تدريب معلمي الرياضيات بالمرحلة الابتدائية على توظيف استراتيجيات التعلم النشط وأثره في تنمية أدائهم التدريسي وعلى التحصيل والتفكير الرياضي لدى تلاميذهم
إيمان المهدي مفتاح الرمالي;
Abstract
يشهد عالمنا المعاصر تطوراً في شتى مجالات الحياة انعكس بدوره على الإنسان، وعلى ما تقدمه المدرسة من طرق وأساليب تدريسية مختلفة لمساعدة التلاميذ في تلبية طموحاتهم وحاجاتهم، لذلك أصبح الحكم على مدى تقدم الأمم ورقيها وفقاً لما تقدمه من تعليم متميز لأبنائها في المراحل الدراسية المختلفة.
لقد اهتمت الدول المتقدمة بنظامها التعليمي وأولت الاهتمام الأكبر للمعلم باعتباره المسئول عن نجاح أو فشل أي نظام تعليمي، ولهذا لابد من الاهتمام بإعداده الإعداد الجيد، لأنه المحرك الأساسي للعملية التعليمية، ذلك الإعداد الذي يخضع لبرامج وأساليب واستراتيجيات تدريسية حديثة مهما كلفت هذه الأمور، لأن الإنفاق عليها يعتبر استثماراً بشرياً في مختلف مجالات الحياة. (تيسير القيسي، 2015، 60) (*)
ويؤكد (إبراهيم السيد ومحمد صالح، 2008، 51) أن متطلبات الحياة الإنسانية وما يتبعها من متطلبات مادية في القرن الحادي والعشرين تتطلب قدرات بشرية من نوعية خاصة قادرة على التطور والابتكار، ومن ثم تبدو الحاجة ملحة إلى رعاية الطاقات البشرية من خلال نظم تربوية تختلف كثيراً عن تلك النظم التقليدية.
فنحن بحاجة إلى معلم معد إعداداً أكاديمياً وتربوياً جيداً ليواكب كل ما هو جديد، ويكون قادراً على تربية النشء ويسهم في ممارسة واكتساب الطلبة المهارات والمعارف اللازمة لهم من خلال المقررات الدراسية، حيث تتعدد وتتنوع طرق التدريس، ويفترض في المعلم الناجح الإلمام بمعظمها، والقدرة على توظيفها داخل الصف الدراسي، حيث تتغير وتتنوع هذه الطرق حسب الموضوع وطبيعة الموقف التعليمي، وتوصف طريقة التدريس المستخدمة بأنها ناجحة إذا أُعطي المتعلمون فيها دوراً أكثر فاعلية وإيجابية. (نعيم أبو غلوة، 2014، 4)
ولقد أشارت العديد من الأبحاث ومنها (إبراهيم السيد ومحمد صالح، 2008، 54، هيثم علي، 2011، 162، نعيم أبو غلوة، 2014، 3، عبد العزيز عايد، 2015، 5) إلى أن للطريقة التقليدية في التدريس عيوباً لا يمكن تجاهلها، منها أنها تجعل المعلم محوراً لعملية التعليم والتعلم، وأن استخدام أساليب تدريسية حديثة وتقنيات متنوعة تسهم إسهاماً فاعلاً في عملية التعليم ولاسيما أن تحصيل التلاميذ وتفكيرهم يتأثر إيجابياً من خلال استخدام أساليب تعليمية تتلاءم وتتوافق مع أنماط تفكيرهم وخصائص شخصيتهم.
ومن الدراسات التي أثبتت فاعلية الأساليب التدريسية الحديثة في تنمية تحصيل التلاميذ وتفكيرهم دراسة رمضان رفعت (2004) والتي هدفت إلى التعرف على أثر التعلم النشط في تدريس الإحصاء على تلاميذ المرحلة الإعدادية وتنمية الحس الإحصائي لديهم وتكونت عينة الدراسة من (195) تلميذاً قسمت إلى مجموعتين تجريبيتين ومجموعة ضابطة، وأظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائياً بين مجموعات الدراسة لصالح المجموعتين التجريبيتين.
