الفروق بين الأطفال التوحديين مرتفعي الأداء العقلي والأطفال ذوى متلازمة أسبرجر في الإنتباه والإدراك
فاطمة سمير عبدالله محمد;
Abstract
مقدمة:
تعتبر مرحلة الطفولة حجر الأساس في بناء، وتكوين، وتنشئة الفرد؛ ففي خلال السنة الأولى يتطور في كل شئ، ويبدأ بالاستجابة لبيئته ويتأقلم معها فهو يحاول أن ينظم ويغير في الوظائف والقدرات الكامنة لديه ليصبح إنسانًا صغيرًا كاملاً، وتعد مرحلة الطفولة من أطول مراحل الطفولة بين الكائنات الحية، حيث أنها تمتد من لحظة الميلاد وحتى سن الثانية عشر، فالأعوام الأولى من حياة الطفل تعتبر مرحلة حاسمة تؤثر على حياته المستقبلية، فهي الأساس المرجعي لتعليمه المهارات والمعارف الجديدة. (موسى معوض، 2012: 3)
ويبدو الطفل عند ميلاده كائنا ضعيفا لا يملك من أمر نفسه شيئا، ومع ذلك فإن هذا الكائن الضعيف يملك بين جوانحه استعدادات هائلة وامكانات عظيمة تؤهله لمواجهة ما سيقابله من تحديات. (فادية علوان، 2003: 21)
ويعد الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة ضروريًا لأنهم يحتاجون إلى تربية خاصة، ومن احتياجاتهم الإشباع العاطفي والإحساس بالأمن ووجود بديل عن الشيء الذي فقده، كما يحتاج إلى التوافق الاجتماعي مع البيئة الجديدة، وأحيانًا يشعر هذا الطفل بالضعف وفقدان عناصر القوة، كما أنه يفقد المصدر الحقيقي للحنان، وتعد رعاية المعاقين من المشكلات المهمة التي تواجه المجتمعات، إذ لا يخلو مجتمع من المجتمعات من وجود نسبة لا يستهان بها من أفراده، وقد أصيبوا بنوع أو أكثر من أنواع الإعاقة التي تقلل من قدرتهم على القيام بأدوارهم على الوجه المقبول مقارنة بالأشخاص العاديين. (لمياء بيومى, 2008: 1)
ويعد التوحد من الإضطرابات النمائية، وتمثل نسبة لا يمكن تجاهلها، ولكنها لم تنل حظها من الاهتمام على المستوى البحثي في الدول النامية، في حين أننا نجد اهتمامًا متزايدًا في الدول المتقدمة، ويعتبر ليوكانر (1943)Leo-Kanner أول من أشار إلى التوحد كاضطراب يحدث في الطفولة، وقد استخدمت تسميات كثيرة ومختلفة له مثل الذاتوية، والإجترارية، والأويتسية، والانغلاق الذاتي (الانشغال بالذات)، والذهان الذاتوى، وفصام الطفولة ذاتي التركيب، والانغلاق الطفولى، وذهان الطفولة لنمو (أنا) غير سوى، ويرجع استخدام هذه التسميات إلى غموض وتعقد التشخيص الفارق للتوحد، حيث يعد التشخيص من أهم الصعوبات التي تواجه هذه الفئة نظرا لتشابهها مع فئات عديدة. (المرجع السابق: 1)
أما متلازمة أسبرجر Asperser’s syndrome فهي أحدى المتلازمات التي تتسم بوجود صفات وسلوكيات قريبة من الطفل المصاب بالذاتوية ولكن بدرجة خفيفة، أي بدون تأخر في النمو العقلي والمهارى بشكل ملحوظ، ولكن يمكن أن يتأثر بشكل بسيط غير ظاهر ولذلك غالبا ما يحدث خلط بينها وبين الذاتوية. (سعيد حلاوة، بدون سنة:4-5 وحسام الدين، 2009: 46)
ويعد اضطراب أسبرجر أحد الأضطرابات النمائية التي تكون موجودة منذ الولادة، ولكنها لا تكتشف مبكرا، وكما يشير هندرسونHandrson (2001) وليتل Littil (2002) فإن معدلات الذكاء لدى الأطفال المصابين بالأسبرجر تتراوح ما بين الطبيعي وفوق الطبيعي، وأكثر ما يميز طفل الأسبرجر القصور الكيفي الواضح في القدرة على التواصل الاجتماعي وتكوين صداقات مع سلوكيات واهتمامات محدودة وغير عادية، وعادة استجابة المريض لبرامج التدخل العلاجي والتأهيلى تكون سريعة وإيجابية. (المرجع السابق: 3)
