تصور مقترح لتحويل مدارس الحلقة الأولي من التعليم الأساسي بجمهورية مصر العربية إلي مجتمعات تعلم مهنية

Abstract

يشهد العصر الحالي وخاصة في الآونة الأخيرة العديد من التغييرات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية نتيجة للتطور العلمي والمعرفي الفائق السرعة والمتبادل في جميع أنحاء العالم من خلال وسائل الاتصال الحديثة، والتي تسهل عملية التبادل المعرفي، ونتيجة لهذه التغييرات السريعة والمتلاحقة، تطلب الأمر إعادة النظر إلى مدخلات النظام التعليمي ككل، والتي من أهمها المدرسة، وتغيير الوضع الراهن لها غير القادر على تكوين شخصيات متفتحة للعلم ومُطورة له، ومن ثَم أصبح التغيير للمدرسة أمرًا ضروريًّا ولازمًا لها، وتم البحث في بعض الاتجاهات الإدارية الحديثة التي تنادي بالتغيير، والتي كان من بينها - والملائم للتغيير والتطوير المستمر للمدرسة - هو مجتمع التعلم المهني، حيث يشترك فيه جميع أعضاء المجتمع المدرسي من إداريين، ومعلمين، وعاملين، وأعضاء مجلس الأمناء والآباء والمعلمين، وأولياءالأمور غير أعضاء المجلس، وكذلك مؤسسات المجتمعين المدني والمحلي في العمل والتعلم معًا؛ وذلك من أجل إنجاز الطالب، وتحسين مستوى أدائه، وأيضًا من أجل تحقيق رؤية المدرسة ورسالتها وأهدافها المشتركة. وكانت هناك بعض الآليات التي من الممكن أن تساهم في تحويل المدرسة إلى مجتمع تعلم مهني، ومن بين هذه الآليات: المشاركة المجتمعية، وتمثلت من خلال آلية مجلس الأمناء والآباء والمعلمين ودوره في تحويل المدرسة إلى مجتمع تعلم مهني، ومن ذلك أيضًا الجمعيات الأهلية التي تعد من أهم آليات تفعيل المشاركة المجتمعية داخل المدرسة، وهي من أهم مؤسساتالمجتمع المدني؛ والتي تستخدم من أجل ربط المدرسة بالمجتمع المحيط بها، وذلك من خلال توفير بعض الإمكانيات والموارد اللازمة والضرورية للمدرسة مثل الموارد المادية والتكنولوجية وغيرها، ولكي يتم قبول أعضاء المجتمع المدرسي تفعيل دور المشاركة المجتمعية داخل المدرسة ومساهمتها في تطوير العملية التعليمية، ينبغي تهيئة ثقافة مدرسية جديدة، تدعم وتساند قيم المشاركة والعمل الجماعي والتعاون بينهم، وتكون ملائمة للمدرسة كمجتمع تعلم مهني،وهذا هو دور ثقافة التعلم والتي تعد الحجر الأساسي في بناء مجتمع التعلم المهني، ويتطلب لهذه الثقافة الجديدة قيادة مدرسية فعالة قادرة على إحداث التغيير والتطوير والتحسين المدرسي المستمر.