كما هدفت دراسة أمل أمين (2006) إلى التعرف على فعالية برنامج مقترح في الرياضيات باستخدام أسلوب التعلم النشط (الألعاب التعليمية، التعليم التعاوني) في تنمية التفكير الابتكاري وبعض عمليات العلم الأساسية لدى أطفال ما قبل المدرسة، وتكونت عينة الدراسة من (70) طفلاً وطفلة قسمت إلى مجموعتين (ضابطة وتجريبية)، وتوصلت إلى تفوق أطفال المجموعة التجريبية في الاختبار البعدي لكل من التفكير الابتكاري وعمليات العلم الأساسية.
وهدفت دراسة زينب صفوت (2014) إلى التعرف على فعالية تطوير منهج الهندسة والقياس في ضوء مدخل التعلم النشط لتنمية التحصيل والتفكير الإبداعي والاتجاه نحو مادة الهندسة، وتكونت عينة الدراسة من (35) تلميذة من الصف الأول الإعدادي وأظهرت النتائج وجود فرق ذي دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطي درجات أفراد مجموعة البحث في التطبيقين (القبلي – البعدي) لاختبار التحصيل والتفكير الإبداعي، ومقياس الاتجاه نحو الهندسة وذلك لصالح التطبيق البعدي.
فالتعلم الذي يسيطر فيه المعلم تقريباً على كل جانب من جوانب العمل في الصف الدراسي وخارجه لا يحقق للتلاميذ النمو المتكامل لشخصياتهم والتي لا تنمو إلا بالتفاعل الإيجابي بين التلميذ والمعلم، والتلميذ وأقرانه، والتلميذ والمجتمع الخارجي، بحيث يكون دور المعلم في هذا التفاعل موجهاً في حدود سرعة المتعلمين وقدراتهم.
وهذا ما أكدته دراسة (Zhonghe, and others, 2009) التي هدفت إلى إيجاد طرق لمساعدة الطلاب للتغلب على صعوبات حل المشكلات الرياضية وأكدت أن هذه الطرق مسئولية المعلم. وتكونت عينة الدراسة من (80) تلميذاً، وتوصلت إلى بعض الخطوات للتغلب على صعوبات حل المشكلات الرياضية وهي توفير قاعة دروس منظمة واشتراك التلاميذ مع بعضهم البعض في حل المشكلات الرياضية حيث يتبادلون الخبرات الكامنة في استراتيجيات حلهم الفردية وبعد توصلهم للحل يقوم أحدهم بالعرض، ثم يأتي دور المعلم في تقويم ذلك الحل.
وترى (مرفت كمال، 2005، 2) أن للرياضيات مكانة مرموقة بين سائر ميادين العلوم البشرية، فالرياضيات أساس التقدم العلمي وثورة المعلومات المعاصرة، حيث ساهمت في ازدهار جميع مجالات الحياة وسائر العلوم الإنسانية، لذا كان من الضروري أن تؤدي الرياضيات دوراً يناسب ما تتطلبه مسايرة حياتنا المعاصرة بما تشمله من تحديات مستقبلية.
ونظراً لعظم الدور الحضاري الذي تقوم به الرياضيات في كافة مناحي الحياة والمجالات المعرفية المختلفة، فإن هذا يلقي مسئولية كبيرة على عاتق المؤسسة التربوية في إعداد المتعلم إعداداً قوياً في الرياضيات وكان من الضروري أن ينعكس هذا التطور على المناهج المدرسية وطرق التدريس.
وبناء على ذلك يرتبط تطور أي مجتمع وتقدمه ارتباطاً وثيقاً بكفاءة المعلم الذي يقع على عاتقه عبء إعداد القوى البشرية الخلاقة البناءة، فإذا أراد المجتمع أن يحقق هدفاً معيناً من الأهداف التي يصبو إليها فإنه يلجأ إلى التربية حتى يستطيع تحقيق ما يهدف إليه، وبالتالي إلى زيادة العناية بإعداد المعلم وتدريبه ليكون قادراً على تحقيق هذا الهدف من خلال العملية التربوية لأن المنهج مهما تم تجويده فإنه لن يحقق أهدافه على يدي معلم ضعيف، في الوقت الذي يستطيع فيه معلم جيد الإعداد والتدريب أن يحقق من خلال منهج ضعيف أهدافاً تعليمية متنوعة. (مصطفى أبو عطوان، 2008، 2)
وقد أثبتت العديد من الدراسات أن هناك أثر إيجابي لتدريب المعلمين أثناء الخدمة على تنمية أدائهم التدريسي وتحقيق أهداف أخرى متنوعة، ومنها دراسة (Andersson, 2000) والتي هدفت إلى معرفة تأثير مشاركة المعلمين في الدورات التدريبية أثناء الخدمة على أدائهم التدريسي، وتكونت عينة الدراسة من (85) معلماً بالمرحلة الابتدائية، وأظهرت النتائج أن (90%) من المعلمين أصبحوا أكثر فاعلية في أدائهم التدريسي كما أصبحوا أكثر اهتماماً واستخداماً لطرق التدريس والأنشطة التطبيقية التي تدربوا عليها.
