" أسباب البراءة فى جرائم المخدرات "

Abstract

تعد المخدرات آفة خطيرة تنهش في عظام كل المجتمعات ، دون تفرقة بين مجتمع فقير أو غني، أو مجتمع متقدم أو متخلف ، ربما يكون الفارق متمثلا فقط في نوعية المخدر الذي يمكن تعاطيه. وتبذل الدول جهودا كبيرة في سبيل مكافحتها سواء على المستوى الرسمي أو المستوى الإجتماعي عبر مؤسسات المجتمع المدني، وما تبذله من جهود في التوعية والمساعدة والرعاية اللاحقة . وتبقى الجهود الرسمية هي المعول عليه في هذه المكافحة عن طريق ضبط المتورطين في هذه الجرائم بكل صورها، زراعة أو تجارة أو جلبا أو تصديرا، أو تعاطيا، أو إعدادا وتهيئة لتعاطي المخدرات. واتت التشريعات بعقوبات رادعة في هذا الشأن . وتبذل أجهزة الشرطة والنيابة والقضاء جهودا كبيرة في هذا الشأن تحرياً وتتبعاً وتحقيقاً وحكماً. ويمكن القول أنه نظرا لكثرة القضايا التي تعرض، فإن هنالك أخطاء إجرائية تقع فيها الأجهزة المعنية ( أجهزة الشرطة والنيابة والقضاء )، وهذه الأسباب تقود إلى البراءة في نهاية المطاف. بل وربما تكون هذه الأسباب مرتبطة بعدم العلم بهيكل الجريمة على النحو الذي يقود إلى ضبط جرائم دون أن تتوفر أركانها . ولكن جرائم المخدرات ذات خطورة كبيرة بسبب آثارها المدمرة سواء من الناحية الإقتصادية أو الإجتماعية أو الثقافية، إلا أنه هذا لايعفى الجهات القضائية من تطبيق الضمانات الدستورية والتشريعية، إذ لا يجوز أبدا التضحية بقاعدة الأصل في الإنسان البراءة، تحت حجة الفاعلية، ولابد أن يتمتع المتهم بكل الضمانات الناتجة عن هذا الأصل أيا كانت خطورة الجريمة المرتكبة، ومن هنا كان سعينا في دراسة هذا الموضوع على النحو الذي يظهر الأسباب التي تقود إلى البراءة.