تأثير الأدب الأمريكي في نشأة القصة البوليسية والجاسوسية وقصص الرعب في الأدب العربي دراسة نقدية مقارنة نماذج مختارة

Abstract

إن الأدب المقارن هو العلم الذي يحاول أن يتخطى الحدود القومية ليعرف ما عند الآخرين؛ ماهو أصيل من آدابهم وما أخذوه واقتبسوه عن غيرهم, وفي محاولته هذه يستكشف عاداتهم وتقاليدهم، بالإضافة إلى أنه يسهم في التعريف بهم لمن يجهلهم. إذن فهو سبيل بين سبل أخرى كثيرة, لكي يجعل هذا العالم أقل تعصبًا وأشمل إنسانية. إنه من غاياته البعيدة دعوة إلى الحب والتفاهم والتعاون. فالأدب المقارن محاولة لدمج الثقافات والآداب, وتقريب وجهات النظر, والإفادة وتبادل الأفكار وتقريب الآراء، وتطوير ما نملك من فنون وآداب، بإدخال عوامل مساعدة من الآداب الأخرى . وأهمية البحث والدراسة, تكمن في نطاق الأدب المقارن ذلك الميدان الأدبي الذي يخشى كثير من الدارسين والباحثين الإقبال عليه والبحث فيه لأسباب كثيرة؛ أهمها ضرورة معرفة الباحث للغة الأجنبية التي سيتخذ من أحد أجناسها الأدبية مجالًا للبحث والدراسة. وذلك لأن " الأدب المقارن هو تقييم عملية التأثير والتأثر وتحقيق رغبة فنية أو إصدار حكم تفضيلي ينتهي إلى تفضيل." نلاحظ أن فان تيجم يطالب بنظرة تقيمية, وألا يكون الهدف من الأدب المقارن هو رصد التشابهات,أو التأثير والتأثر فقط. فالدراسة في الأدب المقارن تقوم على أساس دراسة الوقائع والإحاطة بها إلى جانب رصد التشابهات أوعملية التأثير والتأثر." تقوم الدراسات في الأدب المقارن على أحد مدخلين ؛الأول:هو دراسة كيفية قيام العلاقات بين أدبين أو أكثر وهو ما يسمى كارية ؛علاقات بالوقائع. أما الآخر: فهو دراسة أوجه الشبه بين أدبين أو أكثر بمعنى أوضح؛ بين عملين ينتميين إلى أدبين قوميين أو أكثر. " وهذا التعريف يوضح لنا أن للأدب المقارن أكثر من وظيفة؛ فالأمر لا ينحصر في رصد التشابهات، أو إدراك التأثير والتأثر؛ بل يتخطى الأمر لدراسة الظروف والأحوال المحيطة بالعمل الأدبي حتى ظهر لنا بهذا الشكل, ثم كيف أثر في المبدعين الذين ينتمون لأدب غير الأدب ؟ وإن كان بعض الدارسين اختلفوا في تعريف هذا العلم؛ فكل منهم يقدم له تعريفًا من رؤيته ومنظوره الخاص." وقد كثر الخطأ في تحديد هذا المفهوم في دراسته عندنا حتى اليوم, وفي نشأته في كثير من الأمم, مما كان سببًا في، تعثر الدراسة فيه وتنفير كثير من الدارسين عنه، وتضليل الناس في جداوه ولذا نرى من الضروري أن نبدأ بتحديد معالمه وتوضيحها ." وبما أن ميدان الدراسة هو الأدب المقارن، فقد جاءت المقارنة بين أدبين من الآداب العالمية، أولهما: الأدب العربي صاحب التراث الحافل بالفنون والإبداعات التي ليس لها مثيل، والآخر: هو الأدب الأمريكي ذلك الذي يقدم لنا اليوم روائع الآداب في العصر الحديث، ومن الباحثين من ينظر له على أنه امتداد للأدب البريطاني . الأدب الأمريكي ما هو إلا امتداد للأدب البريطاني، والأدباء الأمريكان ليسوا سوى امتدادًا للأدباء الإنجليز بعد انهيار المجتمع البريطاني، وبعد سقوطه عالميًا في الحرب العالمية الأولى؛ " فقد أحدثت الحرب العالمية الأولى وأحداث أخرى عالمية تغييرات في المعتقدات والأفكار السياسية، وأسفرت هذه الحرب عن اختفاء الإمبراطورية البريطانية ..." ونتج عن ذلك ظهور إمبراطوريات أقوى ولدت من رحم الإمبراطورية الأم، كالإمبراطورية الأمريكية، التي أصبحت تتحكم في عقلية العالم،على مستويات سياسية واقتصادية وأدبية . ومن أهداف الدراسة، محاولة الكشف عن مدى التقارب والتباين بين الأدب العربي والأدب الأمريكي، ومعرفة مدى تأثير كل منهما في الآخر " ومن جدوى هذه الدراسة في الأدب العربي الوقوف على مكانة هذا الأدب بين الآداب الأخرى والكشف عن أوجه التلاقي والتباين بينهما, ولقد كشفت لنا بعض الدراسات المقارنة للأدب عن أثر الأدب العربي في الآداب العالمية وخاصة الأدب العربي القديم مثل كتاب "ألف ليلة وليلة "..."