كما هدفت دراسة (Rudolph, 2002) إلى التعرف على أثر التدريب أثناء الخدمة على اتجاهات المعلمين وكفاءتهم المهنية، وتكونت عينة الدراسة من (35) معلماً ومعلمة, ومن أهم النتائج وجود فروق جوهرية في اتجاهات المعلمين نحو مهنة التدريس تعزى إلى برامج التدريب أثناء الخدمة لصالح المعلمين الذين التحقوا بدورات تدريبية أكثر من غيرهم، كما أشارت إلى التأثير الإيجابي لهذه الدورات التدريبية في رفع كفاءة المعلمين التدريسية.
كما أكدت دراسة إيمان عبد الباقي (2005) فعالية برنامج مقترح لتدريب معلمي العلوم على أساليب التقويم الواقعي وأثره على تحصيل تلاميذهم وقدرتهم على التصرف في المواقف الحياتية، وتكونت عينة الدراسة من (10) معلمين و(139) تلميذاً من تلاميذ الصف الأول الإعدادي تم تقسيمهم إلى مجموعتين (ضابطة وتجريبية). حيث أظهرت نتائج الدراسة فعالية البرنامج المقترح في تدريب المعلمين على أساليب التقويم الواقعي والأثر الجيد لاستخدام المعلمين لهذه الأساليب في تدريسهم على التحصيل والقدرة على التصرف في المواقف الحياتية لدى تلاميذهم.
ومن أبرز ما يمكن تدريب المعلمين عليه في عصرنا هذا، هو التعلم النشط حيث أكدت العديد من الدراسات على أهميته وأوصت بتدريب المعلمين على استراتيجياته المختلفة.
حيث هدفت دراسة إبراهيم أحمد ومحمد صالح (2008) إلى التعرف على فعالية استراتيجيتي أعرف ماذا أريد أن أعرف – ماذا تعلمت – ما التطبيقات على ما تعلمته (K.W.L.A) و(فكر – زاوج – شارك) في تدريس الرياضيات على تنمية التواصل والإبداع الرياضي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، وتكونت عينة الدراسة من (111) تلميذا من تلاميذ الصف السادس تم تقسيمهم إلى مجموعتين تجريبيتين ومجموعة ضابطة وأظهرت النتائج تفوق المجموعتين التجريبيتين في الاختبار البعدي لكل من التواصل والإبداع الرياضي على المجموعة الضابطة.
كما هدفت دراسة ربيع الشاذلي (2015) إلى التعرف على فاعلية استراتيجية مقترحة قائمة على التعلم النشط في تدريس الرياضيات لتنمية مهارات التفكير الرياضي ومهارات التواصل الرياضي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، وتكونت عينة الدراسة من (90) تلميذاً وتلميذة من تلاميذ الصف الخامس قسمت إلى مجموعتين (ضابطة وتجريبية)، وأظهرت النتائج وجود فرق ذي دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطي درجات تلاميذ المجموعتين في اختباري مهارات التفكير الرياضي والتواصل الرياضي لصالح المجموعة التجريبية.
