الالتزام بالتبصير في التعاقد دراسة مقارنة بين القانون المدني والشريعة الإسلامية

Abstract

الالتزام بالتبصير في التعاقد - دراسة مقارنة بين القانون المدني، والشريعة الإسلامية – بحث يدور حول التزام يقع على عاتق أحد العاقدين، أو كليهما، بتبصير العاقد الآخر بما هو مقدم عليه من الدخول في علاقة عقدية، كي تتم تلك العلاقة وتنفذ عن بصيرة من كلا العاقدين. إلاَّ أن الأمر يحتاج لتحديد أكثرعن مرادنا من هذا الالتزام في نطاق علاقة عقدية؛ إذ يتطلب الأمر بيان أهمية البحث، سواء لما يخص الحياة العملية، أو ما يخص مجال القانون. وأود التنويه إلى أن الالتزام محل البحث لا يقتصر على كونه التزامًا في نطاق إنشاء علاقة عقدية فقط، ولكن أتناول هذا الالتزام في إطارٍ أوسع، يشمل مرحلة إتمام التعاقد، حتى التنفيذ، أي تَدَرُجْ هذا الالتزام، لمناسبة علاقة عقدية في مرحلة إنشائها، وأثناء تنفيذها، والوفاء بالالتزامات المترتبة عليها، وبما هو من مستلزمات هذه العلاقة، حتى يتحقق للعاقدين مبتغاهما من التعاقد في إطار العدالة التعاقدية. أما عن مرادنا الشامل بالتبصير، فمؤداه: أن تتم العلاقة العقدية برضاء سليمٍ خالٍ من العيوب، وإرادةٍ حرةٍ واعيةٍ مستنيرةٍ، تنفذ عن تنورٍ وبصيرةٍ، حيث تكون تلك العلاقة مثمرة لكلا العاقدين، محققة لمبتغاهما بأقصى قدرٍ من الفائدة المرجوة، دون جورٍ أو افتئات، وفي إطار من حسن النية. وهو معنى بات راسخاً كأحد أهم المبادئ القانونية، عرَّفته الشريعة الإسلامية، وحضت عليه، لا سيما في نظرية العقد التي يدور بحثنا في إطارها.