تكنولوجيا المعلومات والقيم الاستهلاكية دراسة سوسيولوجية على عينة من الأسر الليبية بمدينة طرابلس

Abstract

يُعبر الاستهلاك عن التمايز الطبقي وفقاً لأنماط الاستهلاك وكثافته واستمراريته، كما أنه يُعد مؤشراً يبين كيف أن البشر يجدون مجالاً للتعبير عن الذات والضغوط التي يعيشونها في حياتهم اليومية، ويكشف الاستهلاك في جوانبه عن التقدم التكنولوجي وإسهامه في تدعيم الاستهلاك واتساع قاعدة المستهلكين، وتحول كثير من السلع من عالم الكماليات إلى عالم الضروريات، وكان الإعلام بمثابة آلية لخلق الوعي الكوني بالسلع والمنتجات والمنشآت الحديثة وشكل ثقافة موجهة نحو ذلك( ). كما أن الاستهلاك هو أسلوب حياة، يتضمن الرموز والمعاني المعبرة عن الاستهلاك، وفي ظل صور الاستهلاك التي فرضتها العولمة من خلال أصحاب الإنتاج والإعلانيين الذي يهدفون إلى تغليف المعنى وتغيير المفاهيم والسلوك، وغرس رموز ومعاني جديدة ترتبط بالسلع المستوردة والمنشآت الحديثة، تصل إلى المتلقي وتشكل وجدانه، وتصبح جزء من تكوينه، حيث أخذت السلع المادية دلالات اجتماعية ورمزية تتجاوز قيمتها المادية، وتشكلت نوعية حياة خاصة تعمل على مزيد من هيمنة هذه المنشآت( )، كما أن امتلاك أصحاب هذه المنشآت لتكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصال، ساهم في إعادة تشكيل أذواق المستهلكين وترغيبهم في السلع المنتجة ودفعهم نحو نزعات استهلاكية لا حدود لها( )، حيث ينزع المتلقي نحو الرغبة في الامتلاك والارتباط العاطفي بالسلعة دون وعي أو إدراك، وهو في الحقيقة قد لا يحتاج إلى هذه السلعة، وبذلك تحولت قيم الإنتاج إلى قيم استهلاكية، وأصبح امتلاك السلع يعني الحصول على مكانة متميزة بين أعضاء جماعته، حيث يحاول بعض الأفراد أن يعلنوا عن ذواتهم من خلال مظهرهم وملابسهم والسلع والممارسات التي تحيط بهم، وبذلك تتشكل نزعات استهلاكية ترفية ويصبح التسوق هدفاً يسعى إليه بعض الأفراد، راغبين في الحصول على ما يعلن عنه( ). كما أن للتكنولوجيا أثراً واضحاً على القيم، إذ أن القيم تتغير لتلائم العالم الذي صنعته التكنولوجيا، فبتغيير التكنولوجيا تتغير الوسائل المتاحة أمام الفرد والمجتمع لتحقيق الأهداف المشتقة من القيم، وعند تطبيق تكنولوجيا جديدة على مواقف أنجزتها القيم القديمة فإن القيم نفسها تتغير تغيراً دقيقاً. فالتكنولوجيا تؤثر بقوة في القيم وفي المستقبل قد تسهم في إحداث تغيرات قيمة لا يمكن تجديدها إلا في نقطة زمنية محددة، حسب الإطار التكنولوجي الموضوعة فيه( ). وتهتم الدراسة الحالية بالتعرف على القيم الاستهلاكية وعلاقتها بتكنولوجيا المعلومات، وقد تم تقسيم الدراسة إلى ستة فصول، يهتم الفصل الأول بعرض الإطار التصوري لمشكلة الدراسة وأهدافها وتساؤلاتها وفروضها ومفاهيم الدراسة، كما يهتم ويعرض الفصل الثاني لأهم الدراسات السابقة العربية والأجنبية التي تناولت علاقة بموضوع الدراسة، ويعرض الفصل الثاني لأهم الدراسات السابقة العربية والأجنبية التي تناولت أولها علاقة بموضوع الدراسة، ويعرض الفصل الثالث لبعض النظريات التي تفسر مشكلة الدراسة، كما يعرض الفصل الرابع لمحددات القيم الاستهلاكية، ومحاولة عرضها بشكل يحقق فهم هذا الموضوع والعوامل أو المتغيرات التي تؤثر أو تتأثر بها، وما لها من علاقات بمتغيرات أخرى. ويعرض الفصل الخامس لأهم إجراءات الدراسة الميدانية من نوع وأسلوب الدراسة وعينتها ومعالم مجتمع البحث وحدودها ومجالات الدراسة المكانية والزمانية والنظرية، بالإضافة إلى أهم الأساليب الإحصائية التي سيتم استخدامها في تحليل البيانات. وأخيراً يهتم الفصل السادس ويعرض لتحليل بيانات الدراسة وتفسير النتائج. ونأمل أن تكون الباحثة قد وفقت في الإفادة والاستفادة من خلال هذه الدراسة الميدانية لأهم المواضيع التي تمس المجتمع العربي والمجتمع الليبي بوجه خاص.