فالتعلم النشط فلسفة تربوية تعتمد على إيجابية المتعلم في الموقف التعليمي، وتشمل جميع الممارسات التربوية والإجراءات التدريسية التي تهدف إلى تفعيل دور المتعلم، حيث يتم التعلم من خلال العمل والبحث والتجريب، واعتماد المتعلم على ذاته في الحصول على المعلومات، واكتساب المهارات، وتكوين القيم والاتجاهات. (كوثر كوجك وآخرون، 2005، 152)
لقد اهتمت الدول المتقدمة بنظامها التعليمي وأولت الاهتمام الأكبر للمعلم باعتباره المسئول عن نجاح أو فشل أي نظام تعليمي، ولهذا لابد من الاهتمام بإعداده الإعداد الجيد، لأنه المحرك الأساسي للعملية التعليمية، ذلك الإعداد الذي يخضع لبرامج وأساليب واستراتيجيات تدريسية حديثة مهما كلفت هذه الأمور، لأن الإنفاق عليها يعتبر استثماراً بشرياً في مختلف مجالات الحياة. (تيسير القيسي، 2015، 60) (*)
ويؤكد (إبراهيم السيد ومحمد صالح، 2008، 51) أن متطلبات الحياة الإنسانية وما يتبعها من متطلبات مادية في القرن الحادي والعشرين تتطلب قدرات بشرية من نوعية خاصة قادرة على التطور والابتكار، ومن ثم تبدو الحاجة ملحة إلى رعاية الطاقات البشرية من خلال نظم تربوية تختلف كثيراً عن تلك النظم التقليدية.
فنحن بحاجة إلى معلم معد إعداداً أكاديمياً وتربوياً جيداً ليواكب كل ما هو جديد، ويكون قادراً على تربية النشء ويسهم في ممارسة واكتساب الطلبة المهارات والمعارف اللازمة لهم من خلال المقررات الدراسية، حيث تتعدد وتتنوع طرق التدريس، ويفترض في المعلم الناجح الإلمام بمعظمها، والقدرة على توظيفها داخل الصف الدراسي، حيث تتغير وتتنوع هذه الطرق حسب الموضوع وطبيعة الموقف التعليمي، وتوصف طريقة التدريس المستخدمة بأنها ناجحة إذا أُعطي المتعلمون فيها دوراً أكثر فاعلية وإيجابية. (نعيم أبو غلوة، 2014، 4)
ولقد أشارت العديد من الأبحاث ومنها (إبراهيم السيد ومحمد صالح، 2008، 54، هيثم علي، 2011، 162، نعيم أبو غلوة، 2014، 3، عبد العزيز عايد، 2015، 5) إلى أن للطريقة التقليدية في التدريس عيوباً لا يمكن تجاهلها، منها أنها تجعل المعلم محوراً لعملية التعليم والتعلم، وأن استخدام أساليب تدريسية حديثة وتقنيات متنوعة تسهم إسهاماً فاعلاً في عملية التعليم ولاسيما أن تحصيل التلاميذ وتفكيرهم يتأثر إيجابياً من خلال استخدام أساليب تعليمية تتلاءم وتتوافق مع أنماط تفكيرهم وخصائص شخصيتهم.
ومن الدراسات التي أثبتت فاعلية الأساليب التدريسية الحديثة في تنمية تحصيل التلاميذ وتفكيرهم دراسة رمضان رفعت (2004) والتي هدفت إلى التعرف على أثر التعلم النشط في تدريس الإحصاء على تلاميذ المرحلة الإعدادية وتنمية الحس الإحصائي لديهم وتكونت عينة الدراسة من (195) تلميذاً قسمت إلى مجموعتين تجريبيتين ومجموعة ضابطة، وأظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائياً بين مجموعات الدراسة لصالح المجموعتين التجريبيتين.
كما هدفت دراسة أمل أمين (2006) إلى التعرف على فعالية برنامج مقترح في الرياضيات باستخدام أسلوب التعلم النشط (الألعاب التعليمية، التعليم التعاوني) في تنمية التفكير الابتكاري وبعض عمليات العلم الأساسية لدى أطفال ما قبل المدرسة، وتكونت عينة الدراسة من (70) طفلاً وطفلة قسمت إلى مجموعتين (ضابطة وتجريبية)، وتوصلت إلى تفوق أطفال المجموعة التجريبية في الاختبار البعدي لكل من التفكير الابتكاري وعمليات العلم الأساسية.