تعد عملية الانتباه إحدى العمليات المعرفية التي تمثل أحد الدعائم - بل هي الأساس الذي تقوم عليه سائر العمليات المعرفية الأخرى بل يمكن القول: إنه بدون الانتباه ما أستطاع الفرد أن يعي أو يتذكر أو يبتكر أو يتخيل شيئا. (أحمد عاشور, 2012: 7)
الإدراك له أهميته الكبيرة في توجيه السلوك الإنساني خاصة فيما يتعلق بعمليات التكيف وحل المشكلات والتنشيط والاستثارة التي تحدث في الجهاز العصبي المركزي. (عبدالحليم السيد وآخرون، 1990: 186)
فقد كان علم النفس في القرن التاسع عشر ينظر للإدراك على أنه أثر سلبي تتركه المنبهات الخارجية على شبكية العين, أما علم النفس الحديث فيحاول أن يحلل الإدراك على انه عملية نشطة تحاول البحث والتقصي للمعلومات المترابطة وتقارنها بعضها البعض وتحاول ابتكار فروض جديدة ومناسبة ثم تقارن هذه الفروض بالبيانات الأصلية. (المرجع السابق: 187-188)
ولأهمية الانتباه والإدراك لحياة الفرد بصفة عامة والتوحديين بصفة خاصة، الأمر الذي دعا القيام بهذه الدراسة للكشف عن الفروق بين الأطفال التوحديين مرتفعي الأداء العقلي، والأطفال ذوى متلازمة أسبرجر في الانتباه والإدراك.
وتثير مشكلة الدراسة الأسئلة التالية:
1- هل تتباين درجات الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر عن الأطفال التوحديين مرتفعي الأداء العقلي على اختبار الانتباه الأنتقائى؟
2- هل تختلف درجات الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر عن الأطفال التوحديين مرتفعي الأداء العقلي على اختبار الإدراك البصري المصور؟
3- هل يرتبط الانتباه الانتقائي والإدراك البصري لدى التوحديين مرتفعي الأداء العقلي؟
4- هل يرتبط الانتباه الانتقائي والإدراك البصري لدى ذوى متلازمة أسبرجر؟
أهداف الدارسة:
تهدف الدراسة إلى:
1- الكشف عن الفروق بين الأطفال ذوى متلازمة اسبرجر والأطفال التوحديين الانتباه.
2- بيان الفروق بين الأطفال ذوى متلازمة اسبرجر والأطفال التوحديين الإدراك.
3- الكشف عن قوة العلاقة بين الانتباه الانتقائي والإدراك البصري لدى مجموعة من الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر.
4- الكشف عن قوة الارتباط بين الانتباه والإدراك البصري لدى مجموعة من الأطفال التوحديين.
أهمية الدراسة:
تتجلى أهمية الدراسة في:
- وجود ندرة في الدراسات العربية – في حدود ما أطلعت عليه الباحثة – التي تناولت الأسبرجر من جهة والانتباه والإدراك لديهم من جهة أخرى.
- إثراء التراث العربي باختبارات تساعد على فهم طبيعة الانتباه والإدراك لدى الأطفال التوحديين مرتفعي الأداء والأطفال من ذوى متلازمة اسبرجر من خلال تصميم الباحثة لكل من اختباري الانتباه الأنتقائى والإدراك البصري المصور.
- الاستفادة من النتائج في وضع برامج تأهيلية وعلاجية للتعامل مع الأطفال من ذوى متلازمة اسبرجر وأطفال التوحد مرتفعي الأداء.
- الإسهام في التأصيل النظري لمتلازمة اسبرجر.
