النص المخطوط لكتاب " أصول الحكم في نظام الأمم" لإبراهيم متفرقة دراسة وتحقيق وترجمة
طارق شهاب أحمد;
Abstract
تُعد الدولة العثمانية أطول الدول الإسلامية عهداً، حيث استمرت لفترة تزيد على ستة قرون، وكذلك كانت أطولها في مراحل نشأتها وانحدارها ثم انهيارها في بدايات القرن العشرين. وهي مثل أي دولة أخرى مرت بفترات ازدهار وانحطاط، وحاول مفكروها تقديم حلول وإرشادات تساعد على تقوية عضد الدولة، واستعادة مكانتها بين الأمم كما كانت منذ البداية.
وتعددت رؤى الإصلاح منذ بداية القرن السابع عشر الميلادي، مروراً بالقرن الثامن عشر، وانتهاءً بفترة التنظيمات في القرن التاسع عشر. وبرزت العديد من الأسماء التي أسهمت بتدوين الكتب والرسائل الإصلاحية، وتقديمها إلى العديد من السلاطين، وتنوعت مبادراتهم ما بين الاهتمام بإصلاح الجانب الإقتصادي أو الإداري أو العسكري.
وكان من بين هؤلاء المفكرين "إبراهيم متفرقة" المجري الأصل، والذي التحق بخدمة الدولة العثمانية في شبابه، وأعلن إسلامه، وأخلص في خدمته للدولة بكافة الطرق، وكان صاحب فضل في إدخاله المطبعة - للطباعة بالحروف العربية - للمرة الأولى في تاريخ الدولة العثمانية، ولم يكتف بهذا فحسب، بل قدم العديد من الأعمال والمؤلفات التي حاول من خلالها تقديم العلم والمعرفة.
ولعل أهم أعماله التي قام بتدوينها كتابه: "أصول الحِكم في نظام الأمم" الذي كتبه عام 1144هـ/1730م، وعرض من خلاله أفكاره المتعلقة بإصلاح وتجديد المؤسسة العسكرية في الجيش العثماني بعد الهزائم المتوالية التي حاقت به. ومن أهم ما تميز به هذا الكتاب هو اشتماله على مقارنات بين الطرق العسكرية القديمة - في الدولة العثمانية خاصة والدول الإسلامية عامة - ومثيلاتها الحديثة في الدول الأوروبية في مطلع القرن الثامن عشر، ومحاولة مؤلفه جذب أنظار رجال الدولة العثمانية للوقوف على التفاوت الواضح بين القدرة العسكرية والتنظيم في الجيش العثماني ونظيره الأوروبي، خصوصاً أنه كان على علم بالتنظيم والتشكيل العسكري للجيوش الأوروبية.
وصدر هذا الكتاب - أيضاً - والدولة العثمانية تكاد تكون في أمس الحاجة إلى من يأخذ بيدها ويرشدها إلى سبل التقدم والرقي بعد سلسلة الإخفاقات الحربية التي مُنيت بها، وخسارتها للكثير من أراضيها جراء هذه الإخفاقات، فكان هذا العمل الفكري الذي دق أجراس التنبيه للحذر من الاختلافات الشديدة بين المؤسسات العسكرية العثمانية والأوروبية، وحاول أن ينتهج النهج الصحيح في التنظير لتدعيم القوة العسكرية للدولة العثمانية لاستعادة بريقها ومعاودة انتصارتها من جديد.
وقد وقع الاختيار على الكتاب المذكور لترجمته إلى اللغة العربية من نصه الأصلي المخطوط، وتحقيقه، ومحاولة إلقاء الضوء على الجوانب الإصلاحية التي اشتمل عليها الكتاب في الجانب العسكري، وغيره من الجوانب كعلم الجغرافيا ودعوة مؤلف الكتاب للاهتمام به والعمل على تدعيمه ونشره.
الدراسات السابقة:
اهتمت معظم الدراسات السابقة المتناولة لشخصية "إبراهيم متفرقة" بعمله المهم وهو إدخال المطبعة إلى الدولة العثمانية بشكل مفصل في القرن الثامن عشر الميلادي، ولكن لم يُسلط الضوء بشكل كافٍ على فكره الإصلاحي أو على كتابه "أصول الحِكم في نظام الأمم". ولذلك لم أتوقف كثيراً عند مسألة الطباعة والمطبعة في البحث، وإنما انصب تركيزي على دراسة وتحليل منهج متفرقة الفكري من خلال كتابه المذكور آنفاً.
منهج الدراسة:
تنقسم خطة الدراسة إلى قسمين، واشتمل القسم الأول من الدراسة على أربعة مباحث جاءت كالتالي: المبحث الأول، وتناول أهم سمات الدولة العثمانية منذ نشأتها، وكذلك أهم أسباب الضعف التي لحقت بالدولة العثمانية، وانقسمت إلى أسباب داخلية وأخرى خارجية، وتنوعت ما بين فساد الإدارة المركزية في الدولة، وقلة الخبرة السياسية لدى بعض السلاطين، بالإضافة إلى سوء أحوال الجيش العثماني والأسطول البحري، وتدهور الوضع المالي والأحوال الاقتصادية بشكل عام. كما كانت الهزائم المتتالية التي تعرضت لها الدولة من العوامل القوية التي فرضت عليها وضعاً متأخراً بين الدول المحيطة بها.
