برنامج مقترح للتربية الوالدية علي ضوء الاحتياجات التربوية للمجتمع الليبي

Abstract

تعد الأسرة الخلية الأولى في البناء الإنساني والاجتماعي ؛ حيث يكتسب الطفل معارفه وخبراته وسلوكياته الاجتماعية الأولى من هذه المؤسسة, وذلك من خلال ما يتعرض له من مثيرات تربوية سواء أكانت إيجابية أم سلبية خلال مراحله النمائية, والتي تسهم في تكوين ملامح شخصيته الذاتية والاجتماعية والخلقية , وهذا يلقي مسئولية كبيرة على الوالدين . وتعتبر الأسرة هى النبع الأساسي الذي يتشرب منه الطفل رحيق الاستقامة أو مرارة الاعوجاج, وهي المجال الاجتماعي والثقافي , والمجتمع الإنساني الأول الذي يمارس الطفل فيه أولي علاقاته الاجتماعية , وما يكتسبه فيها من العادات والتقاليد . والتربية الوالدية في المجتمعات عبارة عن ممارسات أو سلوكيات يومية يمكنها أن تتجلى في أشكال مختلفة , وأن تتلون بألوان متنوعة تتراوح بين الصحيح والخاطئ, بين الإيجابي والسلبي , وبين الفعَّال وغير الفعَّال ويتمتع الطفل السوي الذي يتربي بين والدين بمستوي عالٍ من الوعي والفهم المبني على العلم والخبرة و التوافق النفسي على المستويين الشخصي والاجتماعي, بينما نجد الطفل الذي يتعرض للحرمان أو لعدم الاستقرار الأسري ينحرف عن السلوك السوي المرغوب فيه اجتماعيًا في كثير من الأحيان

مشكلة الدراسة وأسئلتها. على الرغم من أهمية الدور الذي تقوم به الأسرة في تربية أطفالها وخطورته, فإن هذا الدور لا يقدم في المجتمع الليبي على الوجه المنشود ؛ حيث أشارت بعض الدراسات إلى وجود أنواع من الأساليب والممارسات التربوية الخاطئة في تربية الأطفال وتنشئتهم مثل: التسلط , التساهل,الحماية الزائدة, الإهمال, التذبذب، وغيرها من الأساليب التي ورثها الوالدان جيلا وراء جيل. كما إلى نقص وعي الوالدين بمراحل ومطالب النمو التي يمر بها أطفالهما, وإلى نقص وعي الوالدين بالأساليب التربوية السليمة لتكوين الأسرة وتنشئة الأطفال, والافتقار إلى برامج تؤهل الوالدين للقيام بدورهما الصحيح نحو تربية وتنشئة أطفالهما على أسس تربوية علمية. ولكي يحقق المجتمع الليبي تطوره في المجالات كافة يجب علينا أن نجعل من أطفالنا أناسًا إيجابيين تجاه أنفسهم أولاً ومن ثم مجتمعهم وذلك من خلال التربية السليمة نفسيًا وجسديًا. يتحقق ذلك بنشر الوعي الثقافي والاجتماعي والتربوي للوالدين لضمان تنشئة الأطفال في بيئة صحية تتناسب مع متغيرات العصر , وتسمح بنمو جيل سوي أخلاقيًا واجتماعيًا ودينيًا ولابد أيضًا من فهم التغيرات التي طرأت على الأسرة الليبية وموقعها في المجتمع الحديث والمعاصر وتشخيص التحديات التي تواجه الأسرة في المجتمع الليبي في الوقت الراهن , وضرورة مواجهة هذه التحديات والحد من تأثيرها وكذلك تأكيد أهمية التربية الوالدية وتأثيرها في تكوين الأسرة . وعليه تسعى الدراسة الحالية إلى تقديم برنامج مقترح للتربية الوالدية على ضوء الاحتياجات التربوية للمجتمع الليبي.

ويمكن صياغة مشكلة الدراسة في الإجابة عن التساؤلات الآتية: