فاعلية استخدام التعلم التعاوني في تنمية مهارات التواصل وبعض المفاهيم الفلسفية لدى طلاب الصف الأول الثانوي من خلال تدريس مادة الفلسفة

سعاد محمد محمد عبد المنعم;

Abstract


أولا: المقدمة:
يشهد العالم اليوم تطورات وتغيرات هائلة وسريعة في شتى المجالات كما وكيفا، مما يجعله يتميز بالانفجار المعرفي والتقدم التكنولوجي، وهذا يتطلب إعداد جيل قادر على مواجهة ذلك ومسايرته والتكيف معه، ولا يتحقق ذلك إلا بإعمال العقل، والقدرة على المبادرة والنقد البناء، وإنتاج المعلومات بالتفاوض والحوار والتواصل مع الآخرين واتخاذ القرارات من أجل الإبداع والابتكار.
ويعد التواصل الوسيلة الأساسية والمشتركة بين جميع البشر، فهو مهارة ليست فطرية ، وإنما تكتسب من خلال تبادل واكتساب الأفراد للمعلومات وتكوين وإشباع الاتجاهات ، واستعراض الأخبار وتناقل وجهات النظر، فالتواصل هو الأداة الفاعلة للتغير والتطوير والتفاعل بين الأفراد والجماعات.
وتتم عملية التواصل من خلال اللغة بأشكالها ومضامينها وفنونها المختلفة، فباللغة يحدث الاتصال والتواصل، ويتشكل السلوك، وتتطور العلاقات الإنسانية، كما أن توظيف مهارات اللغة ( الاستماع ـ التحدث ـ القراءة ـ الكتابة) يحقق أهداف التواصل بأشكاله وأنواعه المختلفة. فمهارات التواصل الشفوي أقدم عمليات التواصل، فقد عرفه الإنسان وأدرك أهميته منذ أمد بعيد، فهو يدخل في كل مناشط الحياة، فتواصل المعلم مع طلابه داخل البيئة الصفية يعد دربا من دروب التواصل الإنساني في أثناء دراسة المناهج الدراسية داخل كليات التربية التي تسعى إلى توفير معايير الجودة العالمية كأحد معايير برامج إعداد المعلم ؛ لأن نجاح عملية التعليم والتعلم مرهون بقدرة ومهارة المعلم على التواصل مع طلابه.
ويعد التواصل اللفظي هو الشكل الشائع من أشكال وأنواع التواصل ؛ حيث تستخدم فيه اللغة المنطوقة، فيعتمد التواصل اللفظي على الكلمات والأفكار والمعلومات والمفاهيم والاتجاهات والمهارات المنطوقة في شكل الرسالة بين المرسل والمستقبل، إذن فالتعلم يحدث هنا نتيجة لوجود رسالة منقولة بين المعلم والمتعلم، فقد يكون التواصل في هذا الشكل لفظيا أو صوتيا، فالتواصل اللفظي هو الكلام المباشر والكلمات، والجمل، والتواصل الصوتي يكون بالاختلاف في إيقاع الصوت إما بالارتفاع أو الانخفاض. وقد يكون التواصل كتابيا بحيث يكون على السبورة أو مكتوب على شفافية أو في أوراق عمل.
ويشتمل التواصل غير اللفظي على دروب التواصل التي لا تستخدم الألفاظ وتتمثل في حركات الجسم، وتعبيرات الوجه، والملابس، والألوان والموسيقى، والإيماءات الرمزية.
فالتواصل بين المعلم والمتعلمين يؤدي دور حلقة الوصل بين الجهود الذهنية والجسمية لهم، وتنسق أوجه النشاط المختلفة التي يقوم بها المعلمون في المدرسة، وتجعل طرفي عملية التواصل طريقا منتجا متعاونا ، مما يحقق الأهداف التربوية، وييسر الحصول على المعلومات، والفهم اللازم من قبل المتعلمين، فالتواصل الجيد بين المعلم والمتعلمين يمكنهم من العمل المشترك بشكل فاعل ، ويقلل من المشكلات التي يمكن أن تنجم من ذلك.
ولن يتحقق ذلك الأمر إلا من خلال الحوار الذي تعتمد عليه الفلسفة في نشر مذاهبها العقلية أو تياراتها الفكرية التي تتضمن عديداً من المفاهيم الفلسفية والعقلية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأيديولوجية المختلفة. وهذا يشكل تحديا أمام الطلاب في متابعة وفهم هذه المفاهيم ، مما يتطلب إعادة تنظيم لهذه المفاهيم، وقد تعددت تعريفات المفاهيم على النحو التالي:
