أثر اختلاف أنماط الإبحار في مواقع الويب التعليمية على اكتساب المفاهيم العلمية والاتجاه نحو مادة العلوم لدى طلاب المرحلة المتوسطة بالمملكة العربية السعودية

Abstract

يعد التعليم حجر الزاوية في تقدم المجتمعات وأحد أهم المحاور الرئيسية في منظومة حضارتها، لذا كان من الأهداف العامة لسياسة التعليم في المملكة الاستفادة من جميع أنواع المعارف الإنسانية النافعة في عمل نقلة تطويرية شاملة في نظم التعليم تهدف إلى تفاعلية الفرد في العملية التعليمية في وجود المستحدثات التكنولوجية. ويعد اكتساب المفاهيم العلمية في مادة العلوم من المشاكل التي يعاني منها التعليم العام ويهتم بحلها وبخاصة في المراحل المتوسطة وتعد صعوبة فهم المفاهيم العلمية هي أحد أسباب الاتجاهات السلبية لدى الطلبة نحو مادة العلوم ، حيث تتصف بعض المفاهيم بالتجريد مما يزيد من صعوبة تعلمها، وفي ظل استخدام الأساليب والطرق التقليدية في التدريس من قبل المعلمين وعدم الاعتماد على الطرق الحديثة أدى ذلك إلى صعوبة فهم المفاهيم العلمية وتكون نتيجة ذلك اتجاهات سلبية نحو المادة . وتعتبر مساعدة الطالب على تعلم المفاهيم بطريقة فعالة هي غاية أساسية من غايات التعليم المدرسي وأساس عملية التفكير ، وتعد مادة العلوم من أكثر المواد التي يمكن تدريسها باستخدام التقنيات الحديثة (التعليم الإلكتروني). ويعد اكتساب المفاهيم العلمية من المشاكل التي يعاني منها طلاب المرحلة المتوسطة في مادة العلوم وبالتالي تكوين اتجاهات سلبية نحو المادة نظراً لصعوبتها ، وهذا ما أكدته دراسة كل من (القحطاني، 2004؛ الدريويش، 2004؛العمري، 2006؛الرشيد، 2007) وقد لاحظ الباحث وجود العديد من الدراسات التي تناولت فاعلية مواقع الويب في العملية التعليمية ففي إطار فاعلية الويب في العملية التعليمية. وقد وجد الباحث تنوع أنماط الإبحار في مواقع الويب ، وتناولت العديد من الدراسات تلك الأنماط وظهرت فعاليتها ، ومن تلك الدراسات دراسة فايل (Fyle, 2009) وأكدت أن أنماط الإبحار في مواقع الويب لها تأثير كبير على تعلم المفاهيم العلمية في العلوم. كذلك اتفقت نتائج دراسة (سرور، 2010) مع نتائج الدراسة السابقة في أن لأنماط الإبحار فعالية في تنمية المفاهيم في برنامج الوسائط الفائقة، كما أن للوسائط الفائقة دور في تنمية اتجاهات الطلاب نحو التعلم وهذا ما ذكرته دراسة موس (Moos, 2007)والتي تعرضت إلى الدور الإيجابي للويب في تنمية اتجاهات المتعلمين نحو التعلم، وزيادة دافعية المتعلمين نحو التعلم، كما أكدت الدراسة أن مواقع الويب لها تأثير كبير على اكتساب المتعلمين المفاهيم العلمية . وقد أجرى الباحث دراسة استكشافية على بعض طلاب الصف الثاني المتوسط في محافظة جدة بالمملكة العربية السعودية (100) طالب من طلاب الصف الثاني المتوسط حيث قام الباحث بتوزيع استبيان ورقي مكون من ورقة واحدة على الطلاب وأعطاهم الوقت المناسب للاستجابة على الاستبيان، ثم قام بجمعه بعد انتهائهم من الاستجابة عليه، وقام بحصر وتحليل استجاباتهم، وأكدت نتيجة الدراسة الاستكشافية وجود صعوبة في فهم المفاهيم العلمية بوحدة "المحاليل والمخاليط"، حيث أشار (54%) من الطلاب إلى صعوبة فهم موضوعات هذه الوحدة؛ لأنها تحتوي على موضوعات غير ملموسة وصعبة التخيل، وأوضح (45%) أن كتاب المدرسة لا يوضح هذه الموضوعات بصور جيدة، وأوضح (60%) أن المعلم يقوم بشرح الدرس دون معينات ووسائل تساعد على فهم الدرس أو معينات مألوفة لا تجذب الانتباه، وبذلك شكلت وحدة "المحاليل والمخاليط" صعوبة على الطلاب وهذا ما أكدته نتائج الدراسة الاستكشافية، مما نتج عنه تكون اتجاهات سلبية نحو مادة العلوم لصعوبتها، فقد أكدت الدراسة أن (76%) من الطلاب يتجهون سلبيا نحو مادة العلوم. ومما سبق وجد الباحث أن مواقع الويب التعليمية لها دور إيجابي في تنمية المفاهيم العلمية والاتجاه نحو العلوم، وتوصل إلى أنه من المفيد التنوع في استخدام وتوظيف أنماط الإبحار والوقوف على أكثر هذه الأنماط مناسبة لعينة البحث، ومن ثمَّ يقترح الباحث استخدام ثلاثة أنماط للإبحار عبر مواقع الويب التعليمية (القائمة – الهرمي - الشبكي) لعلاج مشكلة بحثه.