تقنيات السرد في أعمال غسان كنفاني الروائية - قراءة ثقافية

Abstract

تقوم هذه الدراسة على منهج النقد الثقافي، الذي يعتمد على رد الأبنية الصياغية والدلالية إلى السياقات الثقافية التي أنتجتها، وهناك من يحاول اختلاق أزمة بين الشقيقين (النقد الثقافي والنقد الأدبي)، لكنهما مكملان لبعضهما البعض، فالنقد الأدبي كالشجرة دائمة العطاء التي أنجبت النقد الثقافي ، وللنقد الثقافي أهمية خاصة، حيث يركز على الأنساق التي يبثها المبدع في نصه، فالمبدع لا يعيش في دائرة خاصة به بل هو فرد من المجتمع، وهو يعبر عن أمال وأحلام وآلام المجتمع، كذلك فإن الخطاب الثقافي لا يتحقق وجوده بانفصاله عن جماليات اللغة والمعنى في النصوص، وإنما يكتسب صفة الثقافية بفعل السياقات الجمالية والقيم الاجتماعية المنصهرة فيه، والنقد الثقافي "نشاط وليس مجالاً معرفياً قائما بذاته مهمته متداخلة، مترابطة متجاوزة، ومتعددة، يتميز بالقدرة على قراءة شفرة النص وفهمه، ونقد الأنساق الثقافية المضمرة- كما يقول حفناوي بعلي: "إن مشروع هذا النقد يتجه إلى كشف حيل الثقافة في تمرير انساقها تحت أقنعة ووسائل خفية، وأهم هذه الحيل هي الحيلة الجمالية، التي من تحتها يجري تمرير أخطر الأنساق وأشدها تحكماً فينا، وهذا لا يتسنى إلا عبر ملاحقة الأنساق المضمرة ورفع الأغطية عنها.. أما النقد سواء أكان ثقافياً أم أدبياً ثقافياً، فهو يعتمد على مبدأ التوازي، فالنقد الثقافي هو مزيج من الجمالي والنسقي، وهو يتناول النص الإبداعي والنص الثقافي معاً، فنحن حين نحلل النص الأدبي، نحلل الجمالي فيه في المستويات: اللسانية والبلاغية والإيقاعية والسيميائية وغيرها، كما نحلل الأنساق المعلنة والمكبوتة، ونقرأ الشفرات والمرجعيات والسياق، وهكذا يتعامل النقد الأدبي مع أليات النقد الثقافي"( ).