مشكلة الأكراسيا فى الفكر اليونانى من سقراط إلى أفلوطين
منى إبراهيم إبراهيم خليل حجازى;
Abstract
الأك ا رسيا ىى مشكمة أخلاقية يعانى منيا الكثيرون فى عصرنا الحالى، ىى مشكمة تفرضيا
طبيعة العصر الذى يعج بالص ا رع والتناقض والا زدواجية والكيل بمكيالين، ىى أزمة يعانى
فييا الإنسان حالة من الص ا رع بين بدائل متعارضة، ص ا رع ناتج عن ضرورة اتخاذه ق ا رر
بصدد موضوع محدد، فيى تعبر عن الص ا رع بين مبادئو العقمية السميمة ورغباتو التى تفرضيا
عميو ظروف العصر، فيى حالة من الانفصال بين الأقوال والأفعال، الانفصال بين
الاعتقادات والرغبات.
ويعد ىذا البحث ىو محاولة لاستميام ت ا رث القدماء من أجل فيم حقيقة ىذه المشكمة،
اويجاد الحمول ليذه المشكمة التى تحول دون الالت ا زم بمبادئنا الفاضمة، وتيزم إ ا ردتنا وتجعمنا
نفشل فى فعل الخير الذى نعرفو، ونفشل فى تحقيق أىدافنا الفاضمة.
وتيدف ىذه الد ا رسة إلى تفسير مشكمة الأك ا رسيا عند فلاسفة اليونان اويضاح دور
الفانتازيا والرغبة غير العاقمة فى ىذا التفسير، وفيم الإنك ا رتيا ودورىا فى التخمص من
الأك ا رسيا. نستند فى فيمنا ليذه المشكمة إلى عدة مفاىيم أو موضوعات ىامة نفسر الأك ا رسيا
بالاعتماد عمييا مثل الفعل ضد حكم العقل السميم، الص ا رع بين الرغبات أو الق ا ر ا رت، اليزيمة،
الأك ا رسيا القوية، أحكام الفانتازيا، الرغبة غير العاقمة، الت ا زمن بين الاعتقاد والرغبة، صناعة
الق ا رر أو الاختيار، التردد فى ق ا ر ا رتنا وأفعالنا، اولقياس العممى. ويمقى ىذا التفسير الضوء عمى
عدة مشكلات ذات صمة بالأك ا رسيا مثل الاندفاع، الشذوذ الجنسى، قضم الأظافر، الإدمان،
التدخين، إدمان الطعام، عدم القدرة عمى التحمل أو الصمود، اليمجية أو التوحش وغيرىا.
وتتكون هذه الد ا رسة من مقدمة وخمسة فصول وخاتمة
وتشمل المقدمة حدود الد ا رسة وأىميتيا، واستفسا ا رت البحث الاساسية، والمنيج المستخدم فى
الد ا رسة ، وأخي ا رً عرض لما تحتويو فصول البحث.
الفصل الأول "الأك ا رسيا بين الإنكار والاعت ا رف عند سق ا رط"
يمقى ىذا الفصل الضوء عمى الخلاف بين الباحثين حول مشكمة الأك ا رسيا عند سق ا رط،
إذ ينقسم الباحثين إلى فريقين، فريق يؤكد إنكار سق ا رط للأك ا رسيا، ويستند فى ىذا إلى تأكيده
عمى التلازم بين الاعتقاد والرغبة، وانكاره وجود الرغبة غير العاقمة وقدرتيا عمى إصدار أحكام
ب
تعارض أحكام العقل، ووصفو لمفانتازيا المسئولة عن فعل الشر بأنيا أحكام خاطئة تخص
العقل وحده الفانتازيا.
والفريق الآخر يؤكد اعت ا رفو بوجود الرغبة غير العاقمة وقدرتيا عمى معارضة أحكام العقل
مما يجعل الإنسان قادر عمى فعل خلاف حكمو العاقل السميم، ولكن خلاف حكمو السابق
عمى الفعل وليس الموجود لحظة الفعل، فالأك ا رسيا عند سق ا رط ىى تردد من وقت لآخر بين
أحكام العقل، وليست ص ا رع بين أحكام عاقمة وغير عاقمة فى نفس الوقت.
والفصل الثانى "أك ا رسيا أفلاطون بين الاعتقاد والرغبة"
يتعامل ىذا الفصل مع التفسير المزدوج لمفانتازيا عند أفلاطون، ومردود ىذه الرؤية
الثنائية عمى تفسيره للأك ا رسيا، وتأثير ذلك عمى تصنيفو لأنواع الأك ا رسيا إلى أك ا رسيا الص ا رع
اولأك ا رسيا العقمية، ويتعامل كذلك مع مفيوم الإنك ا رتيا وتطور المفيوم والفرق بين الإنك ا رتيا
اولاعتدال، ودور الإنك ا رتيا فى التخمص من الأك ا رسيا.