وهدفت دراسة زينب صفوت (2014) إلى التعرف على فعالية تطوير منهج الهندسة والقياس في ضوء مدخل التعلم النشط لتنمية التحصيل والتفكير الإبداعي والاتجاه نحو مادة الهندسة، وتكونت عينة الدراسة من (35) تلميذة من الصف الأول الإعدادي وأظهرت النتائج وجود فرق ذي دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطي درجات أفراد مجموعة البحث في التطبيقين (القبلي – البعدي) لاختبار التحصيل والتفكير الإبداعي، ومقياس الاتجاه نحو الهندسة وذلك لصالح التطبيق البعدي.
فالتعلم الذي يسيطر فيه المعلم تقريباً على كل جانب من جوانب العمل في الصف الدراسي وخارجه لا يحقق للتلاميذ النمو المتكامل لشخصياتهم والتي لا تنمو إلا بالتفاعل الإيجابي بين التلميذ والمعلم، والتلميذ وأقرانه، والتلميذ والمجتمع الخارجي، بحيث يكون دور المعلم في هذا التفاعل موجهاً في حدود سرعة المتعلمين وقدراتهم.
وهذا ما أكدته دراسة (Zhonghe, and others, 2009) التي هدفت إلى إيجاد طرق لمساعدة الطلاب للتغلب على صعوبات حل المشكلات الرياضية وأكدت أن هذه الطرق مسئولية المعلم. وتكونت عينة الدراسة من (80) تلميذاً، وتوصلت إلى بعض الخطوات للتغلب على صعوبات حل المشكلات الرياضية وهي توفير قاعة دروس منظمة واشتراك التلاميذ مع بعضهم البعض في حل المشكلات الرياضية حيث يتبادلون الخبرات الكامنة في استراتيجيات حلهم الفردية وبعد توصلهم للحل يقوم أحدهم بالعرض، ثم يأتي دور المعلم في تقويم ذلك الحل.
وترى (مرفت كمال، 2005، 2) أن للرياضيات مكانة مرموقة بين سائر ميادين العلوم البشرية، فالرياضيات أساس التقدم العلمي وثورة المعلومات المعاصرة، حيث ساهمت في ازدهار جميع مجالات الحياة وسائر العلوم الإنسانية، لذا كان من الضروري أن تؤدي الرياضيات دوراً يناسب ما تتطلبه مسايرة حياتنا المعاصرة بما تشمله من تحديات مستقبلية.
ونظراً لعظم الدور الحضاري الذي تقوم به الرياضيات في كافة مناحي الحياة والمجالات المعرفية المختلفة، فإن هذا يلقي مسئولية كبيرة على عاتق المؤسسة التربوية في إعداد المتعلم إعداداً قوياً في الرياضيات وكان من الضروري أن ينعكس هذا التطور على المناهج المدرسية وطرق التدريس.
وبناء على ذلك يرتبط تطور أي مجتمع وتقدمه ارتباطاً وثيقاً بكفاءة المعلم الذي يقع على عاتقه عبء إعداد القوى البشرية الخلاقة البناءة، فإذا أراد المجتمع أن يحقق هدفاً معيناً من الأهداف التي يصبو إليها فإنه يلجأ إلى التربية حتى يستطيع تحقيق ما يهدف إليه، وبالتالي إلى زيادة العناية بإعداد المعلم وتدريبه ليكون قادراً على تحقيق هذا الهدف من خلال العملية التربوية لأن المنهج مهما تم تجويده فإنه لن يحقق أهدافه على يدي معلم ضعيف، في الوقت الذي يستطيع فيه معلم جيد الإعداد والتدريب أن يحقق من خلال منهج ضعيف أهدافاً تعليمية متنوعة. (مصطفى أبو عطوان، 2008، 2)
وقد أثبتت العديد من الدراسات أن هناك أثر إيجابي لتدريب المعلمين أثناء الخدمة على تنمية أدائهم التدريسي وتحقيق أهداف أخرى متنوعة، ومنها دراسة (Andersson, 2000) والتي هدفت إلى معرفة تأثير مشاركة المعلمين في الدورات التدريبية أثناء الخدمة على أدائهم التدريسي، وتكونت عينة الدراسة من (85) معلماً بالمرحلة الابتدائية، وأظهرت النتائج أن (90%) من المعلمين أصبحوا أكثر فاعلية في أدائهم التدريسي كما أصبحوا أكثر اهتماماً واستخداماً لطرق التدريس والأنشطة التطبيقية التي تدربوا عليها.
