التدريب علي استخدام السيناريوهات المستقبلية في تنمية مهارات إدارة الذات لدي عينة من الشباب الجامعي

إيمان محمد ريان ;

Abstract


مقدمة:
لقد ركز الباحثون في مجال عالم النفس الإيجابي علي دراسة مكامن القوة والسمات الشخصية وتحليلها والارتقاء بقدراتها وإمكاناتها والاستفادة منها وتوظيفها بالشكل الأمثل، بما في ذلك الفضائل الإنسانية الإيجابية مثل التفاؤل، الرضا والامتنان، الإبداع، الأمل، تقدير الذات، التسامح، التوجه نحو المستقبل لتعظيم السعادة الشخصية للإنسان وتعزيزها في ممارساته وأنشطته وشئون حياته بشكل عام، وأيضا لتحسين صحة الفرد النفسية والجسمية مما يجعله فردا منتجا فعالاً في مجتمعه.
وتتمثل الغاية الرئيسية لعلم النفس الإيجابي في دراسة مواطن القوي الإنسانية وتحليلها، كما يسعي إلي فهم المشاعر الإيجابية وبناء القوي الشخصية للوصول إلي ما أسماه أرسطو "الحياة الطيبة Good Life" من خلال الانتقال بالحالة المعنوية للإنسان إلي أفضل مستوياتها؛ حيث يساعد الأفراد علي اكتشاف قدراتهم ومواطن قوتهم الإيجابية، وتنمية كفاءتهم الذاتية وهو ما أكد عليه سيلجمان مؤسس علم النفس الإيجابي. (مارتن سيلجمان، 2002).
وعلي الجانب التربوي أكد كثير من علماء النفس أن لعلم النفس الإيجابي دورا فاعلا في العملية التعليمية، فهو يعمل علي تنمية دافعية الطلاب وثقتهم بأنفسهم وتنمية الجوانب الإيجابية والانفعالية والإبداعية لديهم، وجعلهم أكثر تفاؤلا ومرونة وأملا في المستقبل، وهو ما يؤثر تأثيرا إيجابيًا في جوانب حياة الفرد سواء علي المستوي الأكاديمي أو الاجتماعي والمهني فيما بعد؛ لأنه سوف يفتح أمامهم مجالاً للتركيز والإبداع والتحمل والثقة بالنفس والمرونة في التعامل مع المشكلات التي قد تواجههم، ويسهم في تحصينه مما قد يواجهه من مشكلات تتعلق بالعملية التعليمية، وعلي ذلك فإن علم النفس الإيجابي يسهم بدور كبير في تقويم شخصية الطالب وتنميتها وتنمية نواحي القوة لديه.
(Jenson , et al., 2004: 67-79)

