الإستطيقا البيئية عند آلين كارلسون

Abstract

اتجهت الفلسفة المعاصرة إلى ضرورة الاهتمام بالواقع ومعالجة قضاياه ومشكلاته. ولعل، وكانت الفلسفة البيئية أبرز هذه الاتجاهات الفلسفية المعاصرة التي ذهبت إلى الارتباط بالإنسان وبفئة من المشكلات التي يواجهها، وهدفت إلى الاهتمام بالبيئة وقضاياها، لا سيما بعد ملاحظة جملة الانتهاكات الصارخة والتعديات المتلاحقة على البيئة من قبل الإنسان، من خلال نشاطاته وسلوكياته المتغطرسة. وبالتالي بدأت تتعالى بعض الأصوات المطالبة بضرورة الحد من كل هذه التجاوزات البشرية الجائرة، والالتزام بسلوكيات ومبادئ وقيم أخلاقية من شأنها المحافظة على العلاقة السوية بين الإنسان والبيئة، وهو ما يمكن التماسه في فلسفة الأخلاق البيئية - كفرع أصيل من فروع الفلسفة البيئية- التي حملت على عاتقها مهمة التصدي لمثل هذه الانتهاكات والتجاوزات الأخلاقية من قبل الانسان، وفي المقابل كان من الضروري أن يكون لعلم الجمال- بوصفه علمًا معياريًا، وكأحد فروع مبحث الإكسيولوجيا المعني بالترسيخ النظري للمنظومة القيمية - دورًا في الاهتمام بالبيئة، والتنبيه إلى ما تتضمنه من قيم جمالية لابد من تقديرها ومن ثَم الحفاظ عليها، وهو ما يستأثر باهتمام أحد اتجاهات علم الجمال ألا وهو الإستطيقا البيئية. ومن ثم يمكن اعتبار الإستطيقا البيئية إحدى المحاولات التي أقدمت عليها الفلسفة المعاصرة مؤخرًا.

ومن الفلاسفة الذين لهم دور لا يمكن إنكار أثره في علم الجمال البيئي واحدِ يعد من أهم مؤسسيه، وليس من المبالغة في شئ إذا ما تم وصفه بالثائر، الذي حمل على عاتقيه مهمة النحو بعلم الجمال نحوًا آخر وإدارة بوصلته صوب جهة أخرى، وهو الفيلسوف وعالم الجمال الكندي آلين كارلسون Allen Carlson، ذلك الفيلسوف الذي كرس كل جهده البحثي في صياغة نظرية عُدت من النظريات الفلسفية الهامة في الإستطيقا البيئية .