أثر برنامج مقترح لتحسين مفهوم الذات من خلال التعبير بالرسملعينة منالتلاميذ الصم بالمرحلة الابتدائية

Abstract

د مفهوم الذات (self-concept) موضع اهتمام الكثير من الباحثين في مجال علم النفس، فهو أحد المتغيرات الهامة في الشخصية، وقد تعددت وتنوعت تعريفات علماء النفس والباحثين وبخاصة المهتمين بسيكولوجية الذات في تناولهم لمفهوم الذات، ومفهوم الذات يتأثر كثيرًا بالخبرات الحياتية، وبما أن الطفل لا يستطيع أن يلاحظ ذاته بموضوعية، كما أنه لا يقوم بمقارنة موضوعية بين ذاته والأطفال الآخرين في نفس عمره لذا فإنه يعتمد كثيرًا على تفاعلات الآخرين من أجل الحصول على أدلة وتأييد حول قيمته وجدارته، وتوصلت العديد من الدراسات والبحوث إلى انخفاض مفهوم الذات للأفراد الصم بالمقارنة بأقرانهم من العاديين وما يترتب على الصورة السلبية للذات من مشكلات لها أثر سلبي واضح على الفرد الأصم، ويعتبر الرسم أحد القنوات التي من خلالها يستطيع الطفل أن يعبر عن مخاوفه وآماله وخيالاته، ذلك أن الرسم ما زال الطريق الذي من خلاله يستطيع أن يطلق عنان المشاعر والدوافع، والرسم عادة يجمع بين أكثر من احتمال واحد فقد يكون إسقاط لمفهوم الذات عند المفحوص، أو لصورة الجسم، أو الاتجاهات نحو شخص آخر في بيئته، أو إسقاطًا للصورة النموذجية للذات، أو نتيجة لظروف خارجية، أو تعبير عن أنماط من عادات، أو عن حالات انفعالية، أو إسقاط لاتجاهات المفحوص نحو الفاحص ونحو موقف الاختبار، أو تعبير عن اتجاهاته نحو الحياة والمجتمع عامة. مشكلةالدراسة: يشكل الطلاب الصم فئة من فئات المجتمع لهم متطلباتهم الخاصة مثل أقرانهم من العاديين، وبما أن مشاعر الطفل الأصم تجاه ذاته تعتبر انعكاسًا لمشاعر المحيطين به تجاهه وتجاه إعاقته، فإن الأصم يكوِّن صورة ذهنية عن نفسه، ويكون لهذه الصورة أهمية كبرى في بناء شخصيته، وعلى أساسها يكوِّن مفهومه عن ذاته ويتأثر سلوكه إلى أبعد الحدود، وللرسم أهمية كبيرة بالنسبة للأطفال، حيث أنه يتيح الفرصة لهم كي يعبروا عن أنفسهم بدون مواربة، الأمر الذي يحررهم من مخاوفهم، ويساعدهم على نقل مشاعرهم وأفكارهم ومعارفهم للآخرين، والرسم أبعد من كونه صورة إبداعية أو لوحة فنية بقدر ما هو إسقاط للذات الداخلية، حيث إن الشعور بالذات من أهم الخبرات السيكولوجية التي يدركها الشخص عن نفسه منذ نعومة أظافره، كما أن الذات جوهر الحقيقة، ومفهوم الذات هو حجر الزاوية فيها، حيث عادة ما يترجم الفرد فهمه لذاته في أي نشاط يمارسه، ولعل أهم هذه الأنشطة هو الرسم. وأوصت العديد من الدراسات مثل دراسة ("عواض الحربي" (2003)- "عائشة الجزار" (2004)- "إلهام كشلوط" (2005)- "سري رشدي" (2007)) بعمل برامج لتحسين مفهوم الذات لدى الصُّم من خلال التعبير الفني، وذلك لقِلَّة البرامج التي استخدمت التعبير الفني في تحسين مفهوم الذات لدى هذه الفئة، فعَمِلَت الباحثة في هذه الدِّراسة على تحسين مفهوم الذات من خلال التعبير بالرَّسْم لعيِّنَة من التلاميذ الصُّم بالمرحلة الابتدائية، ومِنْ ثَم تتلخص مشكلة الدِّراسة في أن هناك عددًا من التلاميذ الصُّم يُعانون من انخفاض مفهوم الذات، ونبحث من خلال هذه الدِّراسة عن حل لهذه المشكلة عن طريق وضع برنامج مقترح يتم عن طريقه تحسين مفهوم الذات من خلال التعبير بالرَّسْم لعيِّنَة من التلاميذ الصُّم بالمرحلة الابتدائية، بما يُساعدهم على التكيف مع أنفسهم ومع المجتمع الذي يعيشون فيه.