برنامج لتنمية كفايات معلمي غرف المصادر وأثره في تحسين مستوى التحصيل الدراسي والسلوك التكيفي للأطفال في مدارس الدمج

Abstract

تهدف التربية الخاصة إلى تعليم الطفل ذي الاحتياجات الخاصة وتنمية قدراته في ضوء الإمكانات المتاحة لمساعدته على الوصول إلى أقصى ما تسمح به هذه الإمكانات، وذلك بوضع برامج تراعي ظروفه ومتطلباته وتُيسر له التعليم والتعلم، إلا أن تعليم هؤلاء الأطفال في مدارس خاصة بهم يؤدي إلى عزلهم عن المجتمع وإلى وجود حواجز نفسية بينهم وبين أقرانهم العاديين، ومع تزايد الاهتمام العالمي بتربية وتعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في الآونة الأخيرة باعتبارهم أناس لهم حق الرعاية الصحية، والتعليمية، والاجتماعية، والتأهيلية في جميع مراحل نموهم وتطورهم شأنهم شأن الأطفال العاديين، وظهرت عدة خبرات ناجحة لنظام الدمج التعليمي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس العادية بهدف مساعدتهم على تطوير قدراتهم التعليمية، واتجهت المؤسسات التعليمية إلى دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع العاديين فيما يُعرف بفصول الدمج، ولكي نستطيع رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال إدماجهم مع الأطفال العاديين لا بد من توافر معلم غرفة المصادر المؤهل لذلك، وأن تتوافر لديه الكفايات المهنية والشخصية المناسبة بما يمكنه من القيام بالدور التعاوني الفعّال لإنجاح عملية الدمج ولأداء عمله على أكمل وجه. كما أن المعلم في مؤسسات التربية الخاصة قد يواجه أنواعاً من الضغوط تختلف عن الضغوط التي يواجهها المعلم العادي؛ نظراً لما يتطلبه تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من جهود ضخمة وشاقة، فمعلم غرفة المصادر يتعامل مع أطفال ذوي مشكلات خاصة، وبرامج تعليمية لها طبيعة خاصة تعتمد في مضمونها على مهارات المعلم وكفاياته، إضافة إلى ما يواجهه المعلم من بعض المشكلات مثل اللامبالاة وانخفاض الدافعية بسبب التقدم البطيء وغير الملحوظ في المستوى التحصيلي والسلوك التكيفي. والأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة الملتحقين بغرفة المصادر يواجهون تحديات حقيقية وانخفاض في مستوى التحصيل الدراسي والسلوك التكيفي بالإضافة إلى الجوانب النفسية، ورغم أنهم يشكلون مجموعة غير متجانسة، إلا أن لديهم مشكلة أساسية تجمعهم جميعاً، وهي عدم القدرة على التعلم بنفس الطريقة التي يتعلم بها أقرانهم العاديين، وبالرغم أن قدراتهم العقلية قد تكون عادية إلا أن أدائهم الأكاديمي ينخفض بشكل ملحوظ عن مستوى القدرات التي يمتلكونها، فبعضهم يواجه مشكلات جمه في تعلم الرياضيات، في حين ان أكثرهم يعاني من مشكلات في تعلم وإتقان القراءة والكتابة، ومن الممكن مساعدتهم في التغلب على هذه المشكلا