دور الأمم المتحدة فى تحقيق الأمن الجماعي الدولي
حبيب عبد الله محمد الرميمة;
Abstract
لاشك أن موضوع الأمن الجماعي الدولى أضحى في الوقت الراهن أحد الموضوعات الهامة في العلوم السياسية والقانونية ، بسبب التقارب بين الشعوب المختلفة نتيجة الثورات الصناعية والمعلوماتية والتي تجاوزت حدود الكرة الأرضية إلى البحث في علوم الفضاء ، حتى أصبح العالم يعبر عنه بالقرية الصغيرة ،وهذا التقدم الصناعي والمعلوماتي ، والذي ينم من دون شك عن تطور في التفكير الانساني ، رافقه أيضاً من الناحية النظرية ، التفكير بضرورة وجود قواعد دولية تحقق المصالح المشتركة للانسانية ، وتعمل على تنظيم العلاقات بين الدول القومية – باعتبارها الوحدات السياسية التي تعبر عن تطلعات الشعوب المختلفة الراغبة بالعيش في سلام وامن ونبذ الحروب ، في إطار جغرافي معين – من خلال منطمة دولية يعهد اليها بتلك المهمة ، وقد توالت تلك المنظمات والتي يلاحظ على جميعها إنها كانت تنشا كصحوة ضمير بعد إندلاع حروب مدمرة ، وكان أخرها منظمة الأمم المتحدة التي انشئت عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية ، بعد فشل عصبة الأمم -والتي أُنشئت عقب الحرب العالمية الاولى -. فحاولت هذه المنظمة الإستفادة من الأخطاء والقصور الذي شاب المنظمة السابقة وأدى إلى انهيارها ، وعمدت إلى إيجاد نظام للأمن الجماعي يرتكز على مبدئين وهما (التضامن والتعاون بين الدول ) ومن خلال ميثاق يحاكي وظائف السلطات داخل الدولة (التشريعية – والتنفيذية – والقضائية ) على قاعدة الفصل بين التخصصات في وظائف تلك الأجهزة .
إلا أن هذه المنطمة وبعد مرور أكثر من سبعين سنة منذ إنشائها ثار حولها العديد من التساؤلات حول دورها في تحقيق النظام الذي أُنشئت من اجله (نظام الأمن الجماعي ) بين جاحد لدورها وانها لا تجسد سوى نظام الهيمنة للقوى الكبرى ، وبين مداح لها مبالغ بدورها . وقد حاول الباحث تناول العنوان موضوع الدراسة بطريقة شيقة ، لا تقتصر على مجال معين وإنما تناولها من عدة مجالات (القانونية ، والسياسية ، والفلسفية، والتاريخية، والامنية ) بطريقة غير تقليدية ، أضفت على موضوع الدراسة لمسات لم تعهدها الدراسات السابقة في مجال التنظيم الدولي اوالامن الجماعي رغم قلة هذه الاخيرة .حيث بدأ الباحث بفصل تمهيدي تناول فيه الحكومة العالمية باعتبارها الغاية التي يسعى نظام الأمن الجماعي الى تحقيقها ، مبيناً هل بالإمكان تحقيقها ، متناولاً ذلك من خلال الجوانب المشتركة التي تجمع بين بني الإنسان ، كوحدة الأصل الإنساني ، والأخلاق العالمية المشتركة ، وفكرة المصير المشترك ، وكذا تصورالفكر الانساني لفكرة (الحكومة العالمية ) نظرياً حتى أصبح هناك مشاريع عملية تسعى إلى تحقيقها عن طريق المنظمات الدولية ، في ضوء مسيرة قانون التنظيم الدولي .ليخلص الباحث من خلال هذه الفصل التمهيدي – كما هو رأي بعض فقهاء قانون التنظيم الدولي – إن الحكومة العالمية وان كانت أمراً بعيد المنال في الوقت الحاضر إلا أنها غير مستحيلة . إما الباب الأول ، فيتناول فيه الباحث مفهوم الامن الجماعي بدراسة نظرية معمقة يغلب عليها الطابع النظري ، من خلال مبدئي التضامن والتعاون وفقاً لنصوص الميثاق ، وحيث أن المنظمة الدولية تتأثر بالتغيرات التي يشهدها العالم في مختلف المجالات ، سواءً على المستوى السياسي (تغير النظام الدولي من ثنائي القطبية إلى أحادي القطبية ، إلى متعدد القطبية كما يتبلور في الوقت الحاضر) أو المتغيرات الاقتصادية أو الاجتماعية ، فان هذه التغيرات من دون