والفصل الثالث " قوة الرغبة فى أك ا رسيا أرسطو"
ييتم ىذا الفصل بإيضاح دور العقل والرغبة فى تفسير أرسطو لمفعل لما لو من تأثير
مباشر عمى طبيعة تفسيره للأك ا رسيا، وعرضنا دور الفانتازيا والقياس العممى فى تفسيره
للأك ا رسيا، وأنواع الأك ا رسيا والتى يقسميا إلى: أك ا رسيا الضعف، الأك ا رسيا المشوشة، أك ا رسيا
الاندفاع، أك ا رسيا بسيطة وأك ا رسيا بالتشابو، أك ا رسيا متحفظة وغير متحفظة. وعرضنا طريقتو
لمتخمص من الأك ا رسيا، وعرضنا الفارق بين الأك ا رسيا و الشره و الإنك ا رتيا عند أرسطو.
الفصل ال ا ربع "أك ا رسيا الرواقية: ص ا رع حقيقى أم تردد بين أحكام عقمية "
يتعامل ىذا الفصل مع معنى الأك ا رسيا والإنك ا رتيا وأىميتيما فى تصنيف الرذائل
والفضائل عند الرواقية القديمة، وعرضنا لفضيمة الإنك ا رتيا ومعناىا ودورىا فى اكتساب
الفضيمة عند كميانتس، وعرضنا أك ا رسيا كريسبوس بين وحدة النفس وثنائية ص ا رع ميديا،
والفارق لديو بين الانفعال والاك ا رسيا، وفى الأك ا رسيا عند سنيكا عرضنا تفسيره للاندفاع،
واحتمالات اعت ا رفو بالأك ا رسيا و الص ا رع داخل النفس، و فى الأك ا رسيا عند أبكتيتوس عرضنا
تفسيره لأك ا رسيا الاندفاع و أك ا رسيا ميديا، والفارق بين أك ا رسيا ميديا عند أبكتيتوس والأك ا رسيا
الضعيفة والقوية فى فمسفة الفعل المعاصر، وطريقتو لمتخمص من الاندفاع والأك ا رسيا.
ت
طبيعة العصر الذى يعج بالص ا رع والتناقض والا زدواجية والكيل بمكيالين، ىى أزمة يعانى
فييا الإنسان حالة من الص ا رع بين بدائل متعارضة، ص ا رع ناتج عن ضرورة اتخاذه ق ا رر
بصدد موضوع محدد، فيى تعبر عن الص ا رع بين مبادئو العقمية السميمة ورغباتو التى تفرضيا
عميو ظروف العصر، فيى حالة من الانفصال بين الأقوال والأفعال، الانفصال بين
الاعتقادات والرغبات.
ويعد ىذا البحث ىو محاولة لاستميام ت ا رث القدماء من أجل فيم حقيقة ىذه المشكمة،
اويجاد الحمول ليذه المشكمة التى تحول دون الالت ا زم بمبادئنا الفاضمة، وتيزم إ ا ردتنا وتجعمنا
نفشل فى فعل الخير الذى نعرفو، ونفشل فى تحقيق أىدافنا الفاضمة.
وتيدف ىذه الد ا رسة إلى تفسير مشكمة الأك ا رسيا عند فلاسفة اليونان اويضاح دور
الفانتازيا والرغبة غير العاقمة فى ىذا التفسير، وفيم الإنك ا رتيا ودورىا فى التخمص من
الأك ا رسيا. نستند فى فيمنا ليذه المشكمة إلى عدة مفاىيم أو موضوعات ىامة نفسر الأك ا رسيا
بالاعتماد عمييا مثل الفعل ضد حكم العقل السميم، الص ا رع بين الرغبات أو الق ا ر ا رت، اليزيمة،
الأك ا رسيا القوية، أحكام الفانتازيا، الرغبة غير العاقمة، الت ا زمن بين الاعتقاد والرغبة، صناعة
الق ا رر أو الاختيار، التردد فى ق ا ر ا رتنا وأفعالنا، اولقياس العممى. ويمقى ىذا التفسير الضوء عمى
عدة مشكلات ذات صمة بالأك ا رسيا مثل الاندفاع، الشذوذ الجنسى، قضم الأظافر، الإدمان،
التدخين، إدمان الطعام، عدم القدرة عمى التحمل أو الصمود، اليمجية أو التوحش وغيرىا.
