الذى قام كذلك بتنظيم حملة
لجمع التبرعات لتقديمها للمتطوعين ... أما الإمام الخمينى فقد كان من أوائل الفقهاء الذين
هاجموا قيام دولة اليهود على أرض فلسطين وفجر فى العديد من الخطب الدينية علناً
مسألة العلاقة الوثيقة القائمة بين الشاه وإسرائيل رغم المضايقات العديدة التى سببها له
موقفه ذلك من قبل أجهزة الأمن .
ونادى الخمينى بوجوب قطع كل علاقة أو تعامل مع اليهود ، كذلك دعم الخمينى
العمل الفدائى الفلسطينى حيث كان يرى فى طلائع العمل الفدائى فى مرحلة الستينات
والسبعينات بشائر خير للتحرر من الاحتلال اليهودى استناداً إلى ما كان يطرح فى تلك
الفترة من أن الأرض لا يمكن أن تستعاد إلا بالنضال الطويل وقوة السلاح ، ذلك كله جعل
علاقة المقاومة الفلسطينية بالحركة الوطنية الإيرانية ليست علاقة عابرة فقد برز فى
النصف الثانى من الستينات تيار من أبناء الشعب الإيرانى يطالب بدعم الثورة الفلسطينية .
كذلك اعتبر الإمام الخمينى انتفاضة الشعب الفلسطينى فى الأراضي المحتلة فى
عامى 1948 ، 1967 الأسلوب الأمثل لمقاومة الاحتلال لذلك أعلن أن كل الإمكانات يجب
أن تسخر لهؤلاء المناضلين ، وإلى جانب الدعم المادى أعطى الانتفاضة دعماً معنوياً هائلاً ،
إذ أحس الشعب الفلسطينى بهذا الموقف وأنه ليس منفرداً فى ساحة المواجهة بل هناك أخوة له
يساندونه وأن هناك قوة حقيقية لها ثقلها تؤازره كى يصمد وينجز أهدافه .
وفى الوقت ذاته كانت المعارضة الإيرانية حريصة أن تقيم علاقات بالفلسطينيين ، أيضاً
فإن الثورة الفلسطينية كانت مهتمة بالمعارضة الإيرانية بمختلف توجهاتها السياسية للضغط
على الشاه الذى كان واضح الدعم لإسرائيل .
وكما كان هناك جانب الفقهاء ودورهم فى دعم الفلسطينيين وقضيتهم كقضية إسلامية فقد كان على الجانب الآخر الجالية اليهودية التى لعبت دوراً بارزاً فى توطيد العلاقات الإيرانية الصهيونية ، إذ كانت تتواصل وتنسق مع الحكومة الصهيونية ولم تنقطع يوماً عن تزويد الكيان الصهيونى بالمساعدات والمعلومات اللازمة .
Other data
| Title | الموقف الإيرانى من القضية الفلسطينية حتى عام 1978 | Other Titles | Iranian attitude towards the Palestinian issue until 1978 | Authors | حنان حنفى إبراهيم عبد الحليم | Issue Date | 2014 |
Recommend this item
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.