1- تعريف أحمد اللقاني وعلي الجمل (2003 : 282) بأنها تجريد تعبر عنه بكلمة أو رمز يشير إلى مجموعة من الأشياء أو الأنواع أو الأحداث التي تتميز بخصائص أو سمات مشتركة.
2- تعريف فخري رشيد (2006 : 325) بأنها مجموعة من السمات المميزة والمشتركة التي يلتقي عندها جميع أفراد الصنف الواحد أو الفئة الواحدة.
ويلاحظ أن هذه التعريفات تتفق على مجموعة من السمات التي تميز المفهوم عن غيره من جوانب التعلم الأخرى ، وهي:
1- المفهوم تجريد للخصائص المشتركة لمجموعة من الأشياء.
2- لكل مفهوم أمثلة تنطبق عليه ، مثل: مفهوم (فلسفة) فلها أمثلة تدل عليه مثل فلسفة يونانية وعصور وسطى وحديثة ... الخ.
ويعد تنمية المفاهيم الفلسفية لدى طلاب المرحلة الثانوية من الأهداف التربوية والتعليمية.
ونستخلص من ذلك أن المفهوم هو كلمة أو مجموعة كلمات تعبر عن فكرة عامة تتعلق بطبيعة شيء معين أو علاقاته بالأشياء الأخرى ، ، فالمفاهيم بمثابة أدوات عامة تستخدم في البحث العلمي، فهي تعتبر ضرورة تعليمية وتشكل أساس اللغة، فهي مركبات عقلية تعكس وجهات نظر معينة.
فإذا كانت مشكلة أي علم تتمثل في تحديد مفاهيمه الفنية فإنه في ميدان الفلسفة تعتبر المصطلحات الفلسفية هي مفاتيح فهم الفلسفة، ولعل ما تتسم به الفلسفة من تجريد وغموض يرجع إلى المفاهيم الفلسفية التي تتميز بالتعقيد والغموض وعدم التحديد، الأمر الذي يتطلب تعريف الطلاب بالمفاهيم الفلسفية الأساسية ومحاولة تحديدها بطريقة سليمة حتى لا يكون لها انعكاساتها التربوية السيئة في نفوس الطلاب حول الفلسفة ودراستها.
والفلسفة كانت ومازالت تبحث عن استراتيجيات حديثة وغير تقليدية لاستخدامها في تدريس الحقائق والمفاهيم والمعلومات والنظريات المعرفية ؛ لتكوين الاتجاهات والقيم والتدريب على مهارات التفكير والاتصال والتواصل بكل أنواعه.
ويعد التعلم التعاوني إحدى استراتيجيات التدريس الحديثة التي تهدف إلى تحسين وتنشيط عملية التواصل لدى الطلاب الذين يعملون في مجموعات يعلم بعضهم البعض، بحيث يشعر كل من أفراد المجموعة بالمسئولية تجاه مجموعته (محبات أبو عميرة، 1997 : 181). ويهدف التعلم التعاوني إلى المناقشة والحوار واحترام عملية المشاركة داخل الفصل ، مما يؤدي إلى تنمية التفكير لدى هؤلاء الطلاب ومساعدتهم في بلوغ أهدافهم (عبد السلام، 2000، ص92) ويقضي على الملل الذي يصيب هؤلاء من خلال تدريس مادة الفلسفة بالطرق التقليدية ، ويجعل المادة التعليمية مثيرة ومشوقة، ويخفف من انطوائهم ويحببهم في الفلسفة (سعد جابر، 2001 : 7) وللتعلم التعاوني طرق تدريس عديدة منها تقسيم فرق التحصيل الطلابية.
Student teams: Achievement Division (ST AD)
• الصورة المقطوعة: Jigsaw
• التعلم معا. Learning together
• طرق المشروعات الجماعية: Group progect Method
• المدخل البنائي: The structural Approach
• خرائط المفاهيم التعاونية: Cooperative Concept Napping
• طرق تفاعل الأقران: Peerinteraction Method


Other data

Title فاعلية استخدام التعلم التعاوني في تنمية مهارات التواصل وبعض المفاهيم الفلسفية لدى طلاب الصف الأول الثانوي من خلال تدريس مادة الفلسفة
Other Titles “The Effectiveness of using cooperative learning in developing the communication skills and some philosophical concepts of first Year secondary students in teaching philosophy”
Authors سعاد محمد محمد عبد المنعم
Issue Date 2015

Attached Files

File SizeFormat
G11268.pdf266.43 kBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 23 in Shams Scholar
downloads 8 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.