كما تناول المبحث بعض محاولات الإصلاح التي قام بها مفكرون ورجال دولة عثمانيون، كان من بينهم "لطفي باشا"، و"حسن كافي الآقحصاري"، و"قوجي بك"؛ حيث قاموا بكتابة أفكارهم الإصلاحية وتقديمها إلى السلاطين للمساهمة في عرض أسباب تعثر الدولة ووضع حلول لها.
أما المبحث الثاني فكان عنوانه "أحوال الدولة العثمانية في مطلع القرن الثامن عشر الميلادي/الثاني عشر الهجري"، وتناولت فيه الدراسة عرضاً لنتائج الهزائم العسكرية التي مُنيت بها الدولة العثمانية وما استتبع ذلك من معاهدات مجحفة بحقها، وأهم الوقائع والأزمات التي دارت رحاها في تلك الفترة المهمة من تاريخ الدولة العثمانية.
وجاء المبحث الثالث بعنوان "إبراهيم متفرقة، نشأته، وثقافته، ودوره في الدولة العثمانية"؛ وتضمن سرداً لنشأة متفرقة الأوروبية، وكيفية التحاقه بخدمة الدولة العثمانية، وأهم الأعمال التي قام بها، وكذلك دوره في إنشاء أول مطبعة في التاريخ الإسلامي.
وانتهى القسم الأول من الدراسة بالمبحث الرابع وعنوانه "كتاب أصول الحِكم في نظام الأمم وأهميته في الفكر العثماني"، وتناولت فيه الدراسة الكتاب بالتحليل والشرح، وعرضت لأفكار مؤلفه الإصلاحية التي حاول تقديمها لكي تُطبق في المؤسسة العسكرية العثمانية وذلك بالاستعانة بالطرق الأوروبية الحديثة - حينها - للمساهمة في تطوير الجيش العثماني.
أما القسم الآخر من الدراسة فقد تضمن ترجمة لكتاب "أصول الحِكم في نظام الأمم" من اللغة التركية العثمانية إلى اللغة العربية وتحقيقه باستخدام منهج تحقيق النصوص.
وقد اتبع الباحث منهج البحث التاريخي من خلال استقراء الأحداث والوقوف على المصادر والمراجع التركية والإنجليزية والعربية المختلفة، وكذلك منهج تحقيق النصوص في القسم الخاص بترجمة الكتاب وتحقيقه.
وتعددت رؤى الإصلاح منذ بداية القرن السابع عشر الميلادي، مروراً بالقرن الثامن عشر، وانتهاءً بفترة التنظيمات في القرن التاسع عشر. وبرزت العديد من الأسماء التي أسهمت بتدوين الكتب والرسائل الإصلاحية، وتقديمها إلى العديد من السلاطين، وتنوعت مبادراتهم ما بين الاهتمام بإصلاح الجانب الإقتصادي أو الإداري أو العسكري.
وكان من بين هؤلاء المفكرين "إبراهيم متفرقة" المجري الأصل، والذي التحق بخدمة الدولة العثمانية في شبابه، وأعلن إسلامه، وأخلص في خدمته للدولة بكافة الطرق، وكان صاحب فضل في إدخاله المطبعة - للطباعة بالحروف العربية - للمرة الأولى في تاريخ الدولة العثمانية، ولم يكتف بهذا فحسب، بل قدم العديد من الأعمال والمؤلفات التي حاول من خلالها تقديم العلم والمعرفة.
ولعل أهم أعماله التي قام بتدوينها كتابه: "أصول الحِكم في نظام الأمم" الذي كتبه عام 1144هـ/1730م، وعرض من خلاله أفكاره المتعلقة بإصلاح وتجديد المؤسسة العسكرية في الجيش العثماني بعد الهزائم المتوالية التي حاقت به. ومن أهم ما تميز به هذا الكتاب هو اشتماله على مقارنات بين الطرق العسكرية القديمة - في الدولة العثمانية خاصة والدول الإسلامية عامة - ومثيلاتها الحديثة في الدول الأوروبية في مطلع القرن الثامن عشر، ومحاولة مؤلفه جذب أنظار رجال الدولة العثمانية للوقوف على التفاوت الواضح بين القدرة العسكرية والتنظيم في الجيش العثماني ونظيره الأوروبي، خصوصاً أنه كان على علم بالتنظيم والتشكيل العسكري للجيوش الأوروبية.