وتتكون هذه الد ا رسة من مقدمة وخمسة فصول وخاتمة
وتشمل المقدمة حدود الد ا رسة وأىميتيا، واستفسا ا رت البحث الاساسية، والمنيج المستخدم فى
الد ا رسة ، وأخي ا رً عرض لما تحتويو فصول البحث.
الفصل الأول "الأك ا رسيا بين الإنكار والاعت ا رف عند سق ا رط"
يمقى ىذا الفصل الضوء عمى الخلاف بين الباحثين حول مشكمة الأك ا رسيا عند سق ا رط،
إذ ينقسم الباحثين إلى فريقين، فريق يؤكد إنكار سق ا رط للأك ا رسيا، ويستند فى ىذا إلى تأكيده
عمى التلازم بين الاعتقاد والرغبة، وانكاره وجود الرغبة غير العاقمة وقدرتيا عمى إصدار أحكام
ب
تعارض أحكام العقل، ووصفو لمفانتازيا المسئولة عن فعل الشر بأنيا أحكام خاطئة تخص
العقل وحده الفانتازيا.
والفريق الآخر يؤكد اعت ا رفو بوجود الرغبة غير العاقمة وقدرتيا عمى معارضة أحكام العقل
مما يجعل الإنسان قادر عمى فعل خلاف حكمو العاقل السميم، ولكن خلاف حكمو السابق
عمى الفعل وليس الموجود لحظة الفعل، فالأك ا رسيا عند سق ا رط ىى تردد من وقت لآخر بين
أحكام العقل، وليست ص ا رع بين أحكام عاقمة وغير عاقمة فى نفس الوقت.
والفصل الثانى "أك ا رسيا أفلاطون بين الاعتقاد والرغبة"
يتعامل ىذا الفصل مع التفسير المزدوج لمفانتازيا عند أفلاطون، ومردود ىذه الرؤية
الثنائية عمى تفسيره للأك ا رسيا، وتأثير ذلك عمى تصنيفو لأنواع الأك ا رسيا إلى أك ا رسيا الص ا رع
اولأك ا رسيا العقمية، ويتعامل كذلك مع مفيوم الإنك ا رتيا وتطور المفيوم والفرق بين الإنك ا رتيا
اولاعتدال، ودور الإنك ا رتيا فى التخمص من الأك ا رسيا.
والفصل الثالث " قوة الرغبة فى أك ا رسيا أرسطو"
ييتم ىذا الفصل بإيضاح دور العقل والرغبة فى تفسير أرسطو لمفعل لما لو من تأثير
مباشر عمى طبيعة تفسيره للأك ا رسيا، وعرضنا دور الفانتازيا والقياس العممى فى تفسيره
للأك ا رسيا، وأنواع الأك ا رسيا والتى يقسميا إلى: أك ا رسيا الضعف، الأك ا رسيا المشوشة، أك ا رسيا
الاندفاع، أك ا رسيا بسيطة وأك ا رسيا بالتشابو، أك ا رسيا متحفظة وغير متحفظة. وعرضنا طريقتو
لمتخمص من الأك ا رسيا، وعرضنا الفارق بين الأك ا رسيا و الشره و الإنك ا رتيا عند أرسطو.
الفصل ال ا ربع "أك ا رسيا الرواقية: ص ا رع حقيقى أم تردد بين أحكام عقمية "
يتعامل ىذا الفصل مع معنى الأك ا رسيا والإنك ا رتيا وأىميتيما فى تصنيف الرذائل
والفضائل عند الرواقية القديمة، وعرضنا لفضيمة الإنك ا رتيا ومعناىا ودورىا فى اكتساب
الفضيمة عند كميانتس، وعرضنا أك ا رسيا كريسبوس بين وحدة النفس وثنائية ص ا رع ميديا،
والفارق لديو بين الانفعال والاك ا رسيا، وفى الأك ا رسيا عند سنيكا عرضنا تفسيره للاندفاع،
واحتمالات اعت ا رفو بالأك ا رسيا و الص ا رع داخل النفس، و فى الأك ا رسيا عند أبكتيتوس عرضنا
تفسيره لأك ا رسيا الاندفاع و أك ا رسيا ميديا، والفارق بين أك ا رسيا ميديا عند أبكتيتوس والأك ا رسيا
الضعيفة والقوية فى فمسفة الفعل المعاصر، وطريقتو لمتخمص من الاندفاع والأك ا رسيا.
ت
Other data
| Title | مشكلة الأكراسيا فى الفكر اليونانى من سقراط إلى أفلوطين | Other Titles | A Problem of Akrasia in Greek Thought from Socrates to Plotinus | Authors | منى إبراهيم إبراهيم خليل حجازى | Issue Date | 2015 |
Recommend this item
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.