النظام الإنتخابي في جمهورية مصر العربية ( دراسة نظرية وتطبيقية)

Abstract

هناك علاقة وطيدة بين الديمقراطية والانتخاب، فلا يمكن الحديث عن وجود نظام ديمقراطي في غياب انتخابات نزيهة وشفافة ، كما ان حق الانتخاب يقع في صدارة الحقوق السياسية ، ولهذا تعنى دساتير الدول بالنص عليه صراحة في أصلابها ، وتحرص على كفالته وتمكين المواطنين المؤهلين لمباشرة حقوقهم السياسية من ممارسته بصورة نزيهة وجدية ، إلا ان العملية الانتخابية ليست ذات نهج ونظام واحد في جميع الدول ، فالدول تختلف في الأخذ بالنظم الانتخابية المختلفة التي تتناسب مع ظروفها الاجتماعية والسياسية ، بل قد تختلف الدولة الواحدة في الأخذ بنظام انتخابي معين أو تركه والأخذ بنظام انتخابي أخر تبعا لتغير ظروفها الاجتماعية والسياسية والقانونية ، و العملية الانتخابية عملية مركبة من سلسلة من المراحل، إذ تبدأ بتقسيم الدوائر الانتخابية واعداد قاعدة بيانات الناخبين ثم مرسوم دعوة هيئة الناخبين، وتنتهي بإعلان النتائج التي تتوقف صحتها أو بطلانها، على مدى نزاهة مختلف مراحل العملية الانتخابية. إن أول ما يترتب على صدور قرار دعوة الناخبين هو ابتداء مرحلة الانتخاب وهي الفترة الزمنية التي يمنح فيها للمرشحين حرية واسعة ليتعرفوا على ناخبيهم ويعلنوا علي برامجهم ومبادئهم وبمعنى آخر يبدأ الصراع السياسي والفكري بين المرشحين سواء كانوا أحزابا أم مستقلين ، من خلال إقناع هيئة الناخبين بالتصويت لصالحهم ، ويمارس من خلالها المرشح أو الحزب حالة انتخابية معينة، بهدف تحقيق الفوز في الانتخابات عن طريق الحصول على أكبر عدد ممكن من أصوات الهيئة الناخبة، و تتوقف سلامة العملية الانتخابية على مدى سلامة الأساليب المتبعة وحياد الادارة تجاه العملية الانتخابية ، ومدى تقيد المتنافسين بالمبادئ التي تحكم سياق العملية الانتخابية ، ومن ثم فأي تنظيم دستوري وقانوني للعملية الانتخابية وحتى يضمن المساواة وحياد السلطة الإدارية وسلامة الإجراءات والوسائل المستخدمة ينبغي أن يتميز بالوضوح والصرامة بما يمنع المساس بحرية المشاركة السياسية في العملية الانتخابية. وتدور الدّراسة حول إشكالية أساسية و تحاول الإجابة عن التساؤل الذي تطرحه،و هي هل أن النظام الانتخابي المصري خلق فعلا مجالا للمشاركة السياسية محفزا بذلك المنافسة السياسية التي يفترض أن تصطحب أي نوع من الاختيار ؟ خاصّة اختيار النخب الحاكمة التي يرمي الانتخاب إلى استخراجها من بين أفراد الشعب لكي تتولّى إدارة وتسيير الشؤون العامّة. ولقد ارتأينا من خلال هذا البحث عرض موضوع النظام الانتخابي من مختلف الجوانب النظرية والقانونية والتطبيقية ، ولذلك تناولنا المقصود بالنظم الانتخابية المختلفة ثم الوسائل والأساليب والمبادئ التي تحكم سياقها، ثم ركزنا على انتخاب رئيس الجمهورية وأعضاء البرلمان وأعضاء المجالس الشعبية المحلية