تعتبر مرحلة الطفولة حجر الأساس في بناء، وتكوين، وتنشئة الفرد؛ ففي خلال السنة الأولى يتطور في كل شئ، ويبدأ بالاستجابة لبيئته ويتأقلم معها فهو يحاول أن ينظم ويغير في الوظائف والقدرات الكامنة لديه ليصبح إنسانًا صغيرًا كاملاً، وتعد مرحلة الطفولة من أطول مراحل الطفولة بين الكائنات الحية، حيث أنها تمتد من لحظة الميلاد وحتى سن الثانية عشر، فالأعوام الأولى من حياة الطفل تعتبر مرحلة حاسمة تؤثر على حياته المستقبلية، فهي الأساس المرجعي لتعليمه المهارات والمعارف الجديدة. (موسى معوض، 2012: 3)
ويبدو الطفل عند ميلاده كائنا ضعيفا لا يملك من أمر نفسه شيئا، ومع ذلك فإن هذا الكائن الضعيف يملك بين جوانحه استعدادات هائلة وامكانات عظيمة تؤهله لمواجهة ما سيقابله من تحديات. (فادية علوان، 2003: 21)
ويعد الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة ضروريًا لأنهم يحتاجون إلى تربية خاصة، ومن احتياجاتهم الإشباع العاطفي والإحساس بالأمن ووجود بديل عن الشيء الذي فقده، كما يحتاج إلى التوافق الاجتماعي مع البيئة الجديدة، وأحيانًا يشعر هذا الطفل بالضعف وفقدان عناصر القوة، كما أنه يفقد المصدر الحقيقي للحنان، وتعد رعاية المعاقين من المشكلات المهمة التي تواجه المجتمعات، إذ لا يخلو مجتمع من المجتمعات من وجود نسبة لا يستهان بها من أفراده، وقد أصيبوا بنوع أو أكثر من أنواع الإعاقة التي تقلل من قدرتهم على القيام بأدوارهم على الوجه المقبول مقارنة بالأشخاص العاديين. (لمياء بيومى, 2008: 1)
ويعد التوحد من الإضطرابات النمائية، وتمثل نسبة لا يمكن تجاهلها، ولكنها لم تنل حظها من الاهتمام على المستوى البحثي في الدول النامية، في حين أننا نجد اهتمامًا متزايدًا في الدول المتقدمة، ويعتبر ليوكانر (1943)Leo-Kanner أول من أشار إلى التوحد كاضطراب يحدث في الطفولة، وقد استخدمت تسميات كثيرة ومختلفة له مثل الذاتوية، والإجترارية، والأويتسية، والانغلاق الذاتي (الانشغال بالذات)، والذهان الذاتوى، وفصام الطفولة ذاتي التركيب، والانغلاق الطفولى، وذهان الطفولة لنمو (أنا) غير سوى، ويرجع استخدام هذه التسميات إلى غموض وتعقد التشخيص الفارق للتوحد، حيث يعد التشخيص من أهم الصعوبات التي تواجه هذه الفئة نظرا لتشابهها مع فئات عديدة. (المرجع السابق: 1)
أما متلازمة أسبرجر Asperser’s syndrome فهي أحدى المتلازمات التي تتسم بوجود صفات وسلوكيات قريبة من الطفل المصاب بالذاتوية ولكن بدرجة خفيفة، أي بدون تأخر في النمو العقلي والمهارى بشكل ملحوظ، ولكن يمكن أن يتأثر بشكل بسيط غير ظاهر ولذلك غالبا ما يحدث خلط بينها وبين الذاتوية. (سعيد حلاوة، بدون سنة:4-5 وحسام الدين، 2009: 46)
ويعد اضطراب أسبرجر أحد الأضطرابات النمائية التي تكون موجودة منذ الولادة، ولكنها لا تكتشف مبكرا، وكما يشير هندرسونHandrson (2001) وليتل Littil (2002) فإن معدلات الذكاء لدى الأطفال المصابين بالأسبرجر تتراوح ما بين الطبيعي وفوق الطبيعي، وأكثر ما يميز طفل الأسبرجر القصور الكيفي الواضح في القدرة على التواصل الاجتماعي وتكوين صداقات مع سلوكيات واهتمامات محدودة وغير عادية، وعادة استجابة المريض لبرامج التدخل العلاجي والتأهيلى تكون سريعة وإيجابية. (المرجع السابق: 3)
