" التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى الكويت ( 1945- 1961 م )

Abstract

يعد موضوع الدراسة "التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الكويت 1945- 1965م) " على جانب كبير من الأهمية، كما أنه في الوقت نفسه لم يحظ باهتمام كافِ من الباحثين بدراسة مرحلة مهمة من مراحل تاريخ الكويت المعاصر بعد الحرب العالمية الثانية عام 1945م وحتى نهاية حكم الشيخ عبدالله السالم الصباح التي تعد فترة فارقة في تاريخ الكويت . فبالإضافة إلى تركيز الدراسة على أبرز الأحداث السياسية التي كان لها تأثير كبير على الكويت، فقد ركزت الدراسة أيضا على الجانب الاقتصادي، ولم تغفل كذلك الجانب الاجتماعي الذي لا يقل شأنا من حيث التغيرات والتطورات التي أثرت ولازالت تؤثر، وتحظى بتقدير الكويتيين لتلك المرحلة. وتتكون الدراسة من فصل تمهيدي بعنوان" المجتمع الكويتي من الحماية حتى نهاية الحرب العالمية الثانية "، وقد تناول هذا الفصل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الكويت حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. أما الفصل الأول فقد تناول تطور " المشاركة السياسية في الكويت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى نهاية حكم عبدالله السالم في منصف ستينيات القرن العشرين، وفي هذا الفصل جرى الحديث عن تولي الشيخ عبدالله السالم السلطة في عام 1950م، وإجراءات وضع الدستور في عام 1962م، وانتخابات أول مجلس كويتي في عام 1963م، وكذلك الأزمة الدستورية الأولى، والقضايا التي ناقشها مجلس الأمة ، وفي الفصل الثاني الذي جاء تحت عنوان " التطور الاقتصادي في الكويت 1945- 1965م " تم رصد تطور قطاعات الاقتصاد الكويتي وبخاصة القطاع النفطي والمالي والاستثماري والبنوك، وأثر ذلك على المجتمع الكويتي . أما الفصل الثالث "التطور الاجتماعي في الكويت 1945- 1965م " فقد ركز على تطور السكان والتعليم والأندية الثقافية، والمؤسسات الثقافية كالمسرح، والسينما، وأيضا على المجال الصحي. واستعرض الفصل الرابع الذي جاء تحت عنوان " الكويت وأزمة 1961م " إلغاء اتفاقية الحماية لعام 1899م، وتوقيع معاهدة الصداقة الكويتية – البريطانية لعام 1961م، وجهود الشيخ عبدالله السالم لخلق موقف دولي وعربي مضاد للادعاءات العراقية، ومعالجة هذه الأزمة حينذاك . أما الفصل الخامس فقد تناول " الكويت والتحالفات الإقليمية والقضايا العربية 1950- 1965م " وفيه جرى الحديث عن موقف الكويت من حلف بغداد 1955م، والاتحاد الهاشمي 1958م كتحالفات إقليمية، وأيضا عن الكويت والقضايا العربية بداية من الكويت والقضية الفلسطينية، والكويت والعدوان الثلاثي على مصر، والكويت والثورة الجزائرية، والكويت وإمارات الساحل المتصالح واليمن، ونشاط ودور الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية في هذا المجال . وتكمن أهمية هذه الدراسة في أنها دراسة شاملة للكويت وللتغيرات التي طرأت عليها في تلك الفترة (1945- 1965م)، ولم تركز الدراسة على الجانب السياسي فقط في تلك الفترة رغم أهميته. ولعل التطرق لكل تلك الأحداث كان من أهم مصادره الوثائق البريطانية، فلا يمكن أن تعد دراسة في هذا الموضوع بدون الاعتماد عليها؛ لأن الكويت ظلت تحت الحماية البريطانية حتى عام 1961م، أما الوثائق الأمريكية فتمت الاستعانة بها تحديدا في الفصل الرابع وهو فصل الاستقلال، وهو أمر رأيت من الضرورة الاعتماد عليها فيه، كما كانت لمحاضر مجلس الإنشاء، ومحاضر مجلس التخطيط، ومحاضر المجلس التأسيسي، ومحاضر مجلس الأمة، ومحاضر جامعة الدول العربية، وكلها وثائق عربية غير منشورة أهمية كبيرة، وإضافة لموضوع الدراسة، هذا فضلا عن المصادر الأجنبية والعربية ومذكرات المعاصرين لتلك الأحداث، والصحف العربية والأجنبية على حد سواء . وختامًا فإنني أردت أن يكتب التاريخ بتجرد عن فترة تعد من أصعب الفترات التي مرت بها الكويت من الحماية إلى الاستقلال حاملة معها عروبتها في القضايا ذات الاهتمام المشترك، ودعمها لأشقائها، وكذلك إيمانها بكيانها كدولة مستقلة ذات سيادة كاملة غير منقوصة .