مدى تأثر الفارابى بالفلسفة السياسية والقانونية اليونانية

إيناس ممدوح محمد محمد سليمان;

Abstract


ظلت الدولة المثالية حلماً ملحاً على عقول الفلاسفة نتيجة لرفضهم لواقعهم السياسى والاجتماعى وتصورهم لعالم أفضل يعيش حالة من الانسجام بين طبقات مجتمعه ويتسم بالهدوء والتوازن وهو تصور أخلاقى فى المقام الاول للدولة المثالية. وكان للفلسفة اليونانية الدور البارز فى وضع قواعد النظام السياسى والاجتماعى للدولة خاصة أفكار افلاطون وارسطو السياسية التى لعبت دور هام فى النظام القانونى للدولة وذلك بالتفكير والتأمل فى القيم السياسية والاخلاقية فى المجتمع كالعدل والمساواة والحرية، وبذلك تكون فلسفتهم السياسية تتمحور حول الغايات المستخلصة من السلطة بصفتها الاداة الضرورية لتحقيق القيم الاجتماعية. فجاء تصور افلاطون لمدينته المثالية لخلق مدينة صالحة تعد نموذجاً لباقى المدن، وأرسى فى جمهوريته مبدأ ان قيادة الدولة هو علم فى حد ذاته رافضاً أنظمة الحكم التى أثبتت فشلها سياسياً وأجتماعياً وهو ماترتب عليه انهيار الدولة الاثينية فى الحرب البولينزية، وان الأفضل للجمهورية هو خضوعها لحكم الملك الفيلسوف الذى يعد هو أكثر العقول خبرة سياسية. ولما كان على الدولة ان تتأسس على العقل فأن قوانينها يجب ان تكون قوانين عقلية وذلك لن يتم الا بأشخاص عقلانيين أى الفلاسفة لأنهم الأجدر على تحقيق العدل.
ولعل أهم كتاب تركه أفلاطون هو الجمهورية ولكن الجميع يتناسى عنوانه الثاني العدالة على الرغم من أهميته و قصد أفلاطون في محاورة الجمهورية تجديد صورة الدولة المثالية التي تتحقق فيها العدالة الاجتماعية، من حيث هي فضيلة النفس الفردية، ونظام يتعلق ببيان تكوين الدولة، ليتمكن من تحديد الظروف الواجب توافرها كي تتحقق العدالة في كل منهما.‏ وقد تضمنت محاورة الجمهورية تعريف العدالة وتحديد شروط تحققها وعرض آراء مختلف لتعريف العدالة ‏و بيان مصادر الفساد في الدولة وفي الفرد وفي نشوء الدولة. يرى أفلاطون أن الفرد وحده ضعيف، ومن ثم يكون الاجتماع ضرورة تحتمها الحياة الإنسانية، وعن اجتماع الأفراد نشأت الحاجة إلى تقسيم العمل فيما بينهم من أجل توفير كافة احتياجاتهم الضرورية، ولا تقتصر حاجات الإنسان على متطلبات الحياة المادية، وإنما ينبغي لأهل المجتمع أن يتذوقوا الفنون والآداب، وبارتقائهم في أساليب الحياة تزيد حاجاتهم الكمالية فتشتبك المصالح وتنشأ الحروب، ومن هنا ينبغي تكوين طبقة من المحاربين المحترفين يتولون حراسة المدينة والدفاع عنها كما تحتاج المدينة إلى طبقة من الحكام، يوجهون الرعية إلى العمل الصالح ويرشدون المدينة إلى طريق الخير ويحققون لها العدالة ويؤكد أفلاطون على انقسام المجتمع إلى ثلاث طبقات متميزة ويرى أن لكل طبقة منها وظيفة هيأتها لها الطبيعة وخصتها بها، بحيث لا ينبغي لها أن تتدخل في العمل الطبقة الأخرى، فالعدالة هي اهتمام كل فرد بما يخصه.‏


Other data

Title مدى تأثر الفارابى بالفلسفة السياسية والقانونية اليونانية
Authors إيناس ممدوح محمد محمد سليمان
Issue Date 2016

Attached Files

File SizeFormat
G14150.pdf356.06 kBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 1 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.