وبالتالي تبرز أهمية علم النفس الإيجابي في ميدان الإرشاد؛ حيث يسعي إلي توجيه بؤرة الاهتمام إلي البحث عن الأسباب التي تؤدي إلي سلامة التفكير ومواجهة الضغوط والاضطرابات بطريقة إيجابية، ولذلك يمكن أن يكون علم النفس الإيجابي واحدا من الأساليب والطرائق العلاجية القوية التي لا تستهدف فحسب تخليص الشخصية من ضعفها أو اضطراباتها، بل إنه يجعلها شخصية إيجابية وفعالة ومؤثرة ومنتجة حسبما ينبغي أن تكون وتتعايش مع الواقع من خلال تمكنها من إدارة مهاراتها الذاتية الموجودة لديها، كذلك الجوانب والسمات الإيجابية في شخصيتها التي تساهم في تحسين جودة الحياة، ومن ثم الشعور بالسعادة والإقبال علي الحياة، وهذا بدوره يسهم بشكل كبير في تحقيق مستوي عال من التوافق النفسي، والبحث عن مناطق القوة والتميز في شخصية كل الفرد وتنميتها والتأكيد عليها والتمكين والتمهيد لنموها ورعايتها حتي تصبح بمثابة التحصين ضد ما قد يتعرض له الفرد من تهديدات ومشكلات وإحباطات في سياق حياته.
(Littile, et al., 2004: 155-162)
مشكلة الدراسة :
تتبلور مشكلة الدراسة في أهمية توضيح أهمية مهارات إدارة الذات بأبعادها المختلفة، والعمل علي تنميتها والارتقاء بها لما لها من أثر فعال في تنمية جوانب الشخصية الإنسانية والوصول بالأفراد لمستوي أفضل من الصحة النفسية، فإدارة الذات تجعل الفرد يتحكم في انفعالاته وتجعله قادرا علي أن يتخذ قرارات سليمة في حياته، ولديه دافعية علي البقاء ويستطيع مواجهة مشكلاته ويكون متواصلا مع من حوله، كما تجعله يقيم علاقات اجتماعية ناجحة مع المحيطين به من خلال معرفته بمشاعرهم وانفعالاتهم، ومن ثم فإن نجاحه في حياته يتوقف علي إدارته لذاته بشكل جيد، ونجاح الفرد في حياته يدل علي أنه متمتع بصحة نفسية جيدة وهذا ما تسعي الدراسة الحالية إلي إثباته.
وتري الباحثة أن أبعاد إدارة الذات ومهاراتها هي أحد عوامل النجاح وتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي والشخصي أيضا بما يحقق التوجه السليم نحو المستقبل؛ حيث تعد العلاقة بينهم علاقة تبادلية فإدارة الفرد لذاته بشكل ناجح تكسبه الكثير من الصفات التي تقيه الوقوع في محنة استقبال المستقبل، كما ترفع من معدلات التواصل بينه وبين الآخرين وتمكنه من استثمار ما لديه من قدرات وإمكانات وتدعم لديه المثابرة في مواجهة الإخفاقات وتحدي ما يقابله من صعوبات في الحياة، وبالتالي الوصول بأدائه إلي أقصي ما تسمح به قدراته، بالإضافة إلي ما تتضمنه مهارات إدارة الذات من مهارات أساسية؛ فمهارة إدراة الوقت تساعد الفرد علي النجاح والتفوق وتحسين المكانة الاجتماعية، وكلما زادت قوة هذا الإحساس ارتفع مستوي الأهداف التي يضعها الفرد لنفسه وتجعل التزامه بها أكثر صرامة، وهذه الأهداف توجه السلوك وتدفعه إلي الأمام، كما أن الإدارة الذاتية للانفعالات والضغوط تساعد في توجيه الاهتمام بالموضوعات ذات الأولوية والبدء
بأكثرها أهمية.
كما تري الباحثة أن استراتيجيات إدارة الذات ومهاراتها من العوامل الفعالة في تحسين الأداء وتطوره، والذي بدوره يؤدي إلي الاعتماد علي النفس والاستقلالية في شتي جوانب الحياة المختلفة، كما أن تنمية مهارة إقامة العلاقات الإيجابية مع من يتعاملون وحسن إداراتها توجههم نحو التعاون والمنافسة أيضا في أوقات اخري مما يزيد لديهم الدافعية الذاتية حتي يتمكن الفرد من إدارة الحياة والتوظيف الكامل للقوي والإمكانات الكامنة داخله، وأيضا من أجل تعظيم تلك القوي التي يمتلكها؛ حتي يتمتع بشخصية سوية، كما تحاول الدراسة تنمية مهارة التخطيط للمستقبل والتنبوء به للتمكن من استشرافه والتعامل معه بفاعلية دون الوقوع في الفشل أو قلق المستقبل.


Other data

Title التدريب علي استخدام السيناريوهات المستقبلية في تنمية مهارات إدارة الذات لدي عينة من الشباب الجامعي
Other Titles A Training on the Use Future Scenarios for Developing Self-Management Skills among a Sample of University Students
Authors إيمان محمد ريان 
Issue Date 2015

Attached Files

File SizeFormat
G7671.pdf1.05 MBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 6 in Shams Scholar
downloads 5 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.