شك قد ولدت تهديدات للأمن والسلم الدوليين لم تكن معروفة من قبل ، مما أوجد مفهوماً جديداً للأمن الجماعي الدولي (كالإرهاب الدولي ، وتزايد الحروب الاهلية ، والطابع الامني التي صبحت تتسم به بعض القضايا الاجتماعية والاقتصادية ) واضحت تدخل ضمن اجندة مجلس الأمن الدولي باعتبارها تهدد الأمن والسلم الدوليين ، أما الباب الثاني فهو يتناول الآلية أو الوسيلة العملية لتحقيق هذا المفهوم ، والمتمثلة في الوقت الحاضر بمنظمة الأمم المتحدة . من خلال استعراض مواقفها في مواجهة أهم تلك الصراعات ، ومواجة التحديات والتهديدات الجديدة للأمن والسلم
إلا أن هذه المنطمة وبعد مرور أكثر من سبعين سنة منذ إنشائها ثار حولها العديد من التساؤلات حول دورها في تحقيق النظام الذي أُنشئت من اجله (نظام الأمن الجماعي ) بين جاحد لدورها وانها لا تجسد سوى نظام الهيمنة للقوى الكبرى ، وبين مداح لها مبالغ بدورها . وقد حاول الباحث تناول العنوان موضوع الدراسة بطريقة شيقة ، لا تقتصر على مجال معين وإنما تناولها من عدة مجالات (القانونية ، والسياسية ، والفلسفية، والتاريخية، والامنية ) بطريقة غير تقليدية ، أضفت على موضوع الدراسة لمسات لم تعهدها الدراسات السابقة في مجال التنظيم الدولي اوالامن الجماعي رغم قلة هذه الاخيرة .حيث بدأ الباحث بفصل تمهيدي تناول فيه الحكومة العالمية باعتبارها الغاية التي يسعى نظام الأمن الجماعي الى تحقيقها ، مبيناً هل بالإمكان تحقيقها ، متناولاً ذلك من خلال الجوانب المشتركة التي تجمع بين بني الإنسان ، كوحدة الأصل الإنساني ، والأخلاق العالمية المشتركة ، وفكرة المصير المشترك ، وكذا تصورالفكر الانساني لفكرة (الحكومة العالمية ) نظرياً حتى أصبح هناك مشاريع عملية تسعى إلى تحقيقها عن طريق المنظمات الدولية ، في ضوء مسيرة قانون التنظيم الدولي .ليخلص الباحث من خلال هذه الفصل التمهيدي – كما هو رأي بعض فقهاء قانون التنظيم الدولي – إن الحكومة العالمية وان كانت أمراً بعيد المنال في الوقت الحاضر إلا أنها غير مستحيلة . إما الباب الأول ، فيتناول فيه الباحث مفهوم الامن الجماعي بدراسة نظرية معمقة يغلب عليها الطابع النظري ، من خلال مبدئي التضامن والتعاون وفقاً لنصوص الميثاق ، وحيث أن المنظمة الدولية تتأثر بالتغيرات التي يشهدها العالم في مختلف المجالات ، سواءً على المستوى السياسي (تغير النظام الدولي من ثنائي القطبية إلى أحادي القطبية ، إلى متعدد القطبية كما يتبلور في الوقت الحاضر) أو المتغيرات الاقتصادية أو الاجتماعية ، فان هذه التغيرات من دون شك قد ولدت تهديدات للأمن والسلم الدوليين لم تكن معروفة من قبل ، مما أوجد مفهوماً جديداً للأمن الجماعي الدولي (كالإرهاب الدولي ، وتزايد الحروب الاهلية ، والطابع الامني التي صبحت تتسم به بعض القضايا الاجتماعية والاقتصادية ) واضحت تدخل ضمن اجندة مجلس الأمن الدولي باعتبارها تهدد الأمن والسلم الدوليين ، أما الباب الثاني فهو يتناول الآلية أو الوسيلة العملية لتحقيق هذا المفهوم ، والمتمثلة في الوقت الحاضر بمنظمة الأمم المتحدة . من خلال استعراض مواقفها في مواجهة أهم تلك الصراعات ، ومواجة التحديات والتهديدات الجديدة للأمن والسلم
Other data
| Title | دور الأمم المتحدة فى تحقيق الأمن الجماعي الدولي | Authors | حبيب عبد الله محمد الرميمة | Issue Date | 2016 |
Attached Files
| File | Size | Format | |
|---|---|---|---|
| G12910.pdf | 2.23 MB | Adobe PDF | View/Open |
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.