كما هدفت دراسة (Rudolph, 2002) إلى التعرف على أثر التدريب أثناء الخدمة على اتجاهات المعلمين وكفاءتهم المهنية، وتكونت عينة الدراسة من (35) معلماً ومعلمة, ومن أهم النتائج وجود فروق جوهرية في اتجاهات المعلمين نحو مهنة التدريس تعزى إلى برامج التدريب أثناء الخدمة لصالح المعلمين الذين التحقوا بدورات تدريبية أكثر من غيرهم، كما أشارت إلى التأثير الإيجابي لهذه الدورات التدريبية في رفع كفاءة المعلمين التدريسية.
كما أكدت دراسة إيمان عبد الباقي (2005) فعالية برنامج مقترح لتدريب معلمي العلوم على أساليب التقويم الواقعي وأثره على تحصيل تلاميذهم وقدرتهم على التصرف في المواقف الحياتية، وتكونت عينة الدراسة من (10) معلمين و(139) تلميذاً من تلاميذ الصف الأول الإعدادي تم تقسيمهم إلى مجموعتين (ضابطة وتجريبية). حيث أظهرت نتائج الدراسة فعالية البرنامج المقترح في تدريب المعلمين على أساليب التقويم الواقعي والأثر الجيد لاستخدام المعلمين لهذه الأساليب في تدريسهم على التحصيل والقدرة على التصرف في المواقف الحياتية لدى تلاميذهم.
ومن أبرز ما يمكن تدريب المعلمين عليه في عصرنا هذا، هو التعلم النشط حيث أكدت العديد من الدراسات على أهميته وأوصت بتدريب المعلمين على استراتيجياته المختلفة.
حيث هدفت دراسة إبراهيم أحمد ومحمد صالح (2008) إلى التعرف على فعالية استراتيجيتي أعرف ماذا أريد أن أعرف – ماذا تعلمت – ما التطبيقات على ما تعلمته (K.W.L.A) و(فكر – زاوج – شارك) في تدريس الرياضيات على تنمية التواصل والإبداع الرياضي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، وتكونت عينة الدراسة من (111) تلميذا من تلاميذ الصف السادس تم تقسيمهم إلى مجموعتين تجريبيتين ومجموعة ضابطة وأظهرت النتائج تفوق المجموعتين التجريبيتين في الاختبار البعدي لكل من التواصل والإبداع الرياضي على المجموعة الضابطة.
كما هدفت دراسة ربيع الشاذلي (2015) إلى التعرف على فاعلية استراتيجية مقترحة قائمة على التعلم النشط في تدريس الرياضيات لتنمية مهارات التفكير الرياضي ومهارات التواصل الرياضي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، وتكونت عينة الدراسة من (90) تلميذاً وتلميذة من تلاميذ الصف الخامس قسمت إلى مجموعتين (ضابطة وتجريبية)، وأظهرت النتائج وجود فرق ذي دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطي درجات تلاميذ المجموعتين في اختباري مهارات التفكير الرياضي والتواصل الرياضي لصالح المجموعة التجريبية.
فالتعلم النشط فلسفة تربوية تعتمد على إيجابية المتعلم في الموقف التعليمي، وتشمل جميع الممارسات التربوية والإجراءات التدريسية التي تهدف إلى تفعيل دور المتعلم، حيث يتم التعلم من خلال العمل والبحث والتجريب، واعتماد المتعلم على ذاته في الحصول على المعلومات، واكتساب المهارات، وتكوين القيم والاتجاهات. (كوثر كوجك وآخرون، 2005، 152)
Other data
| Title | تدريب معلمي الرياضيات بالمرحلة الابتدائية على توظيف استراتيجيات التعلم النشط وأثره في تنمية أدائهم التدريسي وعلى التحصيل والتفكير الرياضي لدى تلاميذهم | Other Titles | Training Primary Stage Mathematics Teachers on Employing Active Learning Strategies and its Impact on Developing their Teaching Performance, achievement and mathematical thinking among their Students | Authors | إيمان المهدي مفتاح الرمالي | Issue Date | 2017 |
Recommend this item
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.