التنظيمات الشعبية ودورها فى تحقيق الشراكة المجتمعية فى التعليم الثانوى العام " دراسة تقويمية "

Abstract

مع قدوم القرن الحادي والعشرين – القرن الأول من الألفية الثالثة – وجدت مصر ودول العالم نفسها أمام تحديات عصر جديد يسوده التفجر العالمي المتزايد وثورة الاتصالات والمعلومات والتكنولوجيا ، هذه التحديات فرضت نوعا من الصراع حول تحقيق مزيد من التفوق والتميز وما يرتبط بذلك من حتمية توافر الإنسان المتعلم القادر على إحداث التغير لصالحه ولصالح مجتمعه من خلال الاستمرار في التعليم بنفسه, فضلا عن قدرته على اتخاذ القرارات الصائبة في مواجهة التحديات في الوقت المناسب والعمل على إيجاد فرصة العمل المناسب لقدراته في إطار الظروف المحيطة به , (1) ولهذا تشهد الفترة الحالية اهتمام غير مسبوق بأهمية الاستثمار في العنصر البشرى من خلال مراجعة شاملة لمؤسسات التعليم ترتكز على إيجاد مداخل وآليات حديثة لتطوير وتحديث التعليم باعتبار أن التعليم هو قاطرة التقدم والتنمية المجتمعية وهو محور الأمن القومي للمجتمع (2) . من هذا المنطق اهتمت مصر بأن يكون التعليم حقا إنسانيا لكل مواطن دون تمييز، على أن تكفل الدولة توفيره بالمجان في جميع المراحل التعليمية ، حيث حرص الدستور المصري وجميع القرارات المنظمة للتعليم على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية بين المواطنين ، كما اعتبرت مصر التعليم مشروعها القومي الأكبر ونجحت في وضع استراتيجية طموحة لتطوير التعليم كماً وكيفاً لتحقيق هذا الهدف , (3) وبات تطوير التعليم قضية ومطلباًً اجتماعياً ملحاً ، كما احتل حيزا كبيرا في الخطاب السياسي الرسمي وفى برامج العمل الحكومية وأنشطة المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية (4).