تعد عملية الانتباه إحدى العمليات المعرفية التي تمثل أحد الدعائم - بل هي الأساس الذي تقوم عليه سائر العمليات المعرفية الأخرى بل يمكن القول: إنه بدون الانتباه ما أستطاع الفرد أن يعي أو يتذكر أو يبتكر أو يتخيل شيئا. (أحمد عاشور, 2012: 7)
الإدراك له أهميته الكبيرة في توجيه السلوك الإنساني خاصة فيما يتعلق بعمليات التكيف وحل المشكلات والتنشيط والاستثارة التي تحدث في الجهاز العصبي المركزي. (عبدالحليم السيد وآخرون، 1990: 186)
فقد كان علم النفس في القرن التاسع عشر ينظر للإدراك على أنه أثر سلبي تتركه المنبهات الخارجية على شبكية العين, أما علم النفس الحديث فيحاول أن يحلل الإدراك على انه عملية نشطة تحاول البحث والتقصي للمعلومات المترابطة وتقارنها بعضها البعض وتحاول ابتكار فروض جديدة ومناسبة ثم تقارن هذه الفروض بالبيانات الأصلية. (المرجع السابق: 187-188)
ولأهمية الانتباه والإدراك لحياة الفرد بصفة عامة والتوحديين بصفة خاصة، الأمر الذي دعا القيام بهذه الدراسة للكشف عن الفروق بين الأطفال التوحديين مرتفعي الأداء العقلي، والأطفال ذوى متلازمة أسبرجر في الانتباه والإدراك.
وتثير مشكلة الدراسة الأسئلة التالية:
1- هل تتباين درجات الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر عن الأطفال التوحديين مرتفعي الأداء العقلي على اختبار الانتباه الأنتقائى؟
2- هل تختلف درجات الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر عن الأطفال التوحديين مرتفعي الأداء العقلي على اختبار الإدراك البصري المصور؟
3- هل يرتبط الانتباه الانتقائي والإدراك البصري لدى التوحديين مرتفعي الأداء العقلي؟
4- هل يرتبط الانتباه الانتقائي والإدراك البصري لدى ذوى متلازمة أسبرجر؟
أهداف الدارسة:
تهدف الدراسة إلى:
1- الكشف عن الفروق بين الأطفال ذوى متلازمة اسبرجر والأطفال التوحديين الانتباه.
2- بيان الفروق بين الأطفال ذوى متلازمة اسبرجر والأطفال التوحديين الإدراك.
3- الكشف عن قوة العلاقة بين الانتباه الانتقائي والإدراك البصري لدى مجموعة من الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر.
4- الكشف عن قوة الارتباط بين الانتباه والإدراك البصري لدى مجموعة من الأطفال التوحديين.
أهمية الدراسة:
تتجلى أهمية الدراسة في:
- وجود ندرة في الدراسات العربية – في حدود ما أطلعت عليه الباحثة – التي تناولت الأسبرجر من جهة والانتباه والإدراك لديهم من جهة أخرى.
- إثراء التراث العربي باختبارات تساعد على فهم طبيعة الانتباه والإدراك لدى الأطفال التوحديين مرتفعي الأداء والأطفال من ذوى متلازمة اسبرجر من خلال تصميم الباحثة لكل من اختباري الانتباه الأنتقائى والإدراك البصري المصور.
- الاستفادة من النتائج في وضع برامج تأهيلية وعلاجية للتعامل مع الأطفال من ذوى متلازمة اسبرجر وأطفال التوحد مرتفعي الأداء.
- الإسهام في التأصيل النظري لمتلازمة اسبرجر.
Other data
| Title | الفروق بين الأطفال التوحديين مرتفعي الأداء العقلي والأطفال ذوى متلازمة أسبرجر في الإنتباه والإدراك | Other Titles | The Differences between Highly Intellectual Performance Autistic Children And Children With Asperger Syndrome in Attention and Perception | Authors | فاطمة سمير عبدالله محمد | Issue Date | 2016 |
Recommend this item
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.