وصدر هذا الكتاب - أيضاً - والدولة العثمانية تكاد تكون في أمس الحاجة إلى من يأخذ بيدها ويرشدها إلى سبل التقدم والرقي بعد سلسلة الإخفاقات الحربية التي مُنيت بها، وخسارتها للكثير من أراضيها جراء هذه الإخفاقات، فكان هذا العمل الفكري الذي دق أجراس التنبيه للحذر من الاختلافات الشديدة بين المؤسسات العسكرية العثمانية والأوروبية، وحاول أن ينتهج النهج الصحيح في التنظير لتدعيم القوة العسكرية للدولة العثمانية لاستعادة بريقها ومعاودة انتصارتها من جديد.
وقد وقع الاختيار على الكتاب المذكور لترجمته إلى اللغة العربية من نصه الأصلي المخطوط، وتحقيقه، ومحاولة إلقاء الضوء على الجوانب الإصلاحية التي اشتمل عليها الكتاب في الجانب العسكري، وغيره من الجوانب كعلم الجغرافيا ودعوة مؤلف الكتاب للاهتمام به والعمل على تدعيمه ونشره.
الدراسات السابقة:
اهتمت معظم الدراسات السابقة المتناولة لشخصية "إبراهيم متفرقة" بعمله المهم وهو إدخال المطبعة إلى الدولة العثمانية بشكل مفصل في القرن الثامن عشر الميلادي، ولكن لم يُسلط الضوء بشكل كافٍ على فكره الإصلاحي أو على كتابه "أصول الحِكم في نظام الأمم". ولذلك لم أتوقف كثيراً عند مسألة الطباعة والمطبعة في البحث، وإنما انصب تركيزي على دراسة وتحليل منهج متفرقة الفكري من خلال كتابه المذكور آنفاً.
منهج الدراسة:
تنقسم خطة الدراسة إلى قسمين، واشتمل القسم الأول من الدراسة على أربعة مباحث جاءت كالتالي: المبحث الأول، وتناول أهم سمات الدولة العثمانية منذ نشأتها، وكذلك أهم أسباب الضعف التي لحقت بالدولة العثمانية، وانقسمت إلى أسباب داخلية وأخرى خارجية، وتنوعت ما بين فساد الإدارة المركزية في الدولة، وقلة الخبرة السياسية لدى بعض السلاطين، بالإضافة إلى سوء أحوال الجيش العثماني والأسطول البحري، وتدهور الوضع المالي والأحوال الاقتصادية بشكل عام. كما كانت الهزائم المتتالية التي تعرضت لها الدولة من العوامل القوية التي فرضت عليها وضعاً متأخراً بين الدول المحيطة بها.
كما تناول المبحث بعض محاولات الإصلاح التي قام بها مفكرون ورجال دولة عثمانيون، كان من بينهم "لطفي باشا"، و"حسن كافي الآقحصاري"، و"قوجي بك"؛ حيث قاموا بكتابة أفكارهم الإصلاحية وتقديمها إلى السلاطين للمساهمة في عرض أسباب تعثر الدولة ووضع حلول لها.
أما المبحث الثاني فكان عنوانه "أحوال الدولة العثمانية في مطلع القرن الثامن عشر الميلادي/الثاني عشر الهجري"، وتناولت فيه الدراسة عرضاً لنتائج الهزائم العسكرية التي مُنيت بها الدولة العثمانية وما استتبع ذلك من معاهدات مجحفة بحقها، وأهم الوقائع والأزمات التي دارت رحاها في تلك الفترة المهمة من تاريخ الدولة العثمانية.
وجاء المبحث الثالث بعنوان "إبراهيم متفرقة، نشأته، وثقافته، ودوره في الدولة العثمانية"؛ وتضمن سرداً لنشأة متفرقة الأوروبية، وكيفية التحاقه بخدمة الدولة العثمانية، وأهم الأعمال التي قام بها، وكذلك دوره في إنشاء أول مطبعة في التاريخ الإسلامي.
وانتهى القسم الأول من الدراسة بالمبحث الرابع وعنوانه "كتاب أصول الحِكم في نظام الأمم وأهميته في الفكر العثماني"، وتناولت فيه الدراسة الكتاب بالتحليل والشرح، وعرضت لأفكار مؤلفه الإصلاحية التي حاول تقديمها لكي تُطبق في المؤسسة العسكرية العثمانية وذلك بالاستعانة بالطرق الأوروبية الحديثة - حينها - للمساهمة في تطوير الجيش العثماني.
أما القسم الآخر من الدراسة فقد تضمن ترجمة لكتاب "أصول الحِكم في نظام الأمم" من اللغة التركية العثمانية إلى اللغة العربية وتحقيقه باستخدام منهج تحقيق النصوص.
وقد اتبع الباحث منهج البحث التاريخي من خلال استقراء الأحداث والوقوف على المصادر والمراجع التركية والإنجليزية والعربية المختلفة، وكذلك منهج تحقيق النصوص في القسم الخاص بترجمة الكتاب وتحقيقه.
Other data
| Title | النص المخطوط لكتاب " أصول الحكم في نظام الأمم" لإبراهيم متفرقة دراسة وتحقيق وترجمة | Other Titles | The handwritten text of the book "The Principles of judgment in the Nations’ rules" | Authors | طارق شهاب أحمد | Issue Date | 2015